استقطب نجوم الفن السابع من الخليج والعالم
دبي / متابعات:تحتل الشاشة عينا شابة خليجية تصغي لصوت بعيد يردد (الشعب يريد...)، تتوالى الثواني، وتتجمع فيهما دمعة تسقط تليها دمعات، في اللحظات الأولى من حفل افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان الخليج السينمائي في دبي مساء الخميس.الدمعات تلتها كلمتا (ألم وأمل)، كلمتان أرادهما منظمو مهرجان الخليج السينمائي عنواناً لدورتهم الجديدة، التي لم تكن لتعبر دون إشارة إلى ما يشهده العالم العربي من ثورات وحراك.هذا ما أكد عليه رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة في كلمته الافتتاحية، فقال (في تاريخنا العربي، وبينما نمر بمرحلة حاسمة تعلو فيها أصوات الحناجر تطالب بمساحة من الحرية، يواصل مهرجان الخليج السينمائي مسيرته التي تحول فيها إلى منبر للآراء والأفكار والإبداعات من منطقة الخليج).وأكد جمعة أن الأعمال التي يعرضها المهرجان (تعكس هموم المجتمع واهتماماته، ويتحول المهرجان إلى منبر لأصوات الخليج ليسمع العالم قصصها وتجاربها).وكرر مدير المهرجان مسعود أمر الله آل العلي إيمانه بإن للمهرجان الذي انطلق كمغامرة مكانته ودوره، فقال (أن نتجذر في مغامرة اسمها مهرجان الخليج السينمائي فهو تحد للسائد والمألوف).واعتبر أمر الله آل العلي انه من خلال المهرجان (نريد أن نصدر صورتنا في حالاتها المختلفة، القاسية قبل الناعمة، والشفافة قبل المزيفة. فلتكن حاضرة في هذا التجمع السنوي الذي نريده بوابة رئيسية للرؤى والأفكار والصور والإرث والكثير من الهموم الإنسانية المشتركة).هذه الهموم الإنسانية المشتركة، تجسدت في اختيار المهرجان فيلما عراقيا وثائقيا لافتتاح الدورة حيث قدم شريط (طفل العراق) للمخرج الشاب علاء محسن، وهو شريط حافل بالألم يصور مشاعر متناقضة بخصوص الغربة والوطن والحنين والهوية والانتماء وأيضاً الحلم.وصور علاء محسن شريطه بنفسه، بكاميرا صغيرة كثيرة الحركة لكنها في حركتها تحاول نقل كل المشاعر التي ترصدها، الفرح والألم والأسى والفقدان، لتنقل حكاية فرد عراقي ينتمي للدنمارك، البلد الذي تبناه، أكثر مما ينتمي للعراق.ويحاول علاء أن يحكي حكاية ذات عراقية تخرج معها الصورة داكنة مغبرة كما العاصفة الرملية التي تغمر المكان، ومشوشة أو معتمة في بلد لا تكف فيه الكهرباء عن الانقطاع.ومثل تقديم هذا الفيلم (54 دقيقة) في الافتتاح خطوة جريئة من المنظمين الباحثين في المواهب الخليجية الشابة، وأثار بعض الانتقادات خاصة من قبل العراقيين الحاضرين في المهرجان.وأعلنت في حفل الافتتاح جوائز تكريم لانجازات الفنانين وتمنح هذا العام لكل من الفنانة الإماراتية مريم سلطان والمخرج والمنتج السعودي محمد قزازو والسينمائي الكويتي محمد السلعوسي.ويعرض مهرجان الخليج هذا العام 153 شريطاً بينها 114 شريطاً خليجياً معظمها قصير أو تجريبي وبينها ستة أشرطة روائية طويلة فقط في وقت يحتل فيه الوثائقي مكانة مميزة ويتمتع بدرجة من الجودة.واعتبرت إدارة المهرجان أن عرض 114 شريطاً من الخليج كان (ضرباً أشبه بالخيال قبل سنوات قليلة لكنه اليوم بات في عرف الواقع).وإضافة إلى مسابقة الأفلام الخليجية بفروعها الروائية والوثائقية والقصيرة، ومسابقة أفلام الطلبة التي تحظى باهتمام خاص، تم استحداث تظاهرة دولية للفيلم القصير في قلب المهرجان بهدف اطلاع المبدع الخليجي على تجارب الآخرين وتثقيفه بالأعمال الدولية المميزة ودفعه نحو التفاعل مع مختلف الثقافات المهمة.وتتضمن فعاليات المهرجان تظاهرات أخرى مثل (أضواء) و(تقاطعات)، فضلا عن الدورة التدريبية التي وصفت بأنها (تحريضية)، والتي يديرها المخرج الإيراني عباس كياروستامي، وهي تهدف إلى استكشاف خبايا السينمائيين الشباب وإرشادهم إلى سحر السينما.