عرض / ابتسام العسيري :بدأ مصطلح النوع الاجتماعي بالظهور منذ أكثر من عشر سنوات ، وشاع استخدامه في مختلف القطاعات سواء الجامعية أو المختصة بمسائل التنمية والسكان وتنظيم الأسرة .وجاء هذا المصطلح نتيجة لتهميش دور المرأة في المجتمع ، وعدم الأخذ بعين الاعتبار تقسيم الأدوار بحسب الحاجة والمقدرة والجهد لكل أفراد المجتمع ، وإذا ما نظرنا حولنا سنجد أن المرأة في بلادنا تعمل داخل وخارج البيت سواء وتتوزع مهامها بين بيتها وبين العمل ، وعلى الرغم من ذلك يحتسب- سواء كانت تعيش في المدينة أو الحضر- جهد الرجل ويبرز أما المرأة فإن جهدها وإنتاجها لا يظهر ويتصف بأنه مخفي ..إن مفهوم النوع الاجتماعي ببساطة هو مجموعة الأدوار والمهام التي تتوزع بين الرجل والمرأة بحسب الاحتياجات التي يتطلبها المكان والزمان. يختلط مفهوم النوع الاجتماعي عند الكثير من الناس ويصنف على انه مرتبط بنوع الجنس (ذكر أو أنثى ) ، وكثيرا ما يستعمل للإشارة إلى المرأة، وهذا غير صحيح لأنه في هذه الحالة يهمل عنصرين أساسيين هما الرجل والمجتمع . إن مفهوم النوع الاجتماعي يحدده المجتمع بمختلف مؤسساته ( الأسرة - المدرسة - العمل - وسائل الإعلام .. إلخ ) وتكون هذه الأدوار متغيرة من زمان إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر حتى في داخل المجتمع الواحد من بيئة اجتماعية إلى بيئة أخرى . والمقصود بالأدوار التي يحددها المجتمع هي المميزات الخاصة بالمرأة والمميزات الخاصة بالرجل وعدد من الأنشطة على أنها ملائمة للمرأة أو ملائمة للرجل وكذلك عدد من القواعد التي ترسم إطار العلاقات بين الرجال والنساء مكونة الظروف الحياتية اليومية لكل منهما وموقف كل منهما داخل مجتمعه ، مع الأخذ بإلاعتبار عدد من العوامل الثقافية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك . عناصر تحدد مفهوم النوع الاجتماعي بحسب استعراض مفهوم مصطلح النوع الاجتماعي نستخلص عددا من القواعد أو العناصر التي تحدده وهي :الأدوار المحددة بشكل عام بالرجل والمرأة في الأساس محددة من قبل عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية أكثر منها عوامل جنسية (بيولوجية ) . إعادة توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع من منطلق مفهوم المشاركة يؤدي إلى فائدة أكبر للمجتمع . اتاحة الفرصة المتكافئة للرجل والمرأة لإكتشاف قدرات كامنة فيهم وتمكينهم من مهارات تفيدهم في القيام بأدوار جديدة تعود بالنفع على المجتمع . أدوار النوع الاجتماعي يرتبط توزيع ادوار النوع الاجتماعي في المجتمعات بثقافات تلك المجتمعات وبطبيعتها والأنشطة والسلوكيات المرتبطة بالمرأة والرجل، ففي بعض الثقافات يقوم بدور الأم في تحمل مسؤولية البيت ورعاية وتربية الأولاد وتربيتهم، وقد تكون المرأة هي المعيل والمنفق على الأسرة. وتتوزع الأدوار الاجتماعية بين الدور الإنجابي والدور الإنتاجي والدور المجتمعي، الأنشطة البشرية تصنف إلى نوعين ( عمل خاص بالمرأة وعمل خاص بالرجل ، وتختلف هذه التقسيمات من مجتمع إلى أخر ومن زمان إلى آخر ) .. ونقصد بالدور الإنجابي الدور الرئيسي للمرأة وهو الحمل والولادة والإرضاع وتربية الأطفال ورعاية الأسرة . أما الدور الإنتاجي فكثيرا ما يرجع إلى الأجر الذي تحصل عليه المرأة لقاء عملها في مؤسسات وقطاعات المجتمع ، بينما يهمش مجهودها داخل الأسرة وخارجها في الأعمال غير المأجورة كما قلنا سابقا . ويقصد بالدور المجتمعي عملها في خدمة المجتمع مثل التحاقها بالجمعيات الأهلية وتقديم خدمات للنساء مثل تعليمهن الصناعات الحرفية، وكذلك قيامها بحملات توعية بأهمية الحفاظ على البيئة وترشيد استخدام المياه ، ومشاركتها في الحياة السياسية من خلال الترشح للانتخابات والمجالس المحلية وغير ذلك . من الملاحظ أن توزيع الأدوار ليس جامدا أو مقتصرا على الجنس بل للشخص الواحد عدة ادوار وقد تكون هذه الادوار مقبولة وقد تكون غير مقبولة إلا أن احدهما يتغلب على الآخر بحسب الظروف ما يؤدي إلى فقدان التوازن بينهما والصراع والاصطدام بين الأدوار. من كل ما عرضناه نستخلص أن تكوين المرأة الجسماني وجنسها لا علاقة له بمفهوم النوع الاجتماعي ، بل أن قيامها بأعمال محددة يرتبط بالمجتمع والبيئة المحيطة والأسرة الذين يرسمون هذا الدور للمرأة ، فإذا ما نظرنا إلى أشهر الطباخين في العالم وكبار مصممي الأزياء النسائية مثلا سنجدهم من الرجال .
|
ومجتمع
النوع الاجتماعي .. المفهوم وتوزيع الأدوار
أخبار متعلقة