خاطرة
عزيز الثعالبي مر طيف الموسيقار احمد قاسم في منامي وهو يحتضن ( العود) يغني قصيدة الشاعر المصري احمد رامي : « خاصمتني .. وأنا حيران من أمر الخصام».كان قد اختارها من ديوان الشاعر رامي في بداية صعوده ( السلم الموسيقي والغنائي) نحو منتصف خمسينيات القرن العشرين .. في صوته إحساس.. وشجن .. وبراعة في العزف على ( العود) .. وأطلق عليه حينها في مدينة عدن( ملك العود) وأتذكر أن مجلة « أنغام» التي كانت تصدر شهرية في عدن رئيس تحريرها الشاعر الغنائي ( علي عبدالله أمان) أول من أطلق عليه ( ملك العود) .. وهو يتألق ويرسي دعائم الأغنية التجديدية في ( ثغر اليمن ) عدن .. مخاطباً هذه المدينة الباسمة. « أنت .. ولا احد سواك»! وافتقدت الأغنية اليمنية .. من ولد عملاقاً في ميدانها و ما زال مكانه شاغراً .. أغانيه لم تصدأ على مر السنين .. وشكراً لإذاعة عدن التي عرفت قدر « احمد قاسم بتقديم روائعه خلال فترة إرسالها، لتذكير جيل اليوم بفنان بذل الجهد.. ودفع العمر من اجل أن يبدع هذه الروائع: « وربي » .. « اشتقت لك » .. « راح الهوى « .. « أحلى الليالي جنبها »..« زمان الشوق واللقيا زمان «صدفة التقينا على الساحل ولا فيه حد».. « المستحيل » « حمام الشوق « .. «ابتدينا بعد ما قالوا انتهينا ».. « ايش هذا الحسن كله» .. « بايش احلف ..بأي يمين».. «من العدين يالله.. بريح جلاب » وغيرها من الأغاني . وتعددت الأغنيات الوطنية .. واللوحات الغنائية التي قدمها احمد قاسم في مختلف المراحل التي عاشها الوطن.. ابتداءً من أغنيته التي قدمها من إذاعة ( صوت العرب) بالقاهرة عندما هبت رياح التغيير في الوطن العربي وبداية الكفاح ضد الوجود الأجنبي كان صوته يتردد من أثير ( صوت العرب) بكلمات الشاعر الفنان لطفي جعفر أمان. صرخة المجد التليد من فم الطود العتيد ومتى كنا عبيد ؟! وكانت هديته المزهر الحزين للاستقلال الوطني ، ملحمة ( موكب الثورة) مطلعها : يا مزهري الحزين .. من يرعش الحنين إلى ملاعب الصبا؟ [c1] يا بلادي [/c]وفي الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن هذه الأيام نردد مع احمد قاسم أغنيته الوطنية الخالدة من كلماته وألحانه: من كل قلبي احبك يا بلادي.. يا يمن وأفديك بروحي ودمي و أولادي .. يا يمن مهما أسافر وأغيب عن عيونك بقلبي احبك .. بروحي أصونك وأعيش كل وقتي أداعب ظنوني لأنك حياتي .. حبيبتي حبيبتي بلادي .. يا يمن من كل قلبي احبك يا بلادي يا يمن في بحرك حياتي في ريفك حنيني