فن تشكيلي
د/ زينب حزاميعد التشكيلي نبيل محمد النمر فناناً صاعداً نحو قمة الإبداع الفني، ومن المهتمين بتطوير حركة الفن التشكيلي اليمني، وقد حرص على تعلم مبدأ الفن التشكيلي الحديث وله عدة معارض فنية محلية وخارجية، ولكنه أصبح مغرماً بكل ما هو جديد من فكر وفن واجتماع، وهو يبهر من يلتقيه بثقافته الفنية التي تشمل مختلف الجوانب ويعمل حالياً موظفاً في هيئة الاستكشافات النفطية.الفنان التشكيلي نبيل النمر من المؤمنين بالتقدم إلى الإمام في حركة الفن التشكيلي ورغم ذلك يتمسك بالتراث والمحلية في معظم أعماله الفنية، وخاصة الرسومات التي تتعلق بالقطع الأثرية والمواقع الأثرية، والتاريخ اليمني القديم والحديث وهو يبحث باستمرار عن كل جديد في مجال الفن التشكيلي اليمني والعالمي، حتى إننا نشعر وكأن لوحاته لا تغذي البصر وحسب بل تتجاوز الإحساس وتجعلنا نتذوق جمالها الفني ..يوصف الفنان التشكيلي اليمني نبيل النمر بأنه فنان ملتزم، ويعتبر الواقع الاجتماعي اليمني وبالذات الأحياء والأسواق الشعبية والتاريخ مصدر إلهامه الفني .. والفنان النمر من مواليد تعز 1973م، دبلوم فنون تشكيلية (معهد جميل غانم للفنون الجميلة عدن) 1999م ـ 2000م حاصل على دورتين في الفنون التطبيقية والأعمال الجدارية شارك في أكثر من عشرين معرضاً فنياً محلياً وخارجياً.حائز على المركز الثالث في الفنون التشكيلية 2001 ـ 2003م جامعة عدن حائز على المركز الأول في مسابقة الأسبوع الثقافي الثاني جامعة عدن 2002 ـ 2003م شارك في مسابقة رئيس الجامعة شباب في الفنون التشكيلية 2001 ـ 2002م. شارك في مسابقة المركز الفرنسي الألماني اليمني في الفنون التشكيلية .حائز على شهادات تقديرية عديدة.[c1]التقدم إلى الأمام[/c]الفنان التشكيلي نبيل النمر، يمتلك من الأحاسيس ما يجعله يقظاً وعلى استعداد كامل لمواجهة الصعوبات والعراقيل التي تعترضه في عمله الفني، أي التجاوب معها إبداعياً ـ وبعبارة أخرى يترك المجال للنقاد ويستفيد من ملاحظاتهم الفنية.ويقول: أنا شخصياً أشجع النقد الفني البناء، ومؤمن بفكرة التقدم إلى الأمام. ولكنني ضد القهر والعنف وعلينا نحن كفنانين ومثقفين مقاومته بكل السبل ومنها الفن والفنون.[c1]تجربة فنية تحتوي على فلسفة عميقة[/c]يقول الفنان التشكيلي نبيل النمر، أنا من بيئة شعبية، عشت معظم حياتي في المناطق ذات النكهات الشعبية، وأنا أفضل رسم العادات والتقاليد اليمنية والمدرجات الخضراء وأشجار البن، ورسم الحكايات والأساطير والحكايات القديمة والتاريخ ماضٍ مهم جداً لكل شعب ولكل إنسان، فليس هناك حاضر دون ذلك الماضي، وليس هناك مستقبل لهذا فالماضي حاضر ومستقبل ايضاً، وهذا لا يتناقض مع فكرة التقدم التي تحدثت عنها قبل قليل، والمسألة ببساطة هي إننا لا يمكننا بناء بيت ولو بسيط دون ركائز أولية نغرسها بالتراب، وكذلك المستقبل لا يأتي دون الاستفادة من الماضي.[c1]التأثير الجمالي [/c]إن اللون الذي يتذبذب كالموجة الصوتية عند هذا الفنان وكذلك العناصر الزخرفية المضاءة بالفوانيس والموسيقى قادرة على إيصال المكنون الإنساني التصوفي والإيماني عنده، بإيحائية شاملة إلى كل القلوب، وهي قادرة بذلك على الوصول إلى جواهر القوة الداخلية المؤثرة القابعة في عمق العمق من الروح البشرية، وبانعكاسها ـ تهللاً وتفاعلاً ـ على الوجوه المستقبلة لإبداعاتها، وتصبح الاستجابات للناس المتلقين، دافعاً قوياً لاستمرار البحث عن وسيلة يمكن من خلالها التمتع بالتذوق الجمالي والفني في التعامل مع الأشياء والعناصر والناس والمشاعر، وهنا يمكن معرفة السر في التطور الدائم الذي أتوقع له أن يتواصل في تجربة الفنان التشكيلي النمر هذه التجربة التي تفيض بالنضج والخبرة الفنية.لذلك نؤكد أن الفنان التشكيلي اليمني نبيل النمر، فنه يتغلغل في المساحات الكبيرة من جدران وأعمال الزخرفة والنقوش التي تتميز بالطابع الشعبي اليمني وهذه حقيقة يوافق عليها كل من يقف أمام إبداع هذا الفنان الذي ربط الإبداع بالتراث والتاريخ والسيكولوجية الشعبية.[c1]المحصلة[/c]إن التأمل الواعي لأعمال الفنان التشكيلي نبيل النمر، وأعمال الزخرفة التصوفية التشكيلية واللونية والحركية يصل بنا إلى الإدراك العقلاني لدور الزخرفة عنده في التعبير عن الإنسان وعن ولاء الإنسان وارتباطه بالأرض والتاريخ والتزامه بالوطن والتراث والتقاليد والقيم عبر فهم جديد لكل هذا وهو من وراء ذلك أي اعتماده على الاتشاح بالزخارف ـ يقودنا إلى الإدراك ومعرفة مالا يمكن معرفته بالبساطة والتلقي المباشر.ويقول الفنان التشكيلي نبيل النمر:لست أشك في أن الفن قوة كبيرة فإنه بوسائله السحرية في اختراع الرموز وقدرته العجيبة على إيجاد الحلول الخالية خيالية حقاً ولكنها مقنعة للنفس يستطيع الفنان التشكيلي أن يقدم للمشاهد المساعدة في تنظيم عواطفه المضطربة وتحديد نزعاتنا ومواقفنا من مشاكل الحياة اليومية.ويطلق الفنان نبيل النمر دعوته الجادة للفنان التشكيلي إلى الخروج من عزلته والنزول من برجه العاجي، ليواجه مشاكل الحياة اليومية، وبالذات مشاكل ارتفاع الأسعار التي أرهقت ذوي الدخل المحدود نتيجة الأزمة العالمية بعد أحداث 11 سبتمبر، وما يعانيه الناس من أزماته النفسية ووضع الحلول الجادة لها من خلال الفن التشكيلي الحر.ويضيف قائلاً: أن الفن الذي يصور المثل الأعلى للجسم الإنساني الجميل، كما في الفن الإغريقي، هو في الواقع المثل الأعلى للرجل الرياضي وليس للفنان.الفن لزخرفي ـ وهذا يبدأ بأشكال يوضح استعراضها في العقلانية أنه يرفض الاصطناع والتكاليف كما يرفض الايفال في الإغراب أو الغموض المصطنع .. ذلك أنه من البداية كان يدعو إلى التوازن في الفن بين العقل والعاطفة بين المعمار والغناء. وينادي إلى التكامل بين الاتجاهات التي تعتمد على العنصر العقلي المجرد والاتجاهات التي تقوم على نزوات الخيال الجامح أو العناصر النفسية واللا شعور .. فهو يؤمن أن الحياة تقوم على التفاعل بين الجوانب المتناقضة التركيب والعناصر المتباينة .. وفي سبيل تدعيم وجهة النظر نجده يستشهد بكلمات الفنان (هري مور) حيث يقول: إن عناصر التصميم المجرد ضرورية جداً لقيمة العمل الفني ولكنه في رأيي: أن العناصر الإنسانية النفسية المجردة في أي عمل فني كان لها دون شك معنى أعمق وأكمل.النمر فنان قادر على تقديم كل جديد في عالم الفن التشكيلي مع وضوح جانب النمر في عمله الفني، وربطه بين المذهب السريالي والتحول الاجتماعي.