نصحت الدراما السورية بالتطرف إلى مواضيع وقضايا جديدة
دمشق/متابعات: قالت الفنانة السورية ضحى الدبس إن موقفها الدائم من كل الشخصيات التي تعرض عليها، هو طلبها من المخرج الذي تعمل معه ترك مساحة من الحرية لها كي تصنع هي شخصياً مفاصل لا تكون موجودة بالنص الأصلي لتتحدى بها محيطها الاجتماعي.حسان ابيض/ بنط النص (الرياضي)وانتقدت الفنانة ضحى الأدوار التي تعطى للأمهات في الدراما السورية، مشيرةً إلى أنهن أصبحن مجرد خلفيات اجتماعية لا تعطى لهن الأدوار الأساسية، مؤكدة أن الأم بيئة خصبة وتحمل غنى كبيراً في المشاعر والأحداث، ولامت الكتاب والجهات المنتجة في عدم التطرق لمعاناة أبناء جيلها، وعدم منحهن أدوار البطولة كونهم يطلبون دوماً الوجوه الجذابة.وأشارت إلى أن الخوف من التطرق لمشاكل هذه الفترة العمرية من النساء هو الدافع في تجاهل النساء، كون المرأة تظل رمزاً لا ينبغي خرقه، ولا يجوز تناول المرأة بجوانبها السلبية الموجودة في الحياة الواقعية، وقالت: إن كل الأمهات ليست أمثلة للحنان بدليل وجود الكثيرات ممن يؤدين دوراً في تخريب الأجيال، ويفرزن الكثير من الإشكاليات الموجودة في المجتمع، وعندما يتم التطرق لقضايا الاغتراب والامتلاك الموجودة عند المرأة، أو تناول فقدان المرأة لأنوثتها عندما تسبقها الحياة، أو تجسيد وقوفها على أطلال حياتها، سيفرز بالتأكيد الكثير من المواضيع لوضع بنات جيلها في مواقف البطولة في المسلسلات والأفلام.جاء هذا الكلام على خلفية تجسيد الفنانة السورية لشخصية (أم جواد) في المسلسل السوري (الانفجار) تأليف أسامة كوكش، وإخراج أسامة الحمد، حيث تقوم فيها الدبس بدور أم تفقد ابنها ، وهي زوجة لرجل مشلول، وقالت إن العمل يتطرق إلى الظلم المطبق على الإنسان الفقير حيث تتطور الأحداث بشكل مأساوي خصوصا عندما تتجه ابنتها إلى منحى الانحراف نتيجة الحرمان لتزيد الضغوط عليها وعلى والدها إلى أن تتوب.وأبدت الدبس ارتياحها من تعاون المخرج أسامة الحمد ومنحها الحرية المطلوبة في خلق المساحات التي تريد اللعب فيها كي لا تكون مجرد خلفية جديدة في العمل، مؤكدةً أنها شكلت الكثير من الألوان المفتوحة لتشد الأنظار وتلفت الانتباه.ولفتت الفنانة الدبس إلى حاجة الدراما السورية إلى إيجاد مواضيع وقضايا جديدة كي لا يهجرها جمهورها في الموسم الرمضاني المقبل، معلقةً على مسلسلات البيئة الشامية بأنها استهلكت الممثلين والجمهور على السواء، وعبرت عن الأعمال الاجتماعية التي تخطو باتجاه الجرأة لكنها لا تمس القضايا الحساسة في المجتمع السوري، وتعتمد أغلبها على استعارات الجرأة.وأضافت أن مشكلة الدراما السورية بحثها الدائم عن الهم والبؤس، نافيةً أن يكون العمل الممتع هو عمل تجاري كون التلفاز جهازاً ترفيهياً بالأساس، ولا يجوز تحميل الجمهور رسائل فوق طاقتهم في أغلب الأحيان، مختزلةً رسالة الدراما التلفزيونية بتوجيه المتعة للمشاهد على حد تعبيرها.كما تشارك الدبس في مسلسل (الشبيهة) الذي يخرجه المخرج فراس دهني، وتجسد فيه شخصية أم بطلة العمل لتراقب من كثب ما يحدث وقالت الدبس: (ألعب شخصية أم تراقب من كثب ما يحدث في عائلتها من تغيرات وتحولات نتيجة التغير والتحول الذي يطرأ على العالم والذي يؤثر بشكل أو بآخر على أسرتها).وأشارت الفنانة السورية إلى أن الشخصية غنية خصوصاً أنها تمكنها من تجسيد أكثر من حالة في العمل الواحد، حيث تعيش حياة الرفاهية لتتوالى الأحداث وتجبر على القيام بعمل الخادمة حسب ظروف العمل، وإن هناك الكثير من المحطات تساعدها على البحث عن مفاتيح جديدة وردود فعل أخرى غير مستهلكة عند تعرض الأم للظلم والمحاربة من قبل محيطها لتصبح متعبة نتيجة العنف المطبق على المرأة الضعيفة، خصوصاً عندما تجبر على السكوت عن الخطأ.