كتبت/ دنيا هانيفي ذات يوم قررت أن تخرج من صمتها الدفين وتبوح بقلمها باسمها وأسم كل أنثى معلنة أن المرأة قوية وقادرة على التحدي والصراع والعطاء رغم انكساراتها ورغم خضوعها للرجل في بعض الأحيان . وفي أول إصدار لها الذي احتوى على 16 قصة لامست الواقع الذي نعيشه وخاصة الذي تعيشه المرأة المغلوب على أمرها.. المرأة التي كان ولا يزال حقها في الحياة والاختيار مهضوماً نوعاً ما.. وتبحث عمن من يحتويها..وتجد كل عنوان من عناوين قصصها له معنى لا يحتاج إلى التفسير فمثلاً الصحوة إلى ما قبل السادسة ومن ثم ما وراء الشموع إلى عفواً سأتزوج وتأتي إنجاب ورقة وبعدها تركني لأجل قلم إلى ضد مجهول ومن امرأة تحت المطر وما بعد الظل وأنثى ناضجة إلى نصف الجسد المحترق ومن آخر دكان للأمل تأتي صرخة طفولة ورجل صنعته بكلتا يديها ومؤامرة ضد جسد وأخيراً وحيدتي تلتقط القمر.. ذابت الحروف وذابت الكلمات وفي الآخر ارتشفنا ذائقة جميلة وسلسة في المعنى والمضمون.هي من تقول في (صمت اللقاء): التقينا.. وتملكنا صمتنا.. لم نقل شيئاً لكلينا لم نرتكب حماقة الفرح في لقائنا.. ولكننا صمتنا.. وصمتنا.. وفي أعيننا.. كلام كثير يدور في خلدنا.. كلانا كان ينتظر تلك الكلمة.. لم نقل شيئاً.. لم نقل إلا كلمات تافهة.. كتفاهة صمتنا..وعبرت عن (أنثى ناضجة) بـ: كانت كالشجرة في أوج النضج تساقطت ثمارها بسخاء..التقطها رجل كان ينتظر نضجها بشغف.. وعندما بدأت ثمارها تقل.. قلعها من جذورها..وهنا قالتها (نعم سأتزوج).. متى نكون لبعض؟ كنت أنت تسخر من كلماتي هل أقول عنك رجل لعوب أم أن الحب كذبة حلوة يجب ألا نصدقها كما قلتها ذات يوم مشئوم. (سأتزوج) هذا ما يهمني في الأمر.. اليوم أشبع ألسنة اللهب بها لأبدأ حياتي مع رجل كنت ستكون هو لولا صمتك المرير وجنونك وفتورك اللامعقول..تجدها في همسها الحائر: (تمنيتك سهواً) لأسقطك ولأبدأ معركتي بعيداً عنك بلا رجولة أردتك وبلا جسد تمنيتك فهذا ما لا أريده منك ليقولوا أنني بليدة في اختيارك غير أنني تمنيتك سهواً..وتبحث عنها في أجزاء رواية (أقرب من ميلادي أبعد من حدودك): أعرف أنك جئت لترى ضعفي فيك ولكني نسيت أن أخبرك أنني وضعت ضعفي في تابوتك المنسي في الحياة. أتعرف؟؟! كنت أقول إنني لن استطيع أن أحيا من دونك ها أنا أحيا مرة أخرى بنصف قلب ونصف أمل ونصف فرحة ونصف حياة كما أنت تحيا أنصاف حياتك دوني. حتى أنا صارت حياتي أشبه بأنصاف في كل شيء.. صفقت كثيراً حين أدركت أنك لم تكن إلا كذبة عشتها لأعوام خالية من الأحاسيس استشعرت بعدها وحدتي في وجوه من حولي رأيت كل آلامي في كلماتهم كلما تحدث إلي أحدهم تسقط دمعة خفية من وراء السواد المحيط بي.هي إذاً القاصة اليمنية الشابة فاطمة رشاد..التي تمتلك قلماً يحمل هموم وحزن كلماتها التي تعكس نمط وأسلوب حياتها وشخصيتها.تكتب عندما تكون بحالة من جنون الفرار من فاطمة إلى فاطمة أخرى التي ما أن تغادرها حتى تجد نفسها تقف أمام كلمات تذهل حين تقرأها لأول مرة ولكنها تعي حقيقة واحدة وهي إنها عندما تكتب نصاً تتراكم الحياة اليومية ومشاهدها في ذهنها فالكتابة هي العمل والحياة اليومية بالنسبة لها وهذا ما استخلصته في مجموعتها الأولى (امرأة تحت المطر)..وللتعرف أكثر على جوانب من حياتها نجد أن الحب يعني لها سمة لعيش العالم بسلام بينما الحزن بنظرها يصنعه اقرب الناس لنعيشه بكل مرارته ووصفت الوضوح بأنه أجمل شيء في الحياة ولكن الغموض هو من نحاول أن نجعله في حياتنا على الرغم من أنه غير موجود.تعني لها قصيدة صمت اللقاء الكثير فهي لحظة فاصلة لحياة انقطعت لتتواصل في صمت ولقاء أكثر صمتاً وبرأيها أننا في الحياة نمارس كل ما فيها من تعب وحين نلتقي بأناس يكونون كل حياتنا يغادروننا بصمت ونلتقي بهم مرة أخرى في الحياة بصمت رهيب فهذه القصيدة كتبتها عندما قالت لها إحدى صديقاتها: هل ما بعد اللقاء صمت فقالت لها صمت اللقاء الذي يجرنا إلى حياة أخرى نفتعلها لنعيش لحظات صامتة مع من نحبهم..حالياً تحضر مجموعتها القصصية الجديدة والتي هي عبارة عن قصص الومضة ومجموعة أشياء خارج الحواس التي تحتوي على مجموعة قصصية مغايرة ذات طابع سياسي وبطريقة إنسانية وتخص بالذكر القضايا العربية واليمنية والصحفية وتتسم بطابع حاد وأسلوب مختلف خال من العبارات المنمقة والسلسة.
|
ثقافة
حروف اشتقت ملامحها من فهرسة الحياة
أخبار متعلقة