صحيفة ( 14أكتوبر ) تتابع التحقيق في قضية الطفل الذي تعرض للعنف
تحقيق/ دنيا هانيتعرض طفل في الثانية عشرة من عمره إلى التعنيف من قبل شاب في التاسعة عشرة من عمره دخل إثره الطفل في غيبوبة أفاق منها في أحد مستشفيات محافظة عدن. تفاصيل الحادثة وسببها في التحقيق التالي التي أجرته صحيفة (14 أكتوبر) مع الأطراف المعنية فإلى التفاصيل:[c1]مغمى عليه[/c](ع.م) هو أحد أطفال محافظة عدن دفعته الاوضاع المعيشية المتردية التي تعاني منها أسرته إلى العمل لمساعدة والده الذي يحترف مهنة الصيد في مديرية صيرة وحتى يكسب لنفسه حرفة تنفعه مستقبلاً في ظل عدم إكماله التعليم . وفي أحد الأيام الماضية كان الطفل (ع.م) يمارس عمله مثل عادته ويساعد أخاه في حمل وبيع الأسماك وصادف الشاب الذي تشاجر معه على إحدى الأسماك ما دفع بالشاب إلى ضربه وبطحه أرضاً ودهسه برجله على رقبته مرتين متتاليتين ودهسة بقلبه ما جعل الطفل يدخل في غيبوبة أفاق منها بعد إسعافه إلى المستشفى من قبل الحاضرين في الواقعة حيث تم إبلاغ والده الذي ذهب إلى المستشفى للاطمئنان على صحة ابنه.[c1]يستحق العقاب[/c]
وتروي لنا الأم باقي التفاصيل حيث قالت: ابني مازال طفلاً في الثانية عشرة من عمره (قاصراً) حتى يضربه هذا الشاب بهذا الشكل الذي لا يصدقه أحد كيف استطاع فعل مثل هذا الأمر وأين كان عقله عندما بطح ابني أرضاً وقام بدهسه برقبته وقلبه، وبانفعال كبير وواضح على ملامح وجهها الدالة على حرقة قلب أم على ابنها الصغير تكمل: بعد خروج ابني من المستشفى وعمل الفحوصات المبدئية اللازمة ذهبنا لعمل بلاغ بالشرطة حتى يتحصل هذا الشاب على العقاب الذي يستحقه فما حصل لابني لا يمكن التغاضي عنه أو السكوت فهو الآن ممدد في فراشه ويلبس حول رقبته طوقاً حتى يتم عرضه على دكتور عظام وعمل الكشافات والأشعة اللازمة للتأكد من عدم وجود أي كسور أو مضاعفات إلى جانب شعور ابني بعدم القدرة على التنفس (كظمة).[c1]شتمني وضربني[/c]والتقينا بالطفل (ع.م) الذي تعرض للضرب وحكى لنا ما حدث بالضبط حيث قال: كنت أبيع السمك وجاء هذا الشاب ليأخذ سمكه الذي وضعه عندي ثم قال لي هذا الحوت ليس لي وعندما أخبرته بأن يأخذ النوع الذي يعجبه فكلهم متساوون قام بالسب وشتم أمي أمامي ما دفع أخي إلى رميه بحجر وعندما كان سيضرب أخي بعد أن أعطاه كفاً بوجهه صرخت ورميته بحجرً صغير ثم جاء إلي ودفعني أرضاً وقام بدعسي برقبتي ولم أشعر بعدها بشيء إلا عندما كنت بالمستشفى وحتى الآن تؤلمني رقبتي ولا أستطيع تحريكها الى اليمين واليسار.[c1]ضبط وإحضار[/c]آخر أحداث تفاصيل الواقعة هو قيام (شرطة كريتر) باستدعاء الشاب من قبل عاقل الحارة الذي سلمه في اليوم الثاني الاستدعاء وتجاهل الشاب تنفيذ أمر الاستدعاء ما جعل الضابط الموكل بالبلاغ بإصدار استدعاء آخر للشاب ما لم يحضر بنفسه فسوف يتم ضبطه وإحضاره ثم عرضه للنيابة وهي ستتولى المهمة بعد ذلك.[c1]دور الشرطة[/c]وبهذا الخصوص التقينا بالأخ فهد فرحان ضابط تحقيق بشرطة كريتر الذي قال لنا: استجبنا لمقدمة الشكوى أم الطفل التي رفعتها ضد الشاب المعتدي وقمنا بعمل أمر استدعاء إلى عاقل الحارة حسب الإجراءات الروتينية لأن الطفل قاصر ويعتبر هذا الأمر ضمن الاعتداء على الصغار ثم أصدرنا استدعاء آخر لعدم حضور الشاب والتزامه حسب إفادة عاقل الحارة.وأضاف فرحان: تم في اليوم التالي من الاستدعاء القبض على الشاب وإحالته إلى النيابة للنظر والتصرف بالقضية ،مشيراً إلى أن الحسم في القضية يعود إلى القضاء الذي سوف يأخذ مجراه القانوني في النهاية.[c1]أقوال المعتدي[/c]وفي سياق التحقيق فقد أدلى الشاب المعتدي على الطفل باعترافه حول الحادثة وبحسب ماجاء بالمحضر قال انه في تمام الساعة السابعة مساءً في مديرية كريتر- ساحل صيرة قد قام بالاعتداء على الطفل (ع.م) بضربة على رقبته بسبب خلاف بينه وبين الطفل البائع على سمك، مشيراً انه لم يكن يقصد رقبته ولكنه قصد ضربه بكتفه .. ولكنه تزحلق على أوضية الحراج ما أدى إلى إصابته برقبته وإغماء الطفل مباشرةً ، مضيفاً انه بعد ضرب الطفل توجه إلى بيته.وقال المعتدي انه بينما كان بالبيت حضر إليه خال الطفل المعتدى عليه في تمام الساعة (11) مساءً ما اضطر الشاب المعتدى عليه إلى إعطائه مبلغاً وقدره (5000) ريال لكي يتم إنهاء المشكلة ولعدم تطورها، مؤكداً انه قد ذهب إلى والدة الطفل لإعطائها مبلغ وقدره (9000) ريال لقاء الأشعة المقطعية التي ستجرى للطفل المتضرر فتفاجأ أن الأشعة تكلف ( 13000) ريال ما دفع الأم إلى رفض استلام المبلغ منه حتى يتم محاسبته على ما ارتكبت يداه بالقانون.[c1]الكلمة الأخيرة[/c]ما أردت قوله أن هناك الكثير من عمليات العنف والضرب تمارس ضد الأطفال وهناك من لم يشتكوا ويأخذوا حقهم بأيديهم وهناك من يوكلون أمرهم لله في هذا الجانب لعدم قدرتهم على فعل شيء لكن إذا ظل الواحد منا يسكت ويتغاضى عن حقه فسوف تكثر هذه الحالات وإذا أخذنا حقنا بأيدينا فسوف نكون قد طبقنا شريعة الغاب، لذلك وجد القانون ووجدت مراكز الشرطة للتبليغ عن أي شكاوى أياً كان نوعها وشعارها دوماً (الشرطة في خدمة الشعب) وعليه سوف يطبق العدل من خلال القانون وسوف يأخذ كل ذي حق حقه عاجلاً أم آجلاً.. والشكر كل الشكر لتعاون مركز شرطة كريتر حول هذا الموضوع ونتمنى أن يأخذ كل شخص يعتدي على غيره ظلماً عقابه الذي يستحقه.