في اختتام البرنامج التدريبي لمهارات تعليم القراءة والكتابة لطلاب الصفوف (3-1) الأساسية..
استطلاع / فيصل الحزمي - بليغ الحطابيمحاربة الفقر ومختلف الظواهر الاجتماعية الأخرى بدرجة رئيسية مرتبطة بجودة التعليم وتحسين وسائله وأدواته التي تنعكس ايجاباً على إيجاد جيل واعٍ متسلح بالعلم والمعرفة والإدراك والفهم الكامل لواجباته ومسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه.. وبلادنا واحدة من البلدان التي تعاني من ضعف التعليم وتدني وسائله وأساليبه بالرغم من الأمكانات المتاحة أمامه والاهتمام البارز الذي أولته الحكومة والاستراتيجيات والخطط الخاصة والعامة.ومن هذا المنطلق جاءت مهمة وبرامج تدريب المعلمين والمدرسين للصفوف التعليمية المختلفة باعتبار المعلم هو حجر الزاوية الذي يعول عليه بناء ذلك الجيل الواعد وتحقيق الآمال والتطلعات المرجوة.. ومنها البرنامج التدريبي «الطموح» الذي أختتم أعماله الأسبوع الماضي في خمس مديريات بأمانة العاصمة الخاص «بمعلمي الصفوف (3-1) ابتدائية على مهارات القراءة واستراتيجيات تدريبها وتلقينها للطلاب الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم (قطاع التدريب والتأهيل) ومكتب تربية الأمانة بتمويل ودعم من مشروع تحسين معيشة المجتمع (CLP) الممول من الاوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).[c1]إجماع على التميز[/c]ويكاد يجمع عموم المتدربين المستهدفين من معلمي ومعلمات الصفوف (3-1) بأن البرنامج التدريبي هو الاول من نوعه الذي استطاع أن يحقق نتائج ايجابية مرضية وفعالة بخلاف كل البرامج والدورات التدريبية السابقة التي اعتمدت على التلقين النظري بينما هذه الدورة اعتمدت إلى جانب ذلك وبشكل اساسي على التطبيق العملي للأساليب والممارسات التدريبية «النوعية».وتقول الأخت/ سلوى حسن ناشر- معلمة وإحدى المستهدفات: لأول مرة أحضر دورة واستفيد منها بهذا الشكل فقد أحسست بسعادة كبيرة كوني استطعت أن أعكس ما تعلمته وتدربت عليه على طلابي وأحفز فيهم روح المبادرة والمساهمة والمشاركة الفاعلة.. وبطبيعة الحال فهذا يعود للطرق والأساليب الممتعة والجديدة التي تم اكتسابها من هذا البرنامج الفريد والمتميز ،وايضاً المعارف التي كان لها أثر بالغ في شد انتباه الطلاب خلافاً للأساليب الإلقائية الماضية «المملة». فيما تعتبر الأخت جميلة البهلولي -وكيلة مدرسة اليرموك بالعاصمة- الدورة بداية صحيحة لعملية صحيحة خالية من الشوائب وعملية الحشو للمعلومة التي كان يمارسها المعلم على الطالب وهو ما كرس واقعاً مؤلماً.وتوافقها الاخت أمة اللطيف مطهر- متدربة - ومعلمة الصف الأول في مدرسة سبأ بأمانة العاصمة - مؤكدة أن الدورة تعد بداية مشجعة أولاً للمدرسين وثانياً للطلاب خاصة أنها تزرع في عقولهم المشاركة وروح التنافس والابداع والتميز. وتضيف: بكل تأكيد كان للطرق التدريبية التي تلقيناها في الدورة خلال الايام الماضية الأثر البالغ في تعلم كيفية إدخال أو إيصال المعلومة للطالب وجعله يحب القراءة والكتابة وحفظ الدروس بطرق شيقة وسهلة سواءً عبر الرسومات أو المسابقات أو الجداول.. أو.. أو.. الخ.. أما الاخت نجاح صالح النجار مديرة مدرسة زينب - فاعتبرت ذلك الخطوة الأولى في الطريق الصحيح.. فإذا صلح الاساس صلح كامل الجسم.وهو ما يعد حسب الاخت حياة علوان الحبيشي -موجهة تربوية- بمثابة جرعة تنشيطية للمعلم وفهماً جديداً لوسائل وأساليب تدريبية متجددة غيرت من نمط أدائه التدريسي وفي طرق تعامله مع الطالب.وتضيف: ما يميز الدورة ايضاً أنها نوعت بين الأنشطة التدريبية وتطبيقها تطبيقاً مباشراً بين المتدربين، كما ساعدت كثيراً المعلم على اكتساب المهارات التي تحقق الاهداف المرجوة في جعل المعلم والمتعلم (الطالب) نماذج نوعية في عمليات البناء والتطوير التنموي الاجتماعي والتعليمي)..[c1]واقع مؤسف[/c]وإذا نظرنا الى الواقع السيئ الذي يعانيه التعليم في بلادنا نتيجة تدني مخرجات التعليم الأساسي وضعف أدائه، إذ أن الطالب في الصف الرابع لا يستطيع أن يقرأ سؤالاً في الاختبارات النهائية - هذا ما أكد عليه وكيل وزارة التربية لقطاع التدريب والتأهيل الدكتور سالم عبدالله لملس.. ويضيف الوكيل: لذلك فإن الاهتمام الخاص يولى حالياً ويركز بدرجة أساسية على مهارات القراءة والكتابة للصفوف الأولى (3-1).. كما أن لدينا توجهاً حالياً لعمل (فلترات) لتجويد وتحسين العملية التعليمية حيث تتم الاولى في الصف الثالث الابتدائي حيث يتم إجراء اختيار وطني على مستوى المديريات والمحافظات في القراءة والكتابة بحيث لا ينتقل الطالب الى الصف الرابع دون إجادة ذلك.. أما الفلترة الثانية فهي في الصف السادس الأساسي (الابتدائي) باختبار وطني في مادة العلوم والرياضيات، أما المرحلة الثالثة فهي في الصف التاسع وسيكون عبر الاختبار الوزاري.ويعتقد الدكتور سالم لملس أن بهذه الطريقة والخطة الجديدة سيتم تحسين العملية التعليمية بشكل عام.[c1]البادرة الأولى..[/c] البرنامج الذي استمر عشرة أيام (24 ابريل - 5 مايو الجاري) استهدف خمس مديريات بأمانة العاصمة هي: «السبعين، الثورة، معين، الوحدة، شعوب» بتدريب (1609) معلمين ومديري مدارس ووكلاء مدرسة وموجهين تربويين تم توزيعهم على (64) مركزاً تدريبياً وركز بدرجة أساسية على اشراك جميع اطراف العملية التعليمية وهم : «معلمون، مدراء، ووكلاء مدارس، وموجهون» في عملية التخطيط وأساليب التدريس ووضع الآليات التي تمكنهم من تطبيقها وايضاً تقييم مستوى تطبيقها وانعكاسها على الطالب في الفصل الدراسي.ويؤكد الأخ رشيد العقاب مسؤول البرنامج بمشروع تحسين معيشة المجتمع (CLP) الممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية أن البرنامج جاء كأهم المعالجات التي تواجه تحدي ضعف القراءة والكتابة الذي أثر على العملية بشكل عام وذلك عبر إعطاء جرعة تدريبية وتطويرية مكثفة لمجموع أطراف العملية التعليمية والمعلم بدرجة أساسية.ويشير العقاب الى أن مشروع تحسين معيشة المجتمع المحلي (CLP) كان المبادر الأول للعمل في هذا الاتجاه من خلال تنفيذ دورات تدريبية (برامج مكثفة) بداية من محافظتي عدن ولحج، ثم في تعز وأمانة العاصمة.ويوضح مدير التدريب وأنشطة التأهيل بـ(CLP) أن المشروع سيستمر الى جانب برامج أخرى مركزة في هذا الجانب بهدف تطوير مستوى قدرت المعلمين في تدريس مهارات القراءة والكتابة.ويعتقد العقاب أن البرنامج سيكون له أثره البالغ لكونه مثل إضافة نوعية تتصل بتحسين مستوى التلاميذ وتحصيلهم العلمي، فضلاً عن رفع كفاءات المعلمين.[c1]أولوية الوزارة[/c]من جانبه اعتبر الاخ صبري الحكيمي المدير العام المساعد للتدريب والتأهيل بوزارة التربية والتعليم أن البرنامج التدريبي يشكل أولوية لدى الوزارة، فخلال الفترة الماضية استفادت الوزارة من نتائج التغذية الراجعة والتقييم الذي حدث لمراحل الصفوف الاولى (3-1) وتنبهت لمهارة القراءة والكتابة التي تعاني منها العملية التعليمية.. ويضيف: كما أن مشاركة اطراف العملية التعليمية في برنامج تدريب واحد كسر الجمود والفجوة الموجودة في العملية التعليمية بحكم الأدوار والعلاقة فيما بينهم.. كما تم في البرنامج إيجاد أدوار أساسية فيما يتعلق بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة.وأكد الحكيمي أنه اليوم بإمكانه تطبيق البرنامج كمنهج على مستوى مدارس الجمهورية. وأضاف: كما أن الوزارة حرصت على أن يكون هذا البرنامج هو توجهها للسنوات الخمس القادمة بالتركيز على مهارات القراءة والكتابة للصفوف (3-1)،و توسيع مشروع التعليم الأساسي لهذا الاتجاه الذي سيساعدنا على التغلب على كثير من المشكلات.[c1]أطراف العملية التعليمية[/c] ولعل ما يميز البرنامج التدريبي حسب الاخ خالد محسن الجمرة - مدير مدرسة اليرموك بأمانة العاصمة - أنه لم يستثن أحداً من أطراف العملية التعليمية الاخرى وهم مديرو ووكلاء المدارس التي يعمل فيها المعلمون المستهدفون، إضافة الى موجهي الصفوف الاولية (الابتدائية) الى جانب معلمي الصفوف المستهدفة.وأضاف: حيث ركز البرنامج على جمعهم في برنامج تدريبي واحد وهو ما أنهى المبررات الواهية وحالة الاتكال والتواكل ورمي المسؤولية أو أي تقصير يحدث على أحد هذه الاطراف. ويتفق مع ذلك الاخ عبد الخالق غلاب مدير ادارة الحقائب التدريبية.. مؤكداً ان ذلك ساعد جميع تلك الاطراف على ممارسة مهمتهم المهنية التربوية وتمثيل كل طرف لدوره الاساسي في الارتقاء بالعملية التعليمية وتمثيل الدور المرجو من كل طرف على حدة.[c1]نوعية ..وتميز[/c]ومن وجهة نظر المدربين وتقييمهم للتفاعل مع البرنامج التدريبي يقول الاخ عبدالقادر الحميدي - مدرب - ان البرنامج كان نوعياً وحرص على تمكين المعلمين من الاخذ بزمام المبادرة لتمكين الطلاب من الوصول الى القراءة والكتابة السريعة منذ وقت مبكر.. ويضيف: بشكل عام هناك تفهم واستيعاب كامل من قبل المتدربات والمتدربين لكل ما تم وجرى من وسائل تطوير وطرق مهاراتية معتمدة وناجحة في كثير من البلدان ..وهي بداية صحيحة في الطريق الصحيح الذي ينبغي أن من نسير عليه ويعتمد على التأسيس في المهد (الصغر) ، البداية الحقيقية لتمكين الطلاب من القراءة والكتابة المبكرة في الصفوف الاولى (3-1)،..ويضيف : وقد لمسنا تفاعلاً وحماساً كبيرين من المتدربين وهناك مبشرات جيدة ورائعة ، ومن خلال تقييمنا ومتابعتنا اليومية لعمليات التطبيق التدريبي هناك بعض الصعوبات لكنها ستزول ويتم تجاوزها مع الممارسة وبعد أن تصبح تلك الوسائل سلوكاً من سلوكيات وطرق التعليم الاساسية. أما الاخ نصر الهمام مدير التدريب بمكتب التربية بالامانة فقال : إن النتائج المحققة من البرنامج ستعالج الكثير من المشاكل الاساسية التي يعاني منها التعليم في بلادنا وما حصل عليه المعلم والطالب سيدعم إمكانية استمرار البرنامج.[c1]ارتياح وقصص نجاح[/c] ولعل ما لفت انتباهنا في الزيارات الاستطلاعية الميدانية هي حالة الارتياح البالغ من هكذا برامج يمكن أن يعتمد عليها مستقبلاً لتأسيس صلب ولبناء تعليمي ومعرفي وتربوي ناجع يحقق الاهداف والتطلعات التي وقفت وعجزت عنها كثير من الوسائل والأدوات التعليمية والتدريبية السابقة.. التي لم تنتج - حسب التربويين- الا كثير من الهدر في الموارد والطاقات والامكانات وغيرها.. بيد أن النجاح الذي حققه هذا البرنامج التدريبي بدا واضحاً لجميع الزوار والمتابعين والمراقبين لأنشطة الدورة من خلال قصص النجاح الذي بدأت بعض الإدارات المدرسية تتحدث عنها لبعض مدرساتها ومدرسيها الذين تجاوزوا حسب قولهم حواجز وتحديات ايصال المعلومة للطالب في الصفوف الاولية (3-1) وتحديهم أيضاً لمشكلة الازدحام الطلابي في الصف الواحد.. كما بدا ذلك ايضاً من خلال مطالب الكثير منهم لوزارة التربية والتعليم بالعمل الجاد والمسؤول نحو تعميم هذه التجربة (الناجحة) بكل المقاييس - حسب تأكيداتهم - إذا ما أردنا تجاوز التحدي الكبير الذي يواجه التعليم في اليمن.