ليس من الضروري ونحن نتأمل لوحات قديمة للفنانة التشكيلية اليمنية ألطاف أن نستغرق في حالة طويلة من التأمل، لكي تتحول نظرتنا الطبيعية والواقعية لعوالمها وعناصرها والشخوص والوجوه عندها والألوان إلى حالة حلمية، إذ ما إن تبدأ بالتصفح البصري لهذه العوالم والإشارات والوجوه والشخوص حتى نجد التكوينات جميعها بأشكالها وعناصرها وأشيائها، الوجوه فيها تعيش اضطراباً وتغيراً وتبدلاً لأماكنها وقوانينها الطبيعية الموضوعية والتصويرية. وهي في هذا تقودنا إلى حالة جديدة من رؤية الواقع وعناصره وتكويناته ورؤاه فهي تسعى بعفوية مستندة إلى مرجعية ثقافية وفلسفية عميقة إلى وضع الواقع موضع تساؤل، مؤكدة أن الأشياء كل الأشياء، والناس كل الناس والوجوه كل الوجوه هي بالضرورة، كما تراها حواسنا وكما تتلمسها الأبصار معا في حالات محددة في التفكير والتصور والحالة الإبداعية.وفي مجمل أعمالها الشخوصية وأشكالها الوجهية وتكويناتها الزخرفية الموسيقية نزعت ألطاف نحو فعل التحرير البصري، بحيث أطلت على العالم وهواجسه من زاوية تطورها الخاصة المسربلة بمكونات فضائنا البصري وبعناصر بساطنا العربي وزخارفنا ذات المرجعية الشرقية الإنسانية، متفوقة في إطلالتها هذه على حارس العقل الذي من مهنته الحفاظ على شكل وشعور موضوعيين وعقلانيين تجاه الأشياء والناس والعلاقات والرؤى، لذلك فما يهمنا من تجربة ألطاف هي تلك الصور والمساحات والرسوم التي تختزن شحنة عالية من الإحساس المحبوس فيها والتي ستبرز حتماً من ثنايا التدفق العام لانطباعاتها اليومية المرصودة من قبل حدسها وحواسها الخمس، التي اختزنتها ساعة بساعة ولحظة بلحظة من عملية تواصلها مع جماليات اللحظة المعيشة من الحياة والمكونات لومضة جديدة هي لوحة قادمة.
|
رياضة
العلاقة بين تضاريس الوجه والأرض
أخبار متعلقة