لا نظن أن العقلاء في الحراك السلمي ومناضلي القضية الجنوبية سيسمحون للطائشين والمتهورين بتشويه صورة الحراك السلمي أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي من خلال قيام بعض عناصر أجنحة أو أطياف أو فصائل هذا الحراك بمنع الناس من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية ومصادرة حقهم في ممارسة الديمقراطية بحجة أن هذه الممارسة ضياع للقضية الجنوبية واعتراف ضمني بحكومة الوفاق في ظل وحدة لا يرغبون فيها خاصة وأن بعض تلك الأجنحة الحراكية تناضل من أجل الانفصال وفك الارتباط. فقد شاهدنا حادث الشاب الذي فجر نفسه في الدائرة الانتخابية (21) بمعهد جميل غانم وكذلك حدث انفجار في دائرة أخرى في المنصورة واتهم فيها الحراك وسمعنا بعض الحراكيين الانفعاليين يتوعدون من سيذهب للإدلاء بصوته في الانتخابات فإن قيمته ستكون “رصاصة” فقط!! هذه التصريحات والسلوكيات لا تبشر بخير بل تنذر بشر خاصة بعد الصدامات التي حدثت بين شباب الإصلاح وشباب الحراك في المعلا وكريتر وكادت أن تتحول إلى كارثة في مدينة حضارية مثل ثغر اليمن الباسم الذي كاد أن يصبح باكياً بل حزيناً وهو يشاهد زهوره تتناحر وتتصارع بل وتتقاتل ويسفك البعض دم الآخر لمجرد الاختلاف في وجهات النظر وبسبب التعصب الأعمى لجماعته أو لحزبه أو لفصيله.. فهل يدرك قادة الحراك السلمي هذا الأمر؟ وهل هم على علم بذلك فيسارعون لتدارك مثل هذا التصرف قبل أن يستفحل أمره فيخرج من بين أيديهم وعندها تضيع قضيتهم العادلة ويصبح الحراك في نظر العالم جزءاً من الإرهاب وصورة من صور القمع والاستبداد والتسلط والجبروت بعد أن كان حراكاً سلمياً هادئاً يناضل من أجل قضية عادلة منذ 2007 وقبل حدوث ما يسمى بـ “الربيع العربي” بمراحل.ألا يعلم الشباب المتهور من الحراك أنهم لو قاموا بمنع الناس فيه من الإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الديمقراطي فإن صورتهم في المستقبل ستكون كالتالي: أشخاص يكرهون الديمقراطية والحق والعدالة وينتهجون الاستبداد والقمع والتسلط في الوقت الذي يناضلون من أجل استعادة الحقوق والحريات بل وينادون بالاستقلال السلمي ويريدون العالم أن يقف إلى جانب قضيتهم العادلة..!!فهل يدركون هذه المفارقة العجيبة في سلوكهم ويقلعون عنها أو يتراجعون إلى الوراء لمحاسبة أنفسهم. والعاقل من اتهم نفسه قبل اتهامه للآخرين!!
|
آراء
التفكير بمنع الاستحقاق الديمقراطي.. هل سيحول الحراك السلمي إلى قمعي..؟!
أخبار متعلقة