لندن / متابعات : توصل علماء إلى أن بعض القرود تقوم بإيماء معين عبر وضع يدها على عينيها إشارة منها بأنها لا تريد الإزعاج.وأشار موقع «لايف ساينس» العلمي الأمريكي، إلى أن المهتمين بالحيوانات لاحظوا في حديقة بريطانية للحيوانات أن نوعاً معيناً من القرود يقوم بإقفال عينيه بيده كايماء معين.وأكد الباحث مارك لا يدري في جامعة «كايفورنيا» الأمريكية، أنه نظرياً يعد إغلاق العينين بوضع اليد عليهما مؤشرا تستخدمه القرود بأنها «لا تريد الإزعاج» وإبقاء الآخرين بعيدين عنها.وأوضح أن قردة الميمون، وهي أضخم نوع من القرود وتسمي القرود الأفريقية أيضاً، تبقى في مكانها عندما تقوم بهذا الإيماء، وهي تطبقه في ثلثي وقتها تقريباً ومن دون التعرض لأشعة الشمس ليظن أنها تقفل عينيها لانزعاجها من ذلك.كما لاحظ أنه عندما تغلق القردة عينيها بهذه الطريقة التي تستمر بين 6 ثوان و17 دقيقة، فإن معدل اقتراب القردة الأخرى منها أو لمسها ينخفض بشكل جذري. ولم يلحظ الباحثون هذا النوع من الإيماء عند كل هذه القردة أو تلك التي تعيش في الغابات.وتتفاهم القردة في ما بينها عبر محادثات صوتية ولفظية «قصيرة ولطيفة» فيما تتفادى الحوارات الطويلة التي لا تحبها بتاتا.وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن عدداً من العلماء اكتشفوا خلال إعداد دراسة جديدة أن القردة تلجأ إلى نداءات وصيحات لفظية قصيرة أكثر بكثير من الألفاظ والأصوات الطويلة.يذكر أن الإنسان غالباً ما يستخدم أيضاً لفظات قصيرة مثل «هذا» و«من» وغيرها من الألفاظ التي لا تتطلب وقتاً للنطق بها. ونقلت الـ«بي بي سي»عن الدكتور ستيوارت سيمبل من جامعة روهامبتون البريطانية، الذي أعد الدراسة التي نشرت مقتطفات منها في مجلة «رسائل البيولوجيا العلمية»، قوله إن التشابه في تلك الإشارات الصوتية بين القردة والإنسان يلقي مزيداً من الضوء على أصول وجذور لغة الإنسان».وتوصف العلاقة بين طول الكلمات وكثرة استخدامها بما يعرف بـ «قانون البلاغة المختصرة».وأوضح سيمبل ان «قانون البلاغة المختصرة يقضي بأن الكلمات التي غالباً ما نستخدمها تكون قصيرة جداًُ، في حين ان الكلمات الطويلة نادرة الاستعمال».وأضاف أنه «في حال استخدمنا كلمات طويلة في حواراتنا، فإنها ستطول وتطول ولن تنتهي لأننا نستخدم تلك الكلمات مئات المرات يومياً». واعتبر الباحث البريطاني أن «استخدام الكلمات القصيرة في تواصلنا يجعل الاتصال أكثر فعالية، وهو أمر مشترك في جميع اللغات».وأكدت أنه لمعرفة إذا كانت الحاجة إلى الاختصار موجودة في عالم الحيوان، عمد الباحثون إلى رصد الحوارات الصوتية التي تجريها قردة من نوع «ماكاكا سيكلوبسيس» التي تعيش في جبل «لونجيفتي» بتايوان.ولاحظ الباحثون أن ميل تلك القردة إلى استخدام ألفاظ صوتية قصيرة ومختصرة لا تفيد فقط في توفير الوقت والطاقة، بل أنها تساعدهم على تجنب مخاطر انتباه الوحوش الآكلة للحوم لهم. ورأوا أن التشابه في الاختصارات اللفظية بين الإنسان وتلك القرود يشير إلى أن الأسلاف المفترضين المشتركين بين القرد والإنسان استخدموا «قانون البلاغة المختصرة»، وهو ما يمكن أن يساعد في إلقاء مزيد من الضوء على طريقة تواصلنا نحن البشر حالياً ، وينوي الباحثون الآن إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد إذا كانت أنواع حيوانية أخرى تعتمد الطريقة عينها.
القرود تغمز بعينها كي تبقى وحيدة
أخبار متعلقة