إعداد/ دنيا هانيأثبتت أن الخيال قادر على الابتعاد عن كل ما هو مألوف فعندما تغني تأخذك معها إلى عالم الرومانسية والأحلام كلماتها بعيدة عن الزخم معانيها تنقلك لا شعورياً للإحساس باللحن الجميل وتطربك بالفن الراقي الأصيل.صاحبة صوت ملائكي رائع وحنجرة ذهبية متميزة تضم بين حدتها ونعومتها ورقتها كل آلات الموسيقي وكأنك تسمع أوركسترا كاملة العدد. وتعتبر واحدة من أهم علامات الفن في العقود الأخيرة ومن أشهر المطربات في الوسط العربي والعالم أجمع وأسطورة زمانها وقد كان لديها نزعة عفوية إلى الغناء منذ نعومة أظفارها. [c1]مشوار حياتها[/c]هي نهاد حداد التي تعرف حالياً باسم فيروز التي كانت أول مولود لوديع حداد وليزا البستاني، ولدت في11/12/1935م كانت عائلة حداد تعيش في بيت متواضع مؤلف من غرفة واحدة في زقاق البلاط الحي القديم المجاور لبيروت، حيث عاش الفقراء من جميع الطوائف والأجيال حياة مشتركة وآمنة.حظيت نهاد بفرصة الالتحاق بالمدرسة وهناك استطاع صوتها أن يجذب الانتباه فوراً بوصفه يتمتع بنوعية فريدة، حيث كان يمكنها تحويل الأناشيد العادية الوطنية إلى شيء مدهش بجماله. وجاءت الفرصة لها لتعبر عن جمال صوتها الأخاذ عندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها، حيث سألها مدير مدرستها أن تغني في حضور محمد فليفل أستاذ الموسيقى وأحد مؤسسي المعهد الموسيقي الوطني في لبنان والذي كان يبحث عن أصوات جديدة بهدف تأسيس فرقة كورال لبرنامج يتم إعداده من أجل مناسبة رسمية. وما أن سمعها السيد فليفل حتى وقع في عشق صوتها، وسألها إن كانت تريد الانضمام إلى فرقة المنشدين التابعة له، ووافقت نهاد ولكن كان يجب الحصول على موافقة والدها. ولم تكن موافقة الوالد المحافظ بتلك السهولة، ولذلك قررت فيروز وأخوها ووالدتها كتمان ذلك الخبر وبدأ أخوها جوزيف وديع حداد بمرافقتها إلى معهد فليفل لمدة أربع أو خمس سنين، حيث تعلمت كيف تغني وفق منهاج موسيقي، وفي الوقت نفسه رتب لها السيد فليفل لكي تدرس في المعهد الموسيقي الوطني، ولم يعلم الوالد أن ابنته التحقت بأحد معاهد الموسيقى إلا وقت حفل التخرج عندما دعته لحضور حفلة موسيقية وبعد أن أزيحت الستارة بوقت قصير ظهرت نهاد على خشبة المسرح ليرى وديع ابنته تقف باعتزاز، لتغني تنويعات موسيقية وتتسلم شهادتها. ونظرت نهاد إلى وجه أبيها لترى الدموع تنهمر على خديه، لقد كان أسعد من في الحضور لكن بدون أن يعترف بذلك.ولم يمر الكثير من الوقت حتى جاء لنهاد عرض عمل في الإذاعة اللبنانية لكن والدها أقام الدنيا وأقعدها، لأنه أرادها أن تواصل دراستها في المدرسة العادية إلا أن خالها الشقيق الأصغر لأمها أقنعه بأن يتركها تقبل الوظيفة وأعطى الوالد موافقته لتسبح بعدها في عالم الأنغام. وفي أحد الأيام تلقت نهاد دعوة من حليم الرومي والد المطربة “ماجدة الرومي” الذي كان موسيقياً ومدير البرامج وطلب منها أن تغني بشكل انفرادي كما اقترح أن تغير اسمها إلى فيروز لأنه أسهل على اللفظ واقترح عليها اسمان أحدهما فيروز والثاني شهرزاد ومن ثم أصبح فيروز هو اسمها الفني.وبدأت انطلاقة فيروز الفنية الحقيقية عام 1952م عندما تعاونت مع الأخوين رحباني (عاصي ومنصور الرحباني) حيث كان الأخوان رحباني يأتيان إلى الإذاعة ليقدما برامجهما، وهناك التقت فيروز عاصي وملأت أغانيها وقتئذ كافة القنوات الإذاعية وبدأت تتسلم مفاتيح النجاح، وكانت البداية مع أغنيات شعبية موزعة موسيقياً بطريقة جديدة مثل أغنية “البنت الشلبية” ثم تطورت لأغنيات خالصة التأليف والتلحين للأخوين رحباني مثل “نحنا والقمر جيران” وفي تلك الأثناء بدأت مشاعر الحب تنمو بين عاصي وفيروز، وفي 1955م تزوجت فيروز من عاصي الرحباني وأنجبت منه زياد وريما.وكانت لبنان بصوت فيروز نالت الدفة لتنقل الفن اللبناني إلى عالم جديد.. بعد صوت أم كلثوم حين تميزت فيروز بالأداء التعبيري وكسرت الأسلوب الكلاسيكي للطرب الأصيل والفن العربي الراقي.وقد قدم الأخوان رحباني مع فيروز المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية المتميزة بقصر المدة (على عكس الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول) وبساطة التعبير وعمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت فيروز عن الحب والأطفال، والحزن والفرح، الوطن والأم.. وقدمت عدداً كبيراً من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى اثنتي عشرة مسرحية.. تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.. نذكر منها على سبيل المثال “فخر الدين” و “بياع الخواتم” و “لولو”.يعرف أن فيروز تملك مخزوناً جارفاً من المرح وتملك سر الفرح ومفاتيح الحياة. لا يعنيها أن يحولها جمهورها المهووس بها إلى رمز، لا يشقيها الأمر ولا يسعدها، هي إنسانة ابعد من الرمز صاحبة نكتة لاذعة تنبض سخريتها مرة إلى حيث ينبغي القلب سريعة البديهة.وقد غنت فيروز للعديد من الشعراء والملحنين، وأمام حشد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي، وأطلق عليها عدة ألقاب منها “سفيرتنا إلى النجوم” للدلالة على رقي صوتها وتميزه.وبعد وفاة زوجها عاصي عام 1986م خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم محمد عبد الوهاب، وفليمون وهبة وزكي ناصيف وفي الوقت ذاته أعادت تقديم عدد من أغنيات الملحن سيد درويش مثل “زوروني كل سنة مرة” لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد وديع الرحباني الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدراته الفنية وقدرته على خلق نمط موسيقيه خاص به يستقيه من الموسيقى العربية والموسيقى العالمية، وأصدرت العديد من الأسطوانات تجلت بـ (كيفك أنت وفيروز في بيت الدين 2000 ) والذي كان تسجيلاً حياً من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركسترا تضم عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين، وكانت البداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة وكان آخر ألبوماتها “ولا كيف” عام 2001م. [c1]إنجازاتها[/c]وفي سابقة هي الأولى من نوعها التي تمنح فيها الدكتوراة لصوت منحت الجامعة الأمريكية العريقة في بيروت الفنانة فيروز لقب الدكتوراه الفخرية لتنضم بذلك إلى 22 شخصية برعوا في مجالات الطب والعلوم والفلسفة والحقوق والكتابة والصحافة. وكان ذلك اللقب جاء اعترافاً من جامعة أمريكية بأن فيروز حقاً طبيبة من نوع خاص تعالج القلوب والنفوس وتساعد على تجاوز الأزمات العاطفية والوطنية بما تشهده الحياة من لحظات انكسار وضياع وفقدان النموذج. وحازت أيضاً على وسام الاستحقاق اللبناني 1957م من الرئيس كميل شمعون وهو أعلى وسام في الدولة يناله فنان ووسام الأرز.. ورتبة فارس من لبنان عام 1962م ووسام الاستحقاق اللبناني وميدالية الكرامة التي قدمها لها الملك حسين عام 1963م ووسام الاستحقاق السوري عام 1967م وفي عام 1975م تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورة فيروز وأيضاً وسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الكوموندور الفرنسي عام 1988م وحصلت على جائزة القدس في فلسطين ووسام الثقافة الرفيعة - تونس عام 1997م. وفي عام 1997م أيضاً حصلت على ميدالية الفنون للمرة الثانية من فرنسا وفي عام 1998م حصلت على ميدالية الإسهام الاستثنائي من الدرجة الأولى، وكانت تلك آخر ميدالية يقدمها الملك حسين.[c1]من أغانيها الرائعة[/c]- بكتب أسمك يا حبيبي - الأخوان رحباني بكتب اسمك يا حبيبي عالحور العتيق تكتب اسمي يا حبيبي عارمل الطريق بكرا بتشتي الدنيي عالارصف المجرحة بيبقى اسمك يا حبيبي و اسمي بينمحى[c1] *** [/c]- يا مرسال المراسيل - الأخوان رحباني يا مرسال المراسيل عالضيعة القريبي خدلي بدربك هالمنديل و أعطيه لحبيبي عالداير طرزتو شوي إيدي و الأسوارة حيكتلو أسمو عليه بخيطان السنارة بخيطان الزرق و حمر و غناني الصبيان السمر كتبتلو قصة عمر بدموعي الكتيبي خدلي بدربك هالمنديل و أعطيه لحبيبي[c1] *** [/c]- أهواك - زكي ناصيف أهواك بلا أمل و عيونك تبسم لي و ورودك تغريني بشهيات القبل أهواك و لي قلب بغرامك يلتهب تدنيه فيقترب تقصيه فيغترب في الظلمة يكتئب و يهدهده التعب[c1] *** [/c]- عندي ثقة فيك - زياد الرحباني عندي ثقة فيك عندي أمل فيك بيكفي شو بدك يعني أكتر بعد فيك عندي حلم فيك عندي ولع فيك بيكفي شو بدك أنو يعني موت فيك
|
رياضة
فيروز.. الفن والخيال والإبداع في صوت ملائكي رائع
أخبار متعلقة