طهران/ متابعات:(هذا العالم حيث أنتمي) عنوان معرض فني في العاصمة الإيرانية، امتازت أعماله على اختلافها بأساليب وتقنيات فنية، عكست قدرة أصحابها على خلق أثر فني امتزجت فيه الرموز الشرقية بالغربية، وحكت قصة عائلة إيرانية توارثت الفن عبر ثلاثة أجيال. ففي صالة عرض واحدة، تجمعت أعمال عائلة سينايي بأفرادها الثمانية من الجد إلى الحفيد، حضر بعضهم وغاب آخرون، وعرضوا بعض ما أنتجوا من لوحات وتماثيل وصور فوتوغرافية وأفلام.خطا رب العائلة خسرو سينايي الخطوة الأولى، فاحترف صناعة الأفلام القصيرة في فيينا، وتزوج بزوجته الأولى كيزيلا وهي رسامة مجرية الأصل حضرت معه إلى إيران قبل 43 عاماً، ثم عاشت مع زوجته الثانية فرح أصولي التي كانت هي الأخرى رسامة أيضاً.فما كان من الزوجتين والرجل إلا أن يكملوا المسيرة معاً، وهو الأمر الذي أذهل كثيرين، لينضم إليهم بعد ذلك أربعة أولاد وحفيد احترفوا الفنون على أنواعها.الجد خسرو سينايي شارك بفيلم قصير في المعرض كان من أول الأفلام الإيرانية التي وصلت إلى العالمية، وقال إن الفن جعل إيقاع حياته مختلفا، ورغب في أن يصبح جزءا من حياة أبنائه.اللوحة الأصلية التي حملت عنوان المعرض نفسه رسمتها الزوجتان كيزيلا وفرح أصولي معاً، وقالت أصولي إنها تمثل عالماً واحداً أبدعتاه من عالميهما المختلفين، ومزجتا فيه رموزاً من ثقافتين متفاوتتين، فرسمت بأسلوب المنمنمات الإيرانية واستخدمت الأشكال الهندسية الإسلامية، بينما أضافت كيزيلا لمساتها مستخدمة رموزاً من الثقافة المجرية. وفي مكان آخر من صالة العرض، قميص روى حياة العائلة منذ أكثر من أربعين عاماً، وقالت كيزيلا صاحبة الأثر إن قميصاً كهذا لبسه المحاربون القدامى في أوروبا وكانوا يكتبون عليه صلوات لتحفظ حياتهم. ياسمين وسميرا وألما و سام أبناء خسرو سينايي شاركوا في المعرض كل حسب اختصاصه، وتحدث من تواجد منهم في صالة العرض. ياسمين الابنة الكبرى التي تعشق طفولتها المليئة بالفنون، شاركت بتماثيل نحتتها، معتبرة أنها شقت طريقها بنفسها في مجال أرادت الخوض فيه منذ البداية. أما سام فوصف نفسه بأنه الوحيد في العائلة الذي لم يحترف الفن، لكنه شارك بصوره الفوتوغرافية التي التقطها عبر أسفاره، وقال إنه لا يمكن فصل الفن عن حياته مع عائلته، ولكنه لا يرى أنه أمر ملزم ليسلك الجميع نفس الطريق. الحفيد مسيح بارسايي الذي شارك بأفلام للرسوم المتحركة، تغيب عن العرض وقالت أمه ياسمين على لسانه إنه يعتبر هذه التجربة تتويجا لمسيرة العائلة فكان لا بد من المشاركة.وتعاطت الصحافة الإيرانية مع فكرة المعرض بإيجابية، واتفق العديد من الفنانين الإيرانيين على تميز اللوحات المعروضة التي مزجت بين الثقافات والمدارس الفنية المختلفة، كما أكد الناقد الفني سروج بارسقيان.وقال بارسقيان :(إن الدمج بين المدارس الفنية ودقة اختيار العنصر والتقنية والموضوع في لوحات الزوجتين، عبر عن الفكرة بشكل موفق). كما اعتبر أن الفن صفة وراثية واكتسابية في آن واحد، فالوجود ضمن محيط العائلة وحده لا يكفي، بل لا بد من تنمية الموهبة والعمل على تطويرها. ورأى أن أعمال الجيل الشاب من العائلة لم تكتمل بعد، معتبراً أن المعرض تتويج لتجربة طويلة للجيل الأول.
|
رياضة
معرض يحكي قصة ثلاثة أجيال في إيران
أخبار متعلقة