تعرفوا على أعراض إدمان العمل
عرض/ محمد فؤاد :يعاني الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً في العمل من عوارض إجهاد ذهني مستمر ويكون أكثر عرضة للأمراض الجسدية المرتبطة بالحالة النفسية التي ليس لها أي تفسير عضوي ، وقد وجدت إحصائية حديثة أن ضغط العمل يمثل 36.7 % من إجمالي الضغوط النفسية التي يتعرض لها الفرد في محيطه الاجتماعي ، كما أن حوالي 78.4 % يعانون من آثار نفسية وعضوية ناتجة عن التوتر الناجم عنه .ويؤكد الخبراء أن العمل المكتبي المرتكز على الاستخدام المتواصل للكمبيوتر يؤدي إلى الإصابة بالصداع وآلام في الظهر والكتفين والكوعين والتهاب أوتار الرسغ وألم في أصابع اليدين بنسبة 70 % ، وقد يصيب اختلال التوازن بين ساعات العمل وفترات الراحة بنوع من الإدمان يعرف باسم “ إدمان العمل “.ويؤكد الخبراء أن مدمني العمل ليسوا ممن يوصفون بحبهم للعمل والتفاني فيه بل هم أشخاص يعانون من حاجتهم المستمرة للعمل بشكل قهري، ويحيل الأطباء هذا الاضطراب إلى نوع من الوساوس القهرية ، لذلك يمكنكم التعرف على السمات الرئيسية لمدمني العمل، وهي كالتالي :[c1]السمات الرئيسية للإدمان[/c]- الميل الشديد إلى القيام بالمهام غير الضرورية والاستماتة فيها، اعتقاداً منهم أنهم الوحيدون القادرون على إنجاز العمل بالشكل الصحيح دون غيرهم. ومن هذا المنطلق، قد يشعرون بالفشل وعدم الرضى بعيداً عن المحيط المهني الذي يمثّل أهم الأولويات في حياتهم.- ضعف الاهتمام بالجانب الشخصي وشغله حيزاً ضئيلاً في دائرة اهتمامهم، فهم لا يعنون بالاسترخاء أو الأوقات التي يجب قضاؤها مع الأهل والأصدقاء، كما لا يهتمون بممارسة أي نوع من أنواع الرياضة أو الهوايات.- عدم القدرة على الانفصال ذهنياً وفكرياً عن أجواء العمل واستمرار التفكير في مجرياتها في الأوقات الخاصة (أثناء قيادة السيارة أو تناول الطعام أو الحديث مع الآخرين أو ما قبل النوم).- فقدان الثقة في النفس، فرغم قيام مدمني العمل بمجهود زائد إلا أنهم دائمو الشعور بأنهم غير أكفّاء وأن عملهم ناقص مقارنة بالآخرين.- يرى خبراء النفس أن هذا النشاط المستمر داخل دائرة العمل يعتبر بمثابة قناع يخفي وراءه بعض الاضطرابات الحياتية أو القلق المستمر أو الضعف في الشخصية.[c1]توتر مستمر[/c]بذل مجهود مضاعف في أداء العمل المكتبي يسبب أعراضا صحية خطيرة، وقد صنف العلماء ضغوط العمل من بين الضغوط المزمنة ، إذ يبقى الشخص متوتراً باستمرار الأمر الذي يعرضه لعدد من العواقب الصحية والمتمثلة في التالي:- الناحية الجسمانية: الإصابة بارتفاع في ضغط الدم وضعف واضطراب في الجهاز المناعي، ما يجعله أكثر عرضة للعدوى والإصابة بقرحة المعدة. بالإضافة إلى الصداع وألم الظهر واضطرابات في ساعات النوم والشعور المستمر بالتعب والإجهاد وعدد من المشكلات الصحية الأخرى، أبرزها:- جفاف العين أو جفاف القرنية خصوصاً إذا كان المصاب يرتدي عدسات لاصقة.- آلام في العنق والكتفين وأعلى الظهر بسبب التحدب الدائم والانحناء الحاد للأمام أثناء القيام بالأعمال المكتبية.- البدانة الناتجة عن عدم الحركة، ما يؤدي إلى خشونة المفاصل وخصوصاً مفاصل الركبتين وآلام روماتيزمية في فقرات الظهر. وأثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن زيادة كل كيلوغرام واحد في الوزن تعادل حملاً زائداً يصل إلى 4 كيلوغرامات على المفاصل.- اتباع عادات غذائية غير صحية بسبب التواجد في المكاتب لساعات طويلة من الوقت، حيث أثبتت الإحصائيات أن 88.3 % من العاملين لساعات طويلة يفضلون تناول الطعام في المكتب الذي عادة ما يكون مؤلفاً من الوجبات غير الصحية التي لا تحتوي على أية قيمة غذائية. - التهاب العضلات بسبب الوضعية الثابتة على المكتب خلال النهار، ما يفقد العضلات الليونة والقدرة على الحركة.- الناحية النفسية: الإصابة بالكآبة وحدة الطباع وتغير الحالة المزاجية وسرعة الاستثارة والشعور بالغضب والإجهاد الذهني .- الناحية الفكرية: ضعف في التركيز وشعور بالارتباك والتشويش وصعوبة في اتخاذ القرارات والتحدث عن الذات بصورة سلبية وعدم الثقة بالنفس .- الناحية السلوكية: عدم الرغبة في المشاركة في أي نشاط من الأنشطة الاجتماعية أو التواصل الكافي مع الأهل والأصدقاء، أو التضارب والخلاف المستمر مع الأبناء والمشكلات الزوجية.[c1]أمراض القلب والأمراض النفسية [/c]وكانت دراسة حديثة قد كشفت أن المرأة التي تعمل في جو عمل ضاغط تواجه خطر الإصابة بأمراض القلب أكثر من نظيرتها التي تعمل في جو هادئ بعيدا عن التوتر.وأشارت الدراسة إلى أنه في عام 2008 تم إدخال 580 امرأة إلى المستشفى بسبب إصابتهن بأمراض القلب من بينهن 138 أصبن بنوبات قلبية و 369 بذبحة قلبية.وقالت الدكتورة يارسا أندرسن هندربب من مستشفى جامعة غلوسترب في الدنمرك إن الشابات يتحملن القسم الأكبر من ضغط العمل ما يؤثر على صحتهن فيما لا تعاني النساء العجائز من هذه المشكلة لأنهن تركن العمل منذ سنوات.وقال الدكتور دنكان دايموند وهو طبيب استشاري في أمراض القلب بمستشفى سانت بارثولوموي في لندن “كنا نفترض أن البدانة والسكري والتدخين تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب ولكن الضغط النفسي وأسلوب الحياة قد يكون لهما تأثير مشابه على الصحة”.وأظهرت دراسة ألمانية أن ضغوط العمل والرواتب غير المجزية وغياب الثناء من الأمور التي تساعد في إصابة الموظفين بالأمراض النفسية.وذكرت الغرفة الاتحادية للعلاج النفسي أن تزايد الأعباء النفسية في الحياة العملية الحديثة هي السبب وراء نحو 11 % من حالات تغيب الموظفين عن أماكن عملهم .وأظهرت نتائج دراسة بحثية أن لضغوط العمل تأثيرا بيولوجيا مباشرا على جسم الفرد ، ما يؤدي إلى خطر التعرض لأمراض القلب.