قال إن شباب التغيير غسلوا أيديهم من أحزاب ( اللقاء المشترك )
أكد الفنان عبدالرحمن الأخفش أن عناصر حزب التجمع اليمني للإصلاح سيطروا سيطرة كاملة على ساحات الاعتصام وصاروا يتحكمون فيها ويمارسون على الشباب ديكتاتورية حزبية وينشرون مخبريهم في أوساطهم، ويمنعونهم من الكلام وإبداء الرأي حول أية قضية، وقال إن الشباب المستقلين لم يعد لهم أي صوت بعد أن حصل إسقاط مظلي من أحزاب اللقاء المشترك على ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء.وفسر الأخفش الذي كان واحدا من الشباب المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء، انضمام علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والقاضي حمود الهتار ومن معهم من المنشقين عن الشرعية الدستورية إلى أحزاب المشترك بدعوى تأييد ما أسميت بـ« ثورة الشباب » بأنه ليتطهروا من فسادهم بين الشباب.وأكد الأخفش في حوار نشرته الزميلة « 26 سبتمبر» أن شباب ساحات الاعتصامات غسلوا أيديهم من أحزاب المشترك، مخاطبا تلك الأحزاب بالقول «ما تنفعوش كلكم أصلاً»، وتساءل :هل يوجد قيادي في حزب في العالم يقول ازحفوا إلى غرفة النوم؟ ويقول روحوا احتلوا؟.. ونظرا لأهمية ما جاء في الحوار يسر صحيفة ( 14 أكتوبر) إعادة نشره كاملا :* إلى ما قبل أيام وعبد الرحمن الأخفش يردد من ساحات الاعتصام وبالصوت العالي «الشعب يريد إسقاط النظام» هل ما يزال الشعب يريد إسقاط النظام؟** يا أخي أنا مواطن يمني فخور ببلدي وبتاريخه وبحضارته الممتدة إلى آلاف السنين، عندما جاءت هبة الرياح العربية من تونس ومن مصر وخرج الشباب إلى ساحات التغيير واسمياها ساحة التغيير وليس « ساحة ثورة «فقلنا فرصة ولم يكن ذلك ضد شخص الرئيس علي عبدالله صالح وإنما فرصة لأن هناك فسادا، وهناك أمورا ثقافية، هذا الجانب الذي سعيت وخرجت من أجله .. هناك جانب ثقافي لم يهتم به أحد وخلال الفترة الماضية اهتموا فقط بالأمور السياسية وحرب المناطق الوسطى والأزمة السياسية، ثم أزمة الوحدة، وأزمة التعليم ،.. إلى آخره.* إذاً كان ذلك دافعك؟** هذا الذي دفع عبد الرحمن الأخفش إلى أن يخرج مع مجموعة الشباب للاعتصام منذ الأسبوع الثاني تقريباً والتقيت بشباب يفختر بهم في هذا البلد، هم شباب مستقلون لهم رؤية ولهم آلية من أجل بناء يمن حديث، ولكن حصل إسقاط مظلي من أحزاب اللقاء المشترك وأنا إلى الآن وحتى عندما كنت في ساحة الاعتصام لا أقول أحزاب اللقاء المشترك بل أقول الإصلاح .. والإصلاح هو حقد شخصي منهم تجاه الرئيس علي عبدالله صالح .. كنا إذا أردنا أن نعمل توعية بين الشباب لنوعيهم حول معنى ثورة وما الذي سيتم من أجل الثورة ومن أجل المستقبل.. كانوا يقولون لنا (ممنوع).. وإذا أردنا أن نصعد إلى المنصة لنقدم أناشيد من أجل الوطن وليس من أجل أحقاد شخصية.. يقولون لنا ممنوع، ممنوع.. اختلفت معهم إلى درجة أن كل الذين كانوا في الساحة يعرفون أن عبد الرحمن الأخفش منع من الصعود إلى المنصة لأنني عندما كنت أطلع إلى المنصة أقول الآن هذه ثورة ليمن جديد، لا لديكتاتورية عسكري ولا لديكتاتورية شيخ ولا لديكتاتورية تاجر .. الآن الشعب يحكم نفسه بنفسه، ثم جاءت مبادرة الرئيس التي أعلنها من الإستاد الرياضي وكنا نحن الشباب نقول تمام الموضوع حلو .. طيب من الذي سيحاور، فقال الإصلاح للشباب أنتم لا تتدخلوا ولا تتكلموا في هذا الموضوع! يا أخي أقول لك الإصلاح ليس حزبا بل مجموعة بلاطجة وقبائل بالتخلف القبلي وليس بالتقدم القبلي، لهم أحقاد شخصية على الرئيس علي عبدالله صالح .. هذا ما توصلنا إليه .. أما تصريحاتهم فكلما اتسعت الأزمة وتأججت كان لدى الشباب المستقلين دافع أنه ربما أن هذه المواضيع علينا أن نسكت عنها من أجل أن نصل إلى الهدف السامي، وعلى سبيل المثال انضمام علي محسن الأحمر وحمود الهتار .. نحن قبل دخولهما كنا معلقين صورهما في الخيام.. علقناها ليس بدافع من جهة أو من حزب أنهم يعلموننا ما الذي نعمله لكي نقول ناس متعلمون وفاهمون عارفون.. فلو كنا نريد أن نقول أن علي عبدالله صالح يجب أن يحاسب، فعليكم أن تعطونا القضايا التي على أساسها سيحاسب .. هناك قضاء أقدر مني ومنك .. يستطيع أن يحاسبك ويحاسبني ويحاسب أي واحد.. لكن علي محسن، ما قامت ثورة الشباب إلا على ثلاث قضايا أساسية هي الفساد ، وحرب صعدة، والحراك الجنوبي .. فما هي مسببات علي محسن وغيره؟ ولماذا تأجج الموضوع إلى هذا الحد..؟ لأنه مهما كان؛ فإن الذين قتلوا أكثر من 15 ألف شخص في صعدة هؤلاء يمنيون وإذا فقدنا إنسانيتنا ووطنيتنا إذاً ما فائدتنا في هذا البلد.. شويه وانضموا، انضم المفسدون ليتطهروا بين الشباب، انضمامهم هذا هو إلى جانب الإسقاط المظلي الذي عملته أحزاب اللقاء المشترك، فتواصل التصعيد السياسي إلى درجة أن البلد سيدخل في دوامة خطيرة جداً والموضوع لم يعد موضوع إسقاط نظام .. بل أصبح أن « الرئيس يرحل على أساس أنهم يبقون».. فكثير من الشباب استاؤوا كثيرا من هذا الموضوع.* أنت ومن؟ أنت وكم من الشباب؟** التقيت بشباب مستقلين وللأمانة يفتخر بأن اليمن أنجبتهم وهم مستقلون وواعون وفاهمون وليسوا متحزبين، وهناك متحزبون وهم لا يظهرون أنهم متحزبون.. عندما انضم علي محسن الأحمر مع بعض الفاسدين إلى ساحات الاعتصام قال الإصلاحيون دعوا النظام يتساقط أولا وبعد ذلك سنتحاسب قالوا « الذي ما يجي مع الحريوة ما يجي بعدها».إذا كانت الثورة قد قامت لاجتثاث المفسدين ورؤوس المفسدين جاؤوا بيننا إذا فنحن أصبحنا ندافع عنهم فنحن نؤجج الموضوع كلما تزايدنا وكلما تكاثر العدد كان ذلك في صالحهم، في الأخير الرئيس علي عبدالله صالح يقول إنه سيسلم السلطة بالطريقة التي سترضى بها الشرعية الدولية وليس الشرعية الدستورية فقط، ومن انضموا كـ « علي محسن والهتار» سيصبحون من الطاهرين الصالحين من « أهل الكساء».* الآن هل ما تزال صلتك بساحات الاعتصام كما كانت أم انقطعت؟** أنا منذ أول يوم في ساحة الاعتصام وكثير من الشباب لم نتطاول لا على دولة ولا على سلطة ولم نوافق على أي شعارات خارجة عن الأدب أو خارجة عن ثقافة البلد وسمعته.. يا سيدي أنا من أول يوم كنت أقول يا ناس لقد جئنا بثورة واسمها اليمن أقل شيء دعوا ثورتنا يكون لها قيمة تاريخية، لا ثورة تأتي بألفاظ سوقية .* هل صودرت ثورة الشباب المعتصمين؟** هي كانت في البداية ثورة الآن هي أزمة سياسية إنس أنها ثورة.. الآن هي أزمة سياسية وليست ثورة والسبب الإصلاح.. صادروا الثورة من شباب الثورة التي كان هدفها التغيير والتحديث والتجديد.ديكتاتورية حزبية* طيب ما الذي تبقى للشباب في ساحة الاعتصام؟ مادامت الأحزاب مسيطرة على كل شيء .. ومادام الإصلاح له مشروعه والشباب كان لهم مشروعهم؟**هل تعلم أن هناك في ساحة الاعتصام ديكتاتورية حزبية على المعتصمين؟* كيف؟** يا أخي شغالين يمكن أقول إنهم نظام دولة هم مؤسسون كأنهم نظام دولة ومخابرات داخل ساحات الاعتصام وبين القبائل وبين كل شيء.. طيب أين الدولة أين اليمن هذه كدولة قبل ما تقوم هذه الثورة؟ كنت مستندا إلى جيش .. الجيش مقسوم جزءين.. كيف تريدني أن أصدق في هذه الحالة لقد اختل الموضوع عندي هل أبقى مع الزعيم علي عبدالله صالح أم مع ذلك المنشق علي محسن.. المنشق لايملك قوة عسكرية فقط بل ويملك قوة قبلية، إنه يشتري قبائل.* أين أنت الآن مما يحدث في ساحات الاعتصام ما الذي وجدته هناك؟** الخلاصة أن الشباب المستقلين ليس لهم أي صوت أو أي ذكر أو أي عمل يقدرون أن يقوموا به.. لدرجة أنه عندما كنا نقول « لا حزبية لا أحزاب حتى يسقط النظام» الشعارات هذه يرددها الاصطلاحيون عبر المنابر ونحن كنا نقول أيوه صح من أجل الثورة لأنه خلاص ما عاد فيش حزبية طيب أنت تقول لي لا حزبية ولا أحزاب وفي اليوم نفسه تروح بيت نائب الرئيس تتفاوض وتحاور وتقول لي لا حزبية ولا أحزاب، أنا أصيح لك في الشارع وأنت تروح الرياض تتحاور وتقول لي لا حزبية ولا أحزاب وأنت تلتقي في بيت الشيخ عبدالله وتتحاور.. إذا ما ذا نحن عندهم؟، مثل الخاتم والساعة فقط ( أي حين ما تشتي تلبسني تلبسني وأي حين ما تشتي تقلعني تقلعني ) .. كلنا الشباب وعينا لهذا الموضوع وما هو دورنا ( أيش إحنا بس بندفع بكم لنعينكم في هذا الموضوع ) .. طيب اذكر لي صوتي أنا مؤمن أنه طالما أنني خرجت من أجل وطني وأحب وطني إذاً أنا خرجت من أجل تغيير النظام إلى ما هو الأفضل، إذا ما كان الأفضل على تركيبة اليمن الاجتماعية أنسى أن في اليمن القبلية، القبلية تمسخت لو كانت القبيلة كما كانت لما وصلت اليمن إلى ما وصلت إليه اليوم، القبيلة لها أعراف وتقاليد من قبل الإسلام .. إذاً إلى ماذا أستند؟ إلى جيش وليس الجيش كله الذي أقدر أن أستند عليه، إلى قبيلة؟ وليست القبيلة تلك التي كانت لأستند عليها ، لأن القبيلة أصبحت مقسمة وتمسخت في عاداتها وتقاليدها وقيمها.* ماذا تقول للشباب في ساحة الاعتصام؟** أقول لهم خلاص، الأمور وضحت والوضع الآن لن يتم ولن تنجح أزمة أحزاب اللقاء المشترك التي عملوها ولا أقول «ثورة الشباب»، لن تنجح أزمة المشترك بهذه الطريقة ولن تهدأ اليمن وستدخل عشرين أو ربما ثلاثين سنة في دمار ولم نقل بعد (بسم الله الرحمن الرحيم)..* لو طلب منك توجيه رسائل إلى الرئيس علي عبدالله صالح وإلى أحزاب اللقاء المشترك وإلى علي محسن الأحمر وإلى أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.. وإلى الشباب المعتصمين ما تقول؟** رسالتي للرئيس علي عبدالله صالح هي «الله راض عنك كلما كانت ستنقلب تأتيك هبة رياح فيرفعك منها، وهذه الثورة كانت في صالحك.. ولكن حافظ على محبة الله، محبة الله الذي يحبك فيها يخارجك من أي أزمات وشعبيتك ترتفع مهما كانت تنزل فإنها ترتفع فحافظ عليها .. لقد حدثت لك عدة مرات.. أنا لا ألوم الرئيس لشخصه علاقتي به طيبة أنا أحب علي عبدالله صالح كشخص، لكن الطاقم الذي يشتغل معه لم يستطع أن يكمل ما يريده، أما حميد الأحمر وحسين أخوه، هذا موضوع حقد شخصي لو أن الرئيس يعطيهم بئر بترول».* لكن البترول ملك للشعب وليس للرئيس؟** مثلما ساعدهم في أشياء كثيرة كان سيساعدهم في الثانية، ولكن الآن الشعب واع لن يرضى سواء ساعدهم أو لم يساعدهم.. إن أجمل ما في هذه الثورة الشبابية أنها جعلت اليمن عند « بائع الزعقة» وعند العجوز التي ترعى البقر وعند الصغير والكبير وعند المتعلم وغير المتعلم أنها داخل قلوبهم وكلهم خائفون وقلقون عليها .. لأول مرة يكون هناك انتماء وطني كامل لم يحدث هكذا من قبل.أما بالنسبة لأحزاب المشترك على البيانات التي يصدرونها والتصريحات التي يعملونها أقول لهم : بالله عليكم هل أركن عليكم كأحزاب لآتي معكم ، واحد يقول لي ازحف إلى داخل غرفة النوم وآخر يقول لي روح احتل، على أي منطق وعلى أي عقلية تريدني أن أصدقك أصلاً، والله لقد غسلنا أيدينا منكم « ما تنفعوش كلكم أصلاً» عيب ، هل يوجد قيادي في أي حزب في العالم يقول ازحفوا إلى غرفة النوم؟ هل هناك قيادي في أي حزب في العالم يقول روحوا احتلوا احتلال، لو كان قال سيروا اعتصموا .. بالله عليك كيف هذه العقليات التي سأمشي معها أصلاً في هذا الموضوع ما دامت بهذا المستوى.. إذاً أنا أضر بلدي إذا كنت قد خرجت أول يوم لأنفع بلادي فأنا بتلك الطريقة أضرها.* ورسالتك إلى الشباب المعتصمين؟** أقول لهم مافيش داعي لـ» القمر» أو العناد، أكثر الشباب المعتصمين يعلمون جيدا ماذا يجري، أنا ومجموعة شباب عملنا عملا جيدا وشعرت أني استطعت أن أخدم وطني بهذه النقطة فقط ، فقد انتقلنا إلى بعض المحافظات من ضمنها لحج وعدن ودخلنا ساحة الاعتصام في عدن ولحج والمنصورة ووجدنا أن المعتصمين لهم مطالب أول ما وصلنا والموضوع ساخن جدا ، يعني كأن الذي دخل عليهم قاتل سيقتلونه، اللهم إلا أن عبد الرحمن الاخفش فنان معروف فكانت هناك مرونة على أساس أن يتعاملوا معنا، فعقدنا معهم اجتماعات طويلة ولساعات وكأننا سنصدر قرارات من الأمم المتحدة، وخرجنا في خلاصة الاجتماعات أن قضيتكم « قضية الحراك الجنوبي» نعترف بها ضمن ثورتنا « ثورة الشباب» والغرض من هذا كله أن لا يسحب البساط منا كشباب بحيث نقدم آلية ورؤية لما نقوم به واتفقوا فيما بينهم أن لا انفصال .. الذين التقينا بهم في المحافظات الجنوبية قالوا نحن تربينا على الوحدة وهي في دمنا من آبائنا وأمهاتنا، لكنا ـ والحديث هنا للأخفش ـ أيضاً اكتشفنا ماهو أخطر من ذلك وهو أن طارق الفضلي وحيدر العطاس اللذين يحركان الحراك منذ عام 2007م ويضغطان باتجاه الانفصال، في الأخير هم انسحبوا مع علي محسن وهم انقسموا من الظهر فكانت هذه هي الخلاصة.