الجو الهادئ المليء بالتقبل والإنسجام يساعد الطفل في التغلب على مشكلة التلعثم
د.زينب حزام يحتاج الطفل إلى رعاية كاملة من قبل الأبوين في سنوات ما بين الثالثة والثامنة من عمره، وتدريبه على النطق الصحيح ، وإذا تعرض الطفل للتلعثم ، خصوصا في هذه السن فهذا يشير إلى صراع حقيقي مع الكلام ، وهو مؤشر للحاجة الفورية إلى العناية المتخصصة .ومن علامات ظهوره تكشيرات في الوجه وحركات في الذراع أو الساق ، ورمش في العينين أو تنفس منتظم ، ومن المهم معرفة أسباب التلعثم عند الأطفال ، وقد تكون عضوية تحتاج إلى رعاية طبية ، مثل خلل في السمع حيث يتلقى الأفراد معلومات مرتدة خاطئة أو مضللة عن حديثهم الخاص.إحدى النظريات ترى أن التلعثم هو اضطراب في الكلام له أساس عصبي ناتج عن عدم تطوير الهيئة الدماغية المناسبة ، حيث لم يطور احد نصفي الدماغ ذي التأثير اللازم للحديث المنساب.[c1]أسباب التلعثم[/c]وهناك سببان عضويان آخران يمكن اعتبارهما من النوع النفسي الجسمي بسبب تأثير العوامل النفسية على الآلية العضوية لانتاج الكلام .وهناك اعتقاد حديث لكنه لم ينل القبول الواسع بين المختصين بقول وجود منعكس غير ملائم تفتح خلاله الحبال الصوتية قبل بدء الكلام بدلاً من أن تبقى معا في حالة ارتخاء، فقد يكون طفلك من أولئك الأطفال الذين يطلقون حبالهم الصوتية فتقفل مما يجعل النطق صعبا جدا ،وهذه النظرية تقول «إن مقاومة الفرد للإغلاق العضوي للحبال الصوتية هو الذي يؤدي إلى التلعثم،وهناك عدة أسباب تؤدي إلى التلعثم، منها المشاكل الأسرية بين الأبوين .وتشير الدراسات إلى أن مستوى عاليا من التوتر المستمر يؤدي إلى التلعثم ، فالطفل الذي يتكلم بشكل طبيعي سيتلعثم إذا كان قلقا جدا أو متوترا ، وفي حال وجود ميل للتلعثم ستزداد المواقف المثيرة للقلق ويزداد التلعثم ،لان القلق يفقد الطفل المعرض للتلعثم السيطرة على التوازن الدقيق للعضلات التي تتحكم بالكلام ومخارجه ،إضافة إلى أن التوتر المتواصل كثيرا ما يحدث عندما يتكلم ،فيتوتر ويتلعثم فتصدق مخاوفه وتصبح أقوى ،وقد يكون القلق التوقعي ناتجا عن الرغبة في الكلام بشكل سريع إذ أن خوف الطفل يبدو بطيئا أو بليدا إضافة إلى أن خوفه من انتقاد الآخرين ،يمكن أن يخلق لديه توقعا بأنه لن يتكلم بشكل جيد وهذا بدوره يؤدي إلى الكلام المتوتر المتلعثم.[c1]الحالات التي يتعرض لها الطفل[/c]وقد ينتج التلعثم عند الطفل نتيجة حالات مؤلمة مر بها ، مثل حدوث اصطدام عنيف أو مرض خطير أو مشاهدة وفاة أو صراع عنيف حول سلامته وقدرته على التكيف.ويمكننا القول هنا إن معاناة الطفل المستمرة من المشاعر المتناقضة قد تؤدي إلى التوتر والتلعثم في الحديث ، لذا علينا تدريب أطفالنا على المواقف الصعبة وعدم الخوف من الوقوع في الخطأ، وتشجيع هم على الكلام وتعزيز قدرتهم بمكافأة يحبونها كالقيام بنزهة أو شراء لعبة.[c1]تشوه أعضاء النطق[/c]ويمكن تشويه عضلات النطق بنفخ البالون ، أو عن طريق الهمس والغناء وذلك في مرحلة متقدمة، ومن الأنسب أن تعلم طفلك قراءة القصص المصورة حتى يتدرب على النطق الصحيح، بحيث تقوم بقراءة القصة بصوت عال وواضح وتطلب منه القراءة وتشير أنت إلى الصورة الصحيحة ،وعليك أن تمنح طفلك مشاعر الفخر بنفسه عند الكلام حتى تتكون لديه خبرة ممتعة ، وتوفر له الجو الهادئ المليء بالتقبل والانسجام ،فالجو الأسري الهادئ يعتبر جوا مثاليا للوقاية من نشوء مشكلة تزعج طفلك كمشكلة التلعثم ، وعلى أي حال ، فمن الضروري توفير مثل هذا الجو في حال ملاحظة أن الطفل بدأ يتلعثم بشكل مستمر لان الطفل شديد الحساسية يكون أداؤه أفضل بكثير في الأسرة التي توفر له الجو الهادئ ،ومن المفيد جدا أن تقلل التشويش وان تعطي طفلك بعض الشعور بالأمن ،لان الكلمة الهادئة والمقترحات المحددة تساعده كثيرا ، ومن واجبنا جعل عالم الطفل آمنا وممتلئا بالبهجة والسرور.[c1]الحلول لتفادي التلعثم[/c]يجب علينا تنمية الكفاءة لدى الطفل لأنها ضرورية جداً لمنع حدوث التلعثم ،وخاصة إذا كان التلعثم بسيطاً لهذا عليك تعليم طفلك أن يكون حساسا اجتماعيا وان تبين له ضرورة الانسجام مع زملائه في المدرسة وأصدقائه ، كما يجب علينا مراقبة سلوكه عند التعامل مع الآخرين .ومن الأساليب المساعدة لتحقيق ذلك أن تلعب مع الطفل ألعابا تركز على السلوك الاجتماعي المناسب لديه بحيث انك تكون قادرا على توفير الألعاب المناسبة له وتشاركه في اللعب بحيث تجعله يشعر بالثقة أثناء اتصاله مع الآخرين.وتشير الدراسات الحديثة إلى أن التلعثم حتى لو كان بسيطا،فإنه يؤثرعلى نفسية الطفل ،وهنا لابد من مساعدته في التغلب على هذا التلعثم من خلال تشجيعه على الغناء والإحساس بأنه ماهر اجتماعيا ، وعندما نشعر بأن الطفل لا يعرف التعامل مع الآخرين ولا يشعر بالراحة في التعامل معهم ،علينا مساعدته عبر استخدام لعب الدورة حيث تتصرف أنت مثل الطفل من أجل أن يمارس هو التفاعل مع موقف متخيل خال من الضغوط ، ويؤدي التكرار إلى خفض القلق وتحسين المهارات الاجتماعية في آن واحد.ومن أهم الأساليب في تشجيع الطفل على النطق السليم وعدم التلعثم ،هو جعله يعبر عن مشاعره واهتماماته وأن نخفف من توتره بالقيام بنشاطات ممتعة تساعده على تنمية كفاءاته.