منذ مرحلة مبكرة تعرف على حقيقة بقيت على قوتها كلما مرت به الأعوام، وكان لها أكبر الأثر في اختياره لطريقه كفنان عرف منذ الصغر حلاوة أن يكون الرسم أحد الاحتياجات التي يسعى الناس إلى اقتنائها ويدفعون فيها نقوداً .قد تكون هذه بداية غريبة للحديث عن فنان أصيل، كالفنان اليمني أشيد أحمد الحافرة من مواليد م/ أبين زنجبار 1994م حاصل على جائزة رئيس الجمهورية بالمحافظة 2008م مدير بيت الفن في م/ أبين ويمتلك مرسماً خاصاً في زنجبار م/ أبين وهو رئيس لجنة التحكيم لجائزة رئيس الجمهورية في م/ أبين 2009م وحاصل على عدة شهادات تقديرية وشارك في معرض صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م.كما شارك في المعرض الفني الأول للخيل العربي في اليمن 2006م.وله مشاركة في معرض (لن ننسى) لمناصرة الشعبيين في فلسطين ولبنان ومشاركة السوق الدولي التابع لبرنامج الادخار والإقراض 2007م كما شارك في معرض آثار السياحة دار الحجر صنعاء 2010م ومعارض دائمة في إدارة الثقافة بالمحافظة.وكان الفنان التشكيلي اليمني أشيد منذ صغره يتطلع إلى التعبير باللون (لم يكن يعرف الطريق إلى إشباع ذلك التطلع، لكنه كان يعرف جيداً أن الطريق الحتمي هو التعبير بالألوان).وإذا كان قد حقق بعض النجاح في هذا السبيل، عندما كان يرسم زخارفه على القماش، حتى تطريزها وفقاً للألوان التي يختارها وإذا كان لحسن حظه قد بدأ ممارسة تجربة الإبداع متصلاً بالجمهور، فإن التجربة استنفدت أغراضها بعد قليل فسعى إلى أن يخرج منها إلى عالم أوسع في التعبير بالألوان حيث كان يرى اللوحات الزيته المبهرة التي يرسمها الفنانون .. بما فيها من مهرجانات الألوان فقرر أن يجرب حظه في هذا المجال.تشجع يوماً وسأل احد هؤلاء الرسامين عن المادة التي يستعملها في انجاز هذه اللوحات الملونة الجميلة .. نظر الرسام باندهاش إلى هذا الصبي الصغير الذي يريد أن يصل إلى سر هذه المهنة هكذا ..وفي كلمات ، وقبل أن ينصرف عنه قال له باقتضاب (تستخدم بوية) أي بوية ؟! انه لا يعرف بوية سوى تلك المادة التي تستخدم في تلميع الأحذية .. فلابد من أن ذلك الرسام كان يقصد هذا.لم يضيع صبينا وقتاً .. واستعان بالفلسفات التي كان يمتلكها وقام بشراء الألوان الزيتية .. واخذ يمارس هواية الرسم حتى صار رساماً له صيته الفني ، تعلم الفنان أشيد الرسم بالرصاص والفحم والألوان الزيتية، اندفع إلى الرسم بكل الإمكانيات التي أتيحت له فرحاً بإرشادات معلمة في معهد الفنون الجميلة من ذوي الخبرة في مجال الفنون التشكيلية.[c1]مرحلة التحديات[/c]كان عمله في مجال الفن التشكيلي فرصة سعيدة بالنسبة له فقد سعى طوال إقامته إلى دراسة وتأمل العديد من الآثار اليمنية ومنها الصهاريج في عدن والمواقع الأثرية في شبوة وحضرموت وصنعاء ومأرب .. وتميز إنتاجه الفني في تلك المرحلة بانعكاس واضح لهذه الدراسة فكان يعتقد بحلول الشكل على الحلول الشائعة في النحت كما نجد ذلك في بناء الصهاريج .. وهذا التأثير يمتزج بتأثيرات أخرى استمدها من متابعته للإنتاج الفني التشكيلي العالمي، وتأمله لأعمال كبار الفنانين العالمين.مر الفنان التشكيلي أشيد بالعديد من التجارب والدراسات في مجال الفنون الجميلة من زخرفة ونحت وكان ومازال يعلن شعاره (الفن لا يعيش إلا في ظل الحرية). وهكذا كان يرسم لوحاته الفنية من الشارع اليمني والأحياء الشعبية اليمنية ومن بيئته التي عاش فيها، وكان يرسم هموم الفلاحين والعمال والمرأة اليمنية في الحقل وفي المعمل وفي البيت ويعد الفنان أشيد من الفنانين الذين عمدوا إلى تقليب أرشيف خبراتهم وتجاربهم الفنية في كل إنتاج جديد .. مرحلة جديدة تماماً في إنتاج الفنان، المرحلة الصعبة التي لا تجد قبولاً عند النقاد والجمهور في آن واحد.وكان سعيه الأساسي للوصول إلى وجدان الجمهور اليمني خاصة والجماهير العربية عامة، عن طريق وعاء اللاشعور الجماهير الذي يختزن المعالم الحضارية المتراكمة على مدى آلاف السنين، والذي يتدخل في معظم اختياراتنا دون وعي منا في اغلب الأحيان، وهو ما يخلق لدى الجماعة ذلك الاتفاق في الذوق والمشارب، ويحقق السمات المشتركة في المزاج العام.[c1]صدق الوجدان[/c]وهذا الأساس من أسس الإنتاج في المرحلة الجديدة للفنان أشيد، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأساس الثاني، وهو مبدأ الصدق، والصدق هذا، هو ليس مبدأ الصدق العقلاني المتفق عليه .. لكنه نوع من الصدق الوجداني الذي يساعد في الوصول إلى لحظة الكشف، القريبة من لحظة الكشف المعروضة في التذوق الجمالي للفنون الجميلة.صدق سعي الفنان إلى استجلاء مكونات وعاء اللاشعور الجماعي، لطرحها على صفحة اللوحة وكلما توصل الفنان عن طريق التأمل الصادق إلى درجة أكمل من الصدق انعكس هذا على لوحته وراح يترجم وعيه الجديد في شكل إضافات إلى العمل القديم.كان نتيجة التزامه بهذه الأسس أن اقبل الجمهور على أعماله في حماس، يسعى إلى اقتنائها ويعتز بحوزتها، فتضاعفت سعادته بذلك وتحقق رؤيته القديمة التي أدركها في بداية حياته عندما كان يبدع الرسوم والزخارف على القماش واللوحات الجدارية.وهكذا نجح الفنان أشيد في تقديم فن أصيل صادق يستجيب له الجمهور ويسعى إلى اقتنائه ولايسمح لنزوة فنية أن تقف حائلاً بينه وبين الجماهير الواسعة.[c1]مهارة الأداء[/c]خلاصة القول أن أشيد يرسم ويلون ويزخرف كيفما شاء، دون حدود أو قيود حسية فقط مهارة في الأداء ووعي بلغة الشكل ورؤية مثقفة واعية، وتلك الحرية قد أتاحت له أن ينتقل من أسلوب أدائي لآخر، ومن منطق صياغي لآخر، بل من رؤية تشكيلية لأخرى مادام كل ذلك مشحوناً بنبض إنساني عال، كما أنها قد أتاحت له أن يعيد قراء خلاصة العديد من نتاجات الفخام أمثال (ماتيس) (وروء) و (بيكاسو) قراءة واعية مستوعبة ومتجاوزة بعد ذلك ماقدموه وقد تحول إلى خبرات ذاتية في مجموع خبراته الآتية من وعي جيد بفنون التراث العربي الإسلامي والشعبي، ثم راح يصوغ تراكيبه وبناءاته بمفهوم ذاتي خالص، لا يهم فيه أن يأتي هندسياً صارماً ذاحس زخرفي أو أن يهدر بالتعبير الفطري البدائي أو حتى يتحول إلى همس كوني شاعري رقيق قدر مايهم التوافق بين المشاعر والأفكار والأساليب والصياغات وهو مايجعل نتاجاته تبدو متعددة الهيئات والأساليب رغم مايربطها جميعاً من روح واحدة إنسانية شاعرية النكهة.[c1]روح يمنية محبة للوطن[/c]والواقع أن أهم ما يميز نتاجات الفنان التشكيلي اليمني أشيد هو تلك الروح اليمنية المحبة للوطن التي تتبدى في كل نتاجاته مهما تنوعت روحاً خالصة ليست مرتبطة بالموضوعات التي يطرحها ولا بأساليب الصياغة، ولا حتى بالعناصر والرموز الشعبية التي تمتلئ بها اللوحات، وإنما هي شيء آخر لا نستطيع أن نمسكه بوضوح، بل نستشعره كالرائحة أو الشذى الذي ينشره نسيم بحر الشاطئ الذهبي في مدينة التواهي بعدن وحقول الموز والمانجو في أبين وحقول الفل والياسمين في لحج وحقول أخرى للمنتجات الزراعية الخضراء في صنعاء.انه فنان يختار المواضيع للوحاته الفنية من وحي البيئة اليمنية ويختار المواضيع الإنسانية عامة، وليس بالضرورة أن تكون من خياله الخصب ..إنها يمنية، ولكنها جميعاً تبدو ذات نكهة يمنية شرقية، ربما بسبب عشقة الذاتي الخالص للزخارف الشعبية للعمارة اليمنية، والقصص الشعبية من الأساطير اليمنية، وربما ايضاً يرسم بحرية كاملة دون تقيد بموضوع محدد، أو أسلوب واداءات واحدة، وان عمليات ترك الفنان للفن كي يتوالد ويشكل كالمغامرة في كل مرة فتخرج خبرات الرؤية للموروثات الشعبية في اليمن القديم واحتفالات الأعراس وحلقات الذكر والمواليد وما تحويه من العاب شعبية وزخارف تغطي عربات الباعة المتجولين ومقاعد المقاهي وغيرها ... اجتمع كل ذلك لديه في خبرة فنان يمتلك الروح والنكهة اليمنية الشرقية اللذيدة الآسرة .
|
رياضة
التشكيلي اليمني أشيد الحافرة فنان أدرك منذ طفولته معنى أن يكون الرسم احتياجاً
أخبار متعلقة