محافظ أبين لـ :14اكتوبر
لقاء/ علي منصور مقراط كغيرها من محافظات الجمهورية تعيش محافظة أبين ظروفاً استثنائية جراء المشكلات والأحداث الأمنية والأعمال الإجرامية الإرهابية التي تنفذها الجماعات الإرهابية المسلحة لتنظيم القاعدة والخارجين على القانون ، ومنها أعمال القتل الدموية المرتكبة بحق أفراد القوات المسلحة والأمن، والعنف والنهب والتخريب والفوضى والاعتداء على المباني والمنشآت الحكومية العامة ونهبها والاستيلاء عليها وترويع المواطنين الآمنين وزعزعة الأمن والاستقرار وتهديد السلم الاجتماعي والأهلي في بعض المديريات وعلى وجه الخصوص مديرية خنفر ( جعار) وكذا لودر التي استباحتها المليشيات المسلحة للقاعدة وعاثت فيها فساداً . هذا المشهد الذي يكاد يعصف بهذه المحافظة وما خلفته حادثة انفجار مصنع الذخائر من جروح غائرة نظراً للعدد المهول من الضحايا كان محط استنكار وتنديد لأبناء المحافظة عامة الذين أعلنوا موقفهم الرافض لهذه الأفعال الإجرامية البشعة.. أما السلطة المحلية والتنفيذية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ صالح حسين الزوعري المعين حديثاً وتحديداً مطلع فبراير الفائت فقد بذلت ومازالت تبذل جهوداً جبارة لمواجهة هذه التحديات والظروف العصيبة والمعقدة .. فالمحافظ الجديد الزوعري في غضون أسابيع قليلة اثبت انه مسؤول بحجم المرحلة حيث يعمل ليلاً ونهاراً لمعالجة الملفات المتراكمة ولتحقيق الأمن والاستقرار وحل قضايا المواطنين ومظالمهم وإيجاد الحلول السريعة للاحتياجات الخدمية المرتبطة بحياتهم بصورة مباشرة مثل أزمة انقطاعات إمدادات المياه والكهرباء وغيرها من الأمور التي تمثل أولوية. صحيفة (14 أكتوبر) التقت الأخ صالح الزوعري محافظ محافظة أبين وأخذت القليل من وقته المزدحم بالعمل للحديث عن المشهد السياسي الوطني الراهن وعن أوضاع محافظة أبين. [c1]سيناريو خارجي ضد اليمن والأمة العربية [/c]في البداية تحدث المحافظ صالح الزوعري عن المشهد الراهن في الساحة الوطنية وأهمية مبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حيث قال: ما تمر به بلادنا من أزمة سياسية واقتصادية ومشكلات اجتماعية وتداعيات أمنية هو نتاج لمخطط خارجي وداخلي يستهدف اليمن ووحدته الوطنية لإدخاله في دوامة من الصراعات والحروب الدامية والفتن والفوضى وهذا المخطط التآمري الخارجي يستهدف جميع الدول العربية والإسلامية والمشهد ماثل أمامنا في بعض الدول العربية التي سبقت اليمن والمؤسف أن بعض القوى السياسية في الداخل والخارج تترجم هذا السيناريو المريب وما هو حاصل اليوم في الوطن يؤكد ذلك. أما بالنسبة لمبادرة فخامة الرئيس التي قدمها للأطراف السياسية المعارضة والشباب المعتصمين فإنني اعتبرها اكبر مبادرة قدم فيها فخامة الرئيس تنازلات تجاوزت السقف المتوقع وهذا دليل على حرصه على عدم سفك الدماء وتدمير المكاسب الوطنية التي تحققت لوطننا وشعبنا. [c1]الشعب يتمسك بالرئيس[/c] وتابع: الأهم من كل ذلك أنه ومع هذا المخطط الخارجي الذي تنفذ أجندته قوى في الداخل تدفع الشباب إلى الاعتصام والقيام بأعمال الفوضى والعنف فإن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يحظى بشعبية طاغية بين أبناء شعبنا اليمني المناضل وما تلك الملايين من الجماهير التي ذهبت إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء من مختلف المحافظات لأربع جمع متتالية تأييداً للرئيس والشرعية الدستورية إلادليل على ذلك. ولفت إلى أن حب اليمنيين للرئيس وتأييدهم وتمسكهم ببقائه جاء حصيلة لما قدمه من عطاء وانجازات عظيمه لا ينكرها إلا جاحد ونحن نطالب الرئيس بالتمسك بالشرعية الدستورية حتى تنتهي فترته الرئاسية.وبالنسبة للمبادرة الخليجية وإن كانت قد جاءت في غير صالح القيادة السياسية الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح فقد رحب بها فخامته .. لكن أحزاب المشترك التي تقوم بتعبئة وتحريض الشباب المغرر بهم ودفعهم إلى أعمال العنف والتخريب وتأزيم الأوضاع ما زالت تتمترس في مواقفها المتطرفة لعرقلة أية حلول سلمية تفضي إلى الوفاق والانفراج السياسي للازمة الراهنة. [c1]حقيقة الأوضاع في أبين [/c]وعن حقيقة أوضاع المحافظة حالياً والجهود المبذولة لمعالجتها ومواجهتها قال: وصولي إلى محافظة أبين وتسلمي قيادتها قد جاء في ظروف حساس ودقيق وعصيب يعيشه الوطن بشكل عام وأبين بشكل خاص فهي تعاني في كثير من المجالات ومنها مطالب المواطنين في جانب الخدمات العامة أهمها مياه الشرب التي تعتبر أولوية احتياجات الحياة فضلاً عن الصعوبات الأخرى كانقطاع الكهرباء في جعار وزنجبار وسبب ذلك أعمال النهب والتخريب التي تقوم بها عصابات احترفت تخريب وسرقة أسلاك الكهرباء فيما المعاناة أكثر في المديريات الأخرى مثل لودر ومودية والوضيع والمحفد وغيرها. وكذا طلبات التوظيف والتعويضات ومشاريع ضرورية في الخدمات المختلفة وفي تقديري إن ابرز التحديات الماثلة أمامنا ونراها الأولوية ونحن سائرون في وضع الحلول والمعالجات لها أزمة انقطاعات المياه عن بعض الأحياء السكنية بمدينة زنجبار عاصمة المحافظة بتوفير الإمكانيات حتى لو تم نقل اعتمادات بعض المشاريع غير الضرورية لحل مشاكل المياه كونها الأهم لارتباطها بحياة المواطن بصورة مباشرة. ولفت المحافظ إلى ما وجده من فساد وإهدار للمال العام في بعض المشاريع التي لا تخدم المواطن وليس بحاجة ماسة لها. [c1]الجانب الأمني[/c]وفي ما يتعلق بالأوضاع الأمنية ومواجهة ما تقوم به الجماعات الإرهابية المسلحة لتنظيم (القاعدة) والخارجين على القانون التي أصبحت محافظة أبين تعاني منه أكثر من غيرها من محافظات الجمهورية قال :أصعب ما نواجهه من مشكلات في أبين ويعاني منه أبناؤها الجانب الأمني وهذا لا يعني أن منتسبي القوات المسلحة والأمن ليس لديهم القدرة والإمكانيات للتصدي للعصابات الإجرامية المسلحة من تنظيم (القاعدة) الإرهابي والخارجين على القانون الذين تدفعهم بعض أحزاب المعارضة إلى التعدي على أفراد الأمن والجيش والمباني الحكومية ومراكز الشرطة ففي مديرية جعار ارتكبت هذه العصابات المسلحة جرائم اعتداء همجي مسلح على جميع المقرات الحكومية ونهبها بصورة سافرة ومنها مصنع (7أكتوبر) للذخائر الذي اقتحمته هذه المجاميع الإرهابية المسلحة ونهبت ما فيه ثم تركته عنوة لينفجر صباح يوم 26 مارس الماضي محدثاً كارثة إنسانية مروعة راح ضحيتها نحو (120) من المواطنين الأبرياء وهذه الجريمة البشعة تتحملها هذه العناصر التي لاتضع قيمة لحياة الناس.[c1]مواجهة آثار المحرقة[/c]وعن سؤال الصحيفة عن الكيفية التي تمت بها مواجهة المحرقة الإنسانية التي خلفها انفجار مصنع الذخائر ودور قيادة المحافظة فيها أجاب قائلاً : حادثة مصنع الذخائر كان سببها أولئك الإرهابيين من القاعدة وغيرهم من المدفوعين الذين يتحملون المسؤولية أمام أولياء دم الضحايا وأمام القانون وأمام الله سبحانه وتعالى في يوم الحساب ونوجه تعازينا ومواستنا لأسر من قضوا في هذه الحادثة الأليمة.وقد عملت قيادة المحافظة لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية على توجيه الجهات المعنية في مكتب الصحة بالمحافظة ممثلة بالمدير العام الدكتور الخضر السعيدي لتحريك كافة وسائل الإسعافات لنقل جميع الجرحى إلى عدد من مستشفيات محافظة عدن وتوفير العلاجات اللازمة لهم، وتشكيل لجنة تحقيق برئاسة وكيل المحافظة مدير عام المديرية أحمد الرهوي وعضوية النيابة والأمن ووجهاء المنطقة، ولجنة أخرى لتوزيع المساعدات الغذائية لأسر الضحايا والمساعدات المالية للجرحى بمبلغ وقدره خمسة ملايين ريال وبعد الحادثة عقدنا لقاء موسعاً لقيادة المحافظة والفعاليات الاجتماعية أدان هذا الحادث الإجرامي.وقد قمت بزيارة إلى المستشفيات التي أسعف إليها المصابون لمعرفة أوضاعهم الصحية التي كانت حرجة ومؤسفة والبعض منهم توفي في ما بعد.وفي الاتجاه نفسه وجهنا مذكرة للقيادة السياسية طالبنا فيها باعتبار كل القتلى شهداء واعتماد مرتبات شهرية لهم من الهيئة العامة للشهداء، ولا نزال نعمل كل ما في وسعنا لمعالجة آثار الحادثة وجراحها في نفوس ذوي القتلى والجرحى ونستغرب من تلك المزايدات التي أثيرت من بعض الأحزاب التي تسيس وتزايد حتى على الموتى وتستغل الظروف لإثارة الفتن، وكذا ما روج من بعض وسائل الإعلام عن غياب دور السلطة المحلية بالمحافظة. ونحن نقول وبلغة الفعل الملموس هذا ما قمنا به ولا نزال نواصل مساعينا انطلاقاً من مسؤولياتنا وعلى أولئك أن يكفوا عن المتاجرة بمثل هذه المواقف الإنسانية.[c1]قضية مديرية جعار[/c]وفي ما يتعلق بقضية مديرية جعار وتواجد العصابات المسلحة فيها وما تقوم به من أعمال فوضى وتخريب وترويع المواطنين أكد الزوعري أن المشكلة الأمنية في مديرية جعار ليست جديدة بل بدأت منذ أكثر من عامين ونصف عام من خلال أعمال القتل والتفجيرات التي تقوم بها عصابات مسلحة من الإرهابيين ومن يسمون بالمجاهدين الإسلاميين وتمت مواجهتهم بحملات عسكرية متكررة في فترات متعددة وتطهير المدينة، ثم عادوا ونحن لسنا عاجزين هذه المرة.. بل إننا وجدنا أمامنا مشكلة المواطنين والأضرار المادية والبشرية التي قد تلحق بهم وتركنا كثيراً من الفرص لبعض الوسطاء من المشايخ والأعيان ووجهاء المنطقة للتفاوض مع المسلحين.. لكن في الأخير إذا وجدنا أن كل الحلول غير مجدية مع هؤلاء فإننا مضطرون إلى استخدام القوة لاستعادة الأمن والاستقرار في هذه المديرية وإعادة فرض هيبة الدولة فيها بعد نفاد كل الطرق السلمية.