صباح الخير
دعونا في البداية نتذكر امراً، هو أن الطفل عندما يذهب إلى المدرسة سيلزم باتباع النظام المدرسي ومتى ما رفض ذلك فإنه سيعرض نفسه للتوبيخ، وكذلك إذا ماذهب إلى الأماكن العامة والمجمعات والمكتبات فانه مجبر على الالتزام بقواعدها،حتى خلال سيره في الشارع سيلتزم باتباع تعليمات وأنظمة المرور والالتزام بالقوانين.والنظام بطبيعته ليس سهلاً فالطفل لا يحب ما يكتف حريته ويقيد حركته أو يضبط سلوكه فهو يحب أن يلعب متى ما أراد، ويأكل متى ما جاع، ويصعب عليه أن يلتزم بالقوانين والأنظمة، خصوصا إذا كان قادماً من منزل ليس فيه قوانين تحكمه أو نظام يسيره أو انه في منزل يوجد فيه نظام وقوانين ولكن من السهل كسرها أو تخطيها!!.إن وضع القوانين والتعليمات داخل الأسرة يجعل الأبناء يعرفون ما هو مطلوب منهم ويعرفون كيف يتبعون السلوك المرغوب فيه ويبتعدون عن السلوك غير المرغوب فيه وبالتالي تسهل عملية التعديل لبعض السلوكيات غير الاجتماعية كما تسهل عملية التكيف داخل الدار الأخرى وهي المدرسة.لمساعدة الأبناء على الالتزام بالقوانين المنزلية فإنه يفترض إشراك جميع أفراد الأسرة في صياغة القوانين العائلية بعد أن يكون القرار الأول لإيجادها يخص الأبوين ثم تتم مناقشة القوانين سويا،كما يجب إعطاء الأبناء فرصة لمحاولة التعود على الالتزام بتلك القوانين إلى أن تصبح جزءاً من سلوكياتهم، وتعليمهم كيف يمكن تطبيقها، وتذكيرهم بها. ومن تلك القوانين مثلاً (الذهاب للنوم الساعة الثامنة مساءً) ويجب الالتزام حتى وإن كان الطفل ليست لديه رغبة في ذلك.ومن المهم أن يركز الوالدان على قانون واحد في كل مرة، حتى يتم التعود عليه والالتزام به، ثم يتم الانتقال إلى القانون الآخر. يجب أن يكون الانتقال دائما من القانون الأسهل للقانون الأصعب، فالقوانين السهلة تساعد الأبناء على فهم العالم المحيط بهم، وتشعرهم بالأمان وتعودهم على الترتيب والنظام، وتكون لهم دافعاً للالتزام بالقوانين الأخرى وهناك أمر لابد أن يعرفه الآباء وهو أن كثرة القوانين والتعليمات والتشدد فيها قد يؤديان إلى التمرد عليها. وأخيراً يجب أن يكون الهدف من القوانين هو جعل سلوكيات أبنائنا أكثر قبولاً، والحياة أكثر سهولة ويسراً وأماناً وحينها لن يجد الأبناء صعوبة في التكيف مع القوانين المدرسية أو الاجتماعية في ما بعد.