القاهرة /متابعات: رغم عزوفها عن المشاركة في الحياة العامة بشكل عام وليس الحياة السياسية قبل عام 2011، إلا أن الفنانة جيهان فاضل خرجت عن صمتها لتشارك بقوة، تخرج لتقول (الشعب يريد إسقاط النظام).جيهان فاضل فتحت خزائن ذكرياتها عن مشاركتها في الثورة المصرية وأسباب خروجها إلى الشارع وفي حوار معها مع أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية .[c1]* ما سبب خروجك للمشاركة في الثورة منذ اليوم الأول ؟[/c]** لم أعرف أنني أخرج في ثورة، خرجت في مظاهرة تحولت إلى ثورة، خرجت للتظاهر مع عدد من رجال السياسية والشباب يوم 25 يناير أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة للمطالبة بتحسين أوضاع حياتنا والقضاء على الفساد، خرجت لأعلن رفضي للفساد الذي انتشر في البلد بصورة كبيرة، لم أكن أتوقع أن تتحول هذه المظاهرة إلى ثورة، لأني تظاهرت مع المئات وكان أقصى طموح لنا هو الخروج من الكردون الأمني المفروض علينا والذهاب إلى ميدان التحرير للالتقاء بالمتظاهرين الذين اتفقوا على الخروج في أماكن مختلفة والالتقاء في التحرير، لكني في هذا اليوم لم أذهب إلى التحرير.. بعد تكسير الكردون الأمني المحيط بنا وخروجنا منه قررت العودة إلى منزلي، في اليوم التالي عرفت ما حدث من فض للمعتصمين بالقوة في ميدان التحرير فقررت النزول إلى الشارع للمشاركة في ما يحدث والتأكيد على تضامني معهم في وجه النظام الظالم.[c1]*ماذا عن جمعة الغضب التي شهدت أعنف مصادمات مع الشرطة؟[/c]** قبل جمعة الغضب خرجت في المظاهرات التي استمرت على مدى 3 أيام، وشاركت فيها في أكثر من مكان منها مظاهرة نقابة الصحافيين والمحامين حيث كنت أشارك في أي تجمع تظاهري، وتمت محاصرتي مع المحتجين في أكثر من مكان، إلا أنني قررت الخروج يوم جمعة الغضب برفقة زوجي حيث قبلنا أولادنا وتركناهم لدى والدتي ونزلنا عازمين التوجه إلى ميدان التحرير، عندما أتذكر ما كنت أفعله خلال الثورة أرى أن سيدة أخرى هي التي قامت بذلك وليس أنا.[c1]* ماذ حدث معك ؟[/c]** كان يوماً عصيباً جدًا، ليس فقط لفقدان الاتصال بالهواتف الجوالة، ولكن للعنف الكبير الذي عوملنا به من قبل قوات الأمن المركزي الذين ضربونا بكمية كبيرة من القنابل المسيلة للدموع، التي اعتبرها قنابل سامة، اسم مسيلة للدموع قليل على وصف تأثيرها، بالإضافة إلى خراطيم المياه الساخنة التي كانت بمثابة الرصاص الذي كان ينهش في اجسادنا، فقد أثرت علينا بشدة خلال التوجه إلى ميدان التحرير، لكنها في الوقت نفسه زادتنا إصرارا وجعلتني أيقين أننا نشارك في ثورة.[c1] * هل شعرت بالخطر؟[/c]** بالتأكيد، لأول مرة أشعر أنا وزوجي أن حياتنا في خطر حقيقي، وأن كلاً منا من الممكن أن يفقد حياته في لحظة، شاهدت قتلى وجرحى بالمئات، وأكثر بكثير من الأرقام التي أعلنت أمامي على كوبري الجلاء، وتم محاصرتنا على الكوبري ولم يكن أمامنا وخلفنا سوى قوات الأمن المركزي تلقي القنابل المسيلة للدموع، فكرنا في القفز إلى مياه النيل التي كانت المخرج الوحيد لنا، وشعرنا أن الكوبري سينهار بنا من الآلاف المحاصرين فوقه، أصبت يومها في قدمي برصاصة مطاطية جعلت الحذاء الخاص بي يسيح كما أصيب زوجي بإصابات طفيفة، واضطررنا إلى العودة للمنزل ولم أنزل ميدان التحرير إلا يوم السبت 29 يناير.[c1]* ألا ترين أن موقفك غريب خصوصاً أن النظرة إلى الفنانين على أنهم يعيشون في رغد وليسوا بحاجة إلى ثورة لتحسين أوضاعهم؟[/c]** أنت تتحدث عن مستقبل بلد نعيش فيه ويعيش فينا ولا تتحدث عن مصلحة شخصية لأحد، جميعنا كنا متذمرين من النظام السابق، لكن.. هناك فرق بين من يعبر عن رأيه ومن يظل ساكتاً مثلما فعلت حتى وقت قريب.[c1]* لكنك لم تكوني موجودة في العمل السياسي من قبل؟[/c]** ليس العمل السياسي وحده، كما تعرف أنا مقلة بطبعي في الظهور في المناسبات العامة والفنية، لكني شعرت أن الشعب المصري تغير وأصبح أكثر إيجابية خصوصاً بعد أحداث كنيسة القديسين، وقررت أن أكون إيجابية لذلك خرجت يوم 25 يناير لأعبر عن رأيي كمواطن مصرية.[c1]* ألم تخافي أن يحول التعبير عن رأيك بينك وبين عملك لاسيما مع سيطرة النظام السابق على مقاليد كل شيء؟[/c]** ليس بطبعي أن اتخذ قراراتي وفقا لاعتبارات، وإنما أتخذ قراراتي وفقا لما أراه صحيحا، لذا عندما قررت الخروج إلى المظاهرات لم أفكر سوى بمستقبل أولادي الذين تركتهم في المنزل، خرجت في الثورة لأشارك في إسقاط النظام.[c1]* كيف وجدت الوضع في ميدان التحرير خلال أيام الثورة؟[/c]** تعرفت على أفراد من مختلف القوى السياسية، كنا متفقين على هدف نريد تحقيقه، تعرفت على شخصيات محترمة للغاية من الإخوان، ووجدت ترحاباً من شباب الثورة، ستظل أيام الثورة محفورة في ذهني.[c1]* ألم تخافي من جماعة الإخوان ووصولها إلى الحكم؟[/c]** خلال الثورة كان لدينا هدف رئيسي جمعنا، إسقاط النظام، بعد ذلك كل جماعة سيكون لها أهداف خاصة جديدة لذا فحق مشروع لهم أن يسعوا للوصول إلى السلطة هم أو غيرهم عن طريق الديمقراطية التي نطالب بها، وإذا وافقت الأغلبية عليهم لن يكون لدي مانع.[c1]* كيف ترين موقف شباب الثورة من الفنانين الذين رفضوا الثورة؟[/c]** الشباب معذور لأنه صدم من النجوم الذين دائما ما يؤكدون أنهم يشعرون بهم وبمعاناتهم، و تخلوا عمن صنع نجوميتهم الحقيقية ودفع من قوت يومه ثمن تذكرة السينما، لا أعذر أي فنان هاجم الثوار، لأن الجهل لا عذر له، خاصة أنني كفنانة مطالبة بالتزامات تجاه بلدي، وأن أكون ملمة بكل ما يدور من أحداث حولي، احترم من لم يتكلم وقال إنه لا يعرف في السياسية وأنه فنان فحسب.[c1]* ماذا عن دورك في فيلم الفاجومي؟[/c]** انتهيت من تصوير دوري في الفيلم قبل بداية الثورة، أجسد فيه شخصية أمال، وهي جارة خالد الصاوي الذي يجسد دور أحمد فؤاد نجم، هذا الفيلم له اعتبارات خاصة بالنسبة لي، ليس فقط لأنني أحد المتأثرين بالشاعر الكبير، ولكن لان نجم كان دائما ما يتنبأ بالثورة خلال التصوير، ودائما ما أكون متشائمة لكن احد مشاهد الفيلم جعلني أشاهد الثورة مبكراً.[c1]* ما هو هذا المشهد؟[/c]** مشهد تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في أعقاب نكسة 1976، حيث تم تجميع مئات الكومبارس لتمثيل مشهد خروج الشعب المصري لمطالبته بالبقاء كرئيس، تحدثت إلى نفسي سرا، ماذا لو خرجت هذه المجاميع في الشارع، بالتأكيد سيحدث تغيير.[c1]* وجديدك في الدراما؟[/c]** أقوم حاليا بتصوير دوري في مسلسل نور مريم، وأؤدي فيه دور صحافية تدعى نوال، ومن المقرر أن يعرض المسلسل خلال رمضان المقبل.
|
رياضة
جيهان فاضل: خرجت في مظاهرة تحولت إلى ثورة.. ومسلسل (نور مريم) في رمضان
أخبار متعلقة