لبنى الخطيب غادرتنا المذيعة المتألقة والرقيقة أمل عمر بلجون يوم أمس الأحد (30 يناير) إلى جمهورية الهند الصديقة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها، بعد الأزمة الصحية التي ألمت بها مؤخراً وأدخلتها غرفة الإنعاش نتيجة لاضطرابات في كهرباء القلب،و ألزمتها فراش المرض، وأبعدتها عن شاشة التلفزيون لثلاث حلقات متتالية حتى الآن افتقدها فيها جمهورها الطيب والمتابع لبرنامج ( مراسيل ) الذي يبث عصر كل يوم خميس من قناة عدن الفضائية ،وفيه تقدم التهاني والأماني الطيبة من المشاهدين لكل أحبتهم .قدمت أمل بلجون هذا البرنامج لأكثر من سبعة عشر عاما،وحمل اسم (مع المشاهدين) ثم ( تهاني و أماني)، ولم تغب عن جمهورها المشاهد إلا أثناء إجازاتها ، ولكن هذه المرة مختلفة وأتمنى أن لا يطول غيابها وتعود بالسلامة وبصحة جيدة لتتواصل مع جمهورها ومحبيها عبر شاشة عدن التي لم تعرف سواها.و لتعودي يا ( ماما أمل ) معافاة لأهلك ومحبيك يا من تميزت بالتواضع والبساطة والطيبة وحب الآخرين، وتسعدين كثيرا بإسعادك لهم ، والوقوف معهم وفق إمكانياتك، وخير بلسم لهم دائما ابتسامتك التي لا تفارق شفتيك أبدا.أمل أنت من تواسي الأهل والصديقات والأصدقاء وقت الشدة و تشاركهم فرحتهم أيضا ، وجدت الآن من يقف معك في أزمتك الصحية مؤخرا ويارب تكون الأخيرة ، وأشعرتك تلك المشاعر الفياضة منهم بالسعادة وخففت من ألمك. وكم كانت لحظة طيبة حين تواصلت معك الزميلة خلود الخيطة مقدمة برنامج مراسيل في غيابك عنه وللأسبوع الثالث، وأنت عادة من تستقبلين مكالمات المشاهدين، وهاتفتك خلود من الاستديو ومباشرة على الهواء وأسعدت مشاهديك وأصدقائك بسماع صوتك عبر الأثير واطمأنوا عليك، وشاكرة فيه كل من وقف معك في محنتك هذه. وعند أول حلقة من البرنامج تغيبين فيها حرص الكثيرون على السؤال عنك هاتفيا من داخل اليمن وخارجها، وكم غص بيتك بالكثير من الزوار للسؤال عن صحتك، وهناك من حمل باقات الورود ـ ومن لم يعرف سكنك حملها إلى مبنى التلفزيون لتوصيلها لك بواسطة ابنك أو الزملاء. و تأكد لك حرص المشاهدين المتصلين بالبرنامج قبل تقديمهم لتهنئة أحبتهم بالسؤال عنك والدعاء لك بالشفاء العاجل ،لأنك ضيفة عزيزة على كل أسرة متابعة للبرنامج ودون استئذان دخلت قلوبهم بحنكتك في تقديم البرنامج والتواصل مع المستمع وكأنه شخص من أفراد أسرتك وبكل حواسك تخاطبينه، وبملاحظتك الدقيقة وتمرسك في العمل تميزين صوت بعض المشاهدين قبل ذكر اسمه.أنت يا من عرفت بـ (ماما أمل) وتسعدين بمناداتك به ومن مختلف الأعمار، وتشهد لك الأجيال التي تابعت برنامجك الأسبوعي (نادي الأطفال ) قبل أكثر من عقدين من الزمن في القرن العشرين الماضي، كان الأطفال يتسمرون أمام شاشة تلفزيون عدن وقت المغرب لمتابعة البرنامج بكل اهتمام لتلقي المعلومة المفيدة والتعرف على مواهب جديدة برزت من خلال البرنامج. ولم يقتصر تقديمك على هذا البرنامج بل قدمت الكثير من البرامج الاجتماعية والثقافية وقرأت نشرات الأخبار.والإعلام عشق لا ينجح فيه إلا موهوب ومحب لهذا العمل الجميل والممتع ونجحت فيه، وجنيت منه ثروتك الحقيقية (جمهورك الطيب)، بصوتك المميز وقراءتك الجيدة، واكتسبت كثيرا من المهارات المهنية بعملك مع جيل سبقك من الكبار (المذيعتين فوزية باسودان وفوزية غانم والمذيع فيصل باعباد) كما تأثرت كثيرا بشقيقك الشهيد عبدالرحمن بلجون الغني عن التعريف في تاريخنا الإعلامي، و كذا شقيقك محمد عمر بلجون الصوت الذي صدح من إذاعة عدن ومنه واصل مشواره من إذاعة هولندا، والمَلَكةُ الإعلامية في جيناتكم بالتقديم والإلقاء يا أبناء بلجون. وهنا اسرد موقفاً جميلاً لأمل بلجون في مساعدة زملائها من المحررين والمنفذين الإذاعيين أثناء مشاركتهم في دورة تدريبية بالإنتاج الإذاعي الرقمي في مايو 2009م التي نفذها معهد التدريب والتأهيل الإعلامي بعدن بالتعاون مع إذاعة صوت ألمانيا ( دوتش فيلا ) ـ وفي ختام الدورة على الزملاء المحررين والمنفذين المشاركين فيها ، تسجيل برنامج إذاعي (المجلة الطبية ) وجمعوا المواد و بحاجة لصوت مذيع لقراءة فقرات المجلة وهم في حيرتهم تدخل تلك اللحظة ممر استديوهات الإذاعة المذيعة أمل وطلبوا منها تقديم فقرات المجلة لانجاز برنامجهم العملي في الدورة ، وقرأت فقرات البرنامج من المقدمة حتى النهاية وربطها بين فقرات المجلة التي منها الاستطلاعات الميدانية ، وبكل حنكة واقتدار وبصوتها المعبر، ولحظتها كنت أنا في استديو البرنامج الثاني - إذاعة عدن وبرفقة الأصدقاء المدربين الألمان و كم أشادت بها المدربة الألمانية (جوتا فمهوف)، إذ أخذت أمل مواضيع المجلة المعدة و دخلت استديو رقم (3) لتقديمها دون قراءة مسبقة أو اطلاع على ما بين يديها من فقرات، وهذه ميزة المذيع المتمكن وشهادة حق و تقدير بسيط وحقيقي وعلى لسان مختصة ومدربة أجنبية، ورغم أنها لا تجيد اللغة العربية، ولكن باستماعها لصوتها ومخارجها للحروف شدتها للاستماع لها وتقييمها الحقيقي بأنها مذيعة مقتدرة ، وقبلها كانت الإعلامية نبيلة حمود قدمت فقرات البرنامج الآخر للمجموعة الثانية من المتدربين وأشادت بها أيضاً المدربة الألمانية، ،وهذا تقييم حقيقي من اختصاصية في المجال الإذاعي ومن الوهلة الأولى لتقديمهما لفقرات البرامج وحضورهما، وليس بغريب عليهما هذا التقييم فالإعلاميتان نبيلة وأمل قامتان مشهود لهما بالعمل خلف الميكرفون وغنيتان عن التعريف، مع اعتزازي وتقديري للزملاء والزميلات الذين يتسيدون خلف الميكرفون بمهارات اللغة العربية وفنون الإلقاء والحضور الممتاز .تمنياتي وكل محبي أمل بلجون لها بالشفاء العاجل و(سفرة سعيدة) وعودة حميدة لبيتها وأفراد أسرتها وأصدقائها وأحبتها من مستمعين ومشاهدين .كما ندعو الله العلي القدير أن يمن بالشفاء العاجل عليك أنت يا أمل عمر بلجون وعلى الفنانين الكبيرين عبدالكريم توفيق وجمال داؤود من الأزمة الصحية التي ألمت بهما مؤخراً متمنية لهم دوام الصحة والعافية.
|
رياضة
سلامات سلامات .. يا (ماما أمل)
أخبار متعلقة