شيء من تلك الأيام
عزيز الثعالبي في لحظة فاصلة من تاريخ ثغر اليمن (مدينة عدن) هاجر الإذاعي والفنان عبدالرحمن با جنيد إلى مدينة هلفر سوم في هولندا في أوائل سبعينيات القرن العشرين والتحق بالقسم العربي للإذاعة هناك موظفاً خبرات اكتسبها من عمله في إذاعة عدن ( مذيعاً متميزاً) خلال حقبة الستينيات للقرن العشرين وشهدت تلك الحقبة تفجر مواهبه الفنية في مسيرة الأغنية التجديدية .. وتفرد بألحان أحببناها.. وطربناها .. وارتبط اسمه بشدة بالإبداع الإذاعي والغنائي.[c1] طاقة قوية جداً [/c]كان عبدالرحمن باجنيد ( جميلاً ) في كل شيء في قراءة الأخبار .. وفي الغناء في الحفلات الساهرة التي عرفتها عدن في الزمن الجميل.. وتجلى كذلك في تلفزيون عدن بعد افتتاحه عام 1964م ، شارك فيه قارئاً للنشرة ومعداً ومقدماً لبرامج المنوعات .. بل وترجمة بعض المسلسلات الأجنبية كانت عنده طاقة قوية جداً. [c1]جيل الرواد الإذاعيين[/c]نتذكر من الاذاعيين في إذاعة عدن في حقبة الستينات ( الرواد) : أشرف جرجرة ، عبدالله عزعزي ، فوزية عمر ، فوزية غانم ، أبو بكر العطاس ،عبدالحميد سلام، عديلة بيومي ، والرائع علوي السقاف، محمد مدي ، وعبدالرحمن با جنيد، المتدفق عطاءً اذاعياً وغنائياً .. وفي مقدمة جيل الرواد الاذاعيين منور الحازمي. [c1]وسقى دمعه .. تبن [/c]المكتبة الموسيقية لإذاعة عدن تضم أجمل الأغاني التي سجلها الفنان عبدالرحمن باجنيد للإذاعة وتذكرنا به في عيدي الفطر والأضحى من خلال تقديم أغنية المناسبات ( كل عام وانتم بخير) وأشهر أغانيه كانت من شعر الأستاذ لطفي جعفر أمان نذكر منها: يا ابنة الوادي الذي يسقيه من دمعي تبن يا أفانين الحسيني كلها معنى وفن فوش قلبي ما صبر .. مغلوب من بعدك وحن الثماره في الغصون .. هيجت فيه الشجن كلما غنت فنون .. داب من وجده وأن وسقى دمعه تبن [c1]خاصية .. في الأداء [/c]وفي إذاعة هلفرسوم ( القسم العربي) التي ارتبط بها وتقاعد في خدمتها أراد الإذاعي عبدالرحمن با جنيد أن يكون له برنامج متميز ليكون جسر التواصل مع المستمعين في العالم العربي بخبرة السنين والتجارب في إذاعة عدن .. وامتلك خاصية رائعة في الأداء واختيار الفواصل الموسيقية وهو الفنان اصلا. واذكر أنني كنت احد المستمعين لبرنامجه ( مع المستمعين) واشتركت في مسابقة نظمها البرنامج وفزت فيها بالجائزة الأولى وهي عبارة عن جهاز تسجيل ( صنع في هولندا) واستلمته عبر البريد مع بطاقة تحمل صورة الفنان عبدالرحمن باجنيد .. مع عبارة ودودة . ليش نسيان الجميل؟! ومتعة حقيقية أن تراه في حفل ساهر أو في سهرة تلفزيونية يغني أجمل أغانيه من كلمات لطفي جعفر أمان: [c1]طير من وادي تبن حط في قلبي سكن والهوى به ما سكن طير من وادي تبن [/c]وشعر أن الشاعر لطفي أمان قد ترجم مشاعره في الغربة معاتبا أهل عدن بحسب قول الشاعر في هذه الأغنية:[c1]شو عملنا فيك قول ليش بس صمتك يطول ليش نسيان الجميل شرعكم يا أهل عدن !![/c][c1]اسألوها.. [/c]وأبدع الباجنيد في لحن وأداء قصيدة الشاعر محمد سعيد جرادة اسألوها عن فؤادي ففؤادي في يديها أسرته نظرة حالمة في مقلتيها [c1]إلى أن يتساءل في شجن : [/c]مالها تسأل عني أنا معروف لديها مالها تجهل أمري لم تزوي حاجبيها اسألوها ..! [c1]قالها في الغربة ( لقد هرمنا..) [/c]وفي شهر ابريل الماضي ، قابلت الأخ أنور عبدالله عبدالعزيز المدير العام السابق لفرع مؤسسة السياحة في محافظة حضرموت بعد عودته من زيارة سياحية لهولندا . وجرنا الحديث عن الفنان عبدالرحمن با جنيد قال انه التقاه في مدينة هلفرسوم .. وان الغربة الطويلة قد فعلت فعلها على ( محياه) مستشهداً بقول المواطن التونسي ( لقد هرمنا)!ولم نكن ندري انه عاد الى عدن الشهر الماضي وسكن في شقة بخور مكسر قيل انه قتل فيها مطعونا .. في ظروف غامضة ! فماذا كشفت التحقيقات ؟!