د. زينب حزاميجد المستمع اليمني الذواق إلى أغاني الفنان القدير أنور مبارك صوتاً غنائياً رائعاً يحبه المستمع الصغير قبل الكبير، فنجد الأطفال في الشوارع يغنون أغانيه بعد أن حفظوا كلماتها الرائعة، ولحنها الرائع الشيق.الفنان القدير أنور مبارك بدأ مشواره الفني في الخمسينيات من القرن الماضي وله رصيد فني كبير في الغناء اليمني واكتشف العديد من الأصوات الفنية وقدم لها الألحان الناجحة التي برزت على الساحة الفنية في اليمن، والتي عملت على رفع مستوى الأغنية ، وقدم لجمهور الأغنية اليمنية العديد من الأغاني الوطنية والشعبية والعاطفية في الستينيات والسبعينيات واستمر حتى هذه المرحلة من تاريخ الأغنية اليمنية وتطورها.الفنان أنور مبارك أحب وطنه ودافع عنه بأغانيه الوطنية التي تطالب بالاستقلال وطرد الاستعمار البريطاني من عدن والقضاء على الإمامة وبناء الوطن.[c1]أعماله الفنية[/c]الفنان أنور مبارك له العديد من الأغاني الوطنية والشعبية والعاطفية التي نالت إعجاب المستمعين لها وله رصيد فني كبير في الغناء اليمني، وقد سجل العديد من الأغاني للإذاعة المركزية بعدن والتلفزيون.وفي ظل الظروف التي مرت بها اليمن خلال فترة الاستعمار البريطاني لعدن والأزمة الاقتصادية التي كان يمر بها العالم وما زال يعاني منها ومع الهزيمة التي منت بها الحركة الفكرية وحركة البحث العلمي في اليمن.. وكرد فعل لها انطلق الفنان أنور مبارك ينادي بأفكار في الثقافة والفن لم يكن الجو الفكري العام ممهداً لاستيعابها وكانت الفنون الجميلة من الغناء والموسيقى في حالة ركود، بل تكرار ممل لأسلوب واحد لم يتعد الأكاديمية أو التأثرية في أحسن الأحوال.[c1]التعامل مع الفنون[/c]نظر الفنان أنور مبارك للثقافة من منظور استراتيجي، وأكد من خلال مشواره الفني الطويل في عالم الغناء والموسيقى أن الفنون والثقافة لها أهميتها في البناء الاقتصادي والدعم المعنوي للناس، حيث يجب بناء الأندية الثقافية والفنية والرياضية والمكتبات لبناء الإنسان الحديث.وهدف النادي الثقافي في الأساس هو التقاط المكونات الثقافية الفنية الممتعة، وبذلك نحافظ على كثير من التقاليد الشعبية ويمكننا تطويرها أيضاً، بهدف تطوير الأغنية الشعبية وجعل النادي الثقافي وسيلة إشعاع فني يتلقى من الجماهير ويعطيها، يأخذ منها ما هو خام ويلتقطه ثم يبث الثقافة المغربلة المتطورة الموضوعية ضمن أسس علمية فنية.[c1]الانسحاب من الواقع[/c]قدم الفنان أنور مبارك عدداً كبيراً من الأغاني الوطنية والشعبية والعاطفية وظل يبحث عن الجديد في عالم الأغنية اليمنية وتراثها وكان يدرك أن الحلم المطلق وحده لا يكفي ليستر به عري اغترابه في عالم الموسيقى العربية والعالمية، فينشد جداراً من واقع ملموس يستند إليه فيغطي بعض عريه.. ظهره إلى الجدار ووجهه إلى الحياة وما زال يراوده بعض الأمل في تقديم الجديد في عالم الأغنية اليمنية.ويتوهم الفنان أنور مبارك للحظة وظهره إلى جدار بلادي أنه « أمن فجاءات الزمان وتلبس جلد الأمان»، فإذا بفجاءات الزمان تدهمه بالحقيقة القاسية حيث نجد الأغنية اليمنية في حالة تدهور مستمر وهي في حاجة إلى كوادر وطنية تقوم بالتجديد المستمر للموسيقى وتطوير حركة الفن والغناء ورفع الأغنية إلى المستوى الراقي في عالم الفن.والفنان أنور مبارك يعشق الكلمة والأغنية اليمنية ويفطن بحس مرهف إلى موسيقى الكلمات وما قد يكون بينها من تماثل أو تقابل في الإيقاع وما يمكن أن يتشكل من تآلفها في جملة قصيرة أو عبارة ممثلة من نغمات متصلة في سياق أسلوبي خاص وبالإحساس المرهف نفسه، مع ارتباط عميق بالتراث يفطن الفنان أنور مبارك إلى ما يمكن أن تحمل كلمات أغانيه من دلالات جديدة وظلال توشي معناها في سياق أسلوبي مبتكر من تمازج الإيقاع والموسيقى والدلالة في السياق الواحد تنضم النغمة الصغيرة في كلمة مفردة إلى نغمات صغار أخرى تنساب خلال بناء لغوي مرسوم.. ونجد الفنان أنور مبارك يبحث بحثاً دقيقاً في كلمات الأغاني ويختارها بدقة ويعتني بالموسيقى واللحن ويقدمها لجمهور الأغنية بشكل راقٍ يليق به وبألحان الأغنية الراقية.وهنا نقف وقفة تأمل أمام ما بذله الفنان أنور مبارك من مجهود في رفع مستوى النشيد الوطني إلى مرتبة المستمع خارج نطاق منطقتنا اليمنية، ولكن هل اكتفى الفنان أنور مبارك بهذا القدر من التقدم في مجال صياغة اللحن والموسيقى والأغنية؟! أم أن هناك محاولات جادة من قبله لنشر الوعي الفني في صفوف جمهور الأغنية اليمنية؟!.إذا بحثنا بين أغانيه وألحانه فإننا نجد محاولات عدة منه وهو يلمس شفافية المشاعر العاطفية من حبه للوطن ومن محاولاته في هذا الاتجاه تقديمه العديد من الأغاني التي تعمل على إثارة الذكريات الطفولية لدينا، وذلك من خلال لحن قديم ردده معظم أبناء اليمن.وقد عمل الفنان أنور مبارك على تقديم الألحان الشعبية الخاصة بالأطفال والكبار ونحن عندما نقول إنه يبدع في الألحان الموسمية فإننا نقصد ذلك بالفعل حيث نجد في أغانيه القديمة ما يرتبط بموسم الربيع وتفتح الأزهار وغناء الطيور (موسم الشتاء الدافئ في عدن).
|
رياضة
أنور مبارك.. الفنان المثقف والمتمرد
أخبار متعلقة