الانتظار المؤلمفاطمة امرأة تبدو في بداية الأربعينيات ، ولكنها في الحقيقة لم تتجاوز الثلاثين من العمر تعيش في بيت صغير في ضاحية إحدى المدن الرئيسية.لها ستة أطفال تتراوح أعمارهم بين الرابعة والعامين ، تحلم فاطمة أن ترى أطفالها يعيشون حياة أفضل وقد حققوا أمنياتهم في الحياة وأكملوا دراساتهم ، زيد اكبر الأبناء لفاطمة ومتعلق جدا بها ويحس بما تلاقي من معاناة من تربية أخوته نظرا للظروف المعيشية المتوسطة الحال .يقول زيد : فتحت عيني على الحياة وأمي أمامي تهتم بكل تفاصيل حياتي وحياة إخوتي برغم عددنا الكبير ، إلا إنني لم اشعر يوما من الأيام أن هناك حرمانا أو تقصيرا فقد كان حنان أمي يسع الكون بأكمله وكنت ألاحظ عندما أرى أمهات أصدقائي امي تكبرهن سنا بكثير حتى أنني أخبرتها يوما عن تساؤلي هذا .أجابت أمي : لم أكن اعرف يا بني معنى الزواج ، الزواج مسئولية جسيمة. أبي حفظه الله تعالى زوجني وعمري ثلاثة عشر عاما ، يومها كنت فرحة بالملابس وفرحة النساء حولي ولكني واجهت المصير لوحدي كما ترى .استمر زيد بسرد القصة بقوله :بعد أيام قليلة علمنا ان امي حامل فرحنا كثيرا بالخبر خاصة أننا سنرزق بمولود يملأ علينا المنزل فرحا وبهجةعشنا أشهر الحمل مع والدتي لحظة بلحظة ونحن ننتظر بشوق الوقت الذي سنرى المولود الجديد فيه ، لم نعط بالا لامي التي لم تكن منتظمة في زيارة المركز الصحي خلال الحمل، لم نعرف معاناة أمي من الحمل الذي كان شديدا عليها .لم يساعدها احد في أعمال المنزل الكثيرة ولم تزر أي طبيبة أثناء فترة الحمل ، ولم تأخذ إي مقويات لها خلال الحمل .. تتألم أحيانا لا نعرف لماذا ؟كل يوم تزداد ضعفا وتزداد بطنها حجما ، أبي مشغول في عمله يعود متعبا يحاول حثنا على مراجعة دروسنا ولكنه لا يكترث لحالة أمي الصحية ، ليست المرة الأولى التي تحمل فيها هذا حملها السابع “ هذا تفكيره .حانت ساعة الولادة ودقت ساعات الخطر على أمي وإخوتي وأبي ، بدأت الولادة بالمنزل وخلال ذلك بدأ الدم ينزل منها بدرجة ملحوظة على أطرافها السفلى .قام أبي بنقلها إلى المستشفى كي تلد تحت إشراف طبي ، انتظرنا طويلا في حديقة المستشفى في شوق بمولود وقلق على أمي .أمي المسكينة تعاني وفي حالة حرجة حسبما ظهر على والدي المرتبك جدا حاضر.. حاضر .. حاضر .. نعم .. هذه الكلمات التي كانت أكثر ترددا لأبي استجابة إلى طلب الكادر الصحي عند طلب الأدوية ، أخبره أنها بحاجة إلى دم لتعويض الدم المفقود خلال الحمل والولادة تم إحضار الدم ولكن أمي كانت قد فارقت الحياة وانتقلت إلى بارئها .ماتت أمي وخيم الحزن على بيتنا الدافئ فلن نرى وجه أمي الحنون مرة أخرى ولن يشعر مولودنا الجديد بدفء حضن أمه .تنهد زيد قائلا : كان الدرس قاسيا ولا أحب أن تحدث المعاناة نفسها لأسرة أخرى ، وردد يقول: إنجاب مبكر .. تكرار متسارع للحمل والولادة .. إهمال للأم الحامل .. الخ . قصصة حقيقية من واقع المجتمع اليمني.
|
ومجتمع
معاناة أمهات
أخبار متعلقة