فن تشكيلي
[img]img_1862.JPG[/img]تجارب الفن لا تعرف حدوداً ونحن في صحيفة (14 أكتوبر) نقدم نموذجاً من المبدعين في العمل الفني التشكيلي ، حيث يجد المشاهد لهذه الأعمال الفنية متعاً من الخيال والسفر إلى الذاكرة يشدنا إليها حنين دائم التجدد لا يتأخر بالزمن ولا يخبو مع مرور الأيام. ونلتقي في حنايا هذه الأعمال الفنية تجربة الفنان وائل ياسين عبده عبدالحق ، حيث نشاهد في أعماله الفنية الخيال الحر والبراءة الصادقة ومناظر من الطبيعة اليمنية الفنان التشكيلي اليمني وائل ياسين عبده عبدالحق من مواليد عدن 1986م ، عضو في بيت الفن عدن ، خريج معهد جميل غانم للفنون الجميلة فن تشكيلي 2009م له عدة مشاركة في معرض نحت البورتريهات لطلاب معهد الفنون 2007م وكذلك مشاركة في معرض حفل تخرج جامعة العلوم والتكنولوجيا 2006 - 2007م. كما شارك في معرض عيد الاستقلال في 30 نوفمبر 2007م وله معرض بعنوان (بالكتابة الجميلة) 2008م ، كما شارك في معرضين للفنانين التشكيليين الشباب الدورة الأولى 2008م والثانية 2009م. كما حاز على الجائزة الأولى لأيام الشباب التعبيرية 2009م وحاز على العديد من الشهادات والجوائز . [img]img_1864.JPG[/img]يقول الفنان وائل ياسين عن الفن والثقافة.. عدن هي مصدر الوحي الفني عندي وقد علمتني أن مسالة الفن والثقافة هي موقف وطريق قبل أن تكون مهنة واعترف بأن أعمق صداقاتي على مدى العمر ولدت في أحضان الحميمة عدن وهذا ما يشدني إلى رسم مناظرها الطبيعية من الجبال والبحر والنوارس والقلاع والصهاريج والأحياء الشعبية والمواقع الأثرية وحبي لوطني اليمن علمني أن أقيم نفسي تقيماً حقيقياً وعادلاً جعلني اعرف ما أنجزته وما علي انجازه ساعدني في أن أكون أرضية ثقافية شاملة بالاطلاع على ما يكون من الفن القديم والحديث والاستفادة من كل ما يمكن أن يعمق ويغني تجربتي الفنية وتبقى حكاية التواصل مع الآخر المتلقي ، وهي حلم كل من يعمل في مجال الفن ، لان مادة الفن والإبداع تكونها حاجة الفنان والمبدع للتواصل مع الآخر ، وأنا اعتقد أن أي صورة في مخيلة الفنان تظل أجمل من أي صورة مادية لها على سطح اللوحة ، وهذا بالنسبة للشخص المبدع. ويواصل الفنان التشكيلي وائل ياسين : كنت احلم بلوحة تستطيع أن تخاطب بجمالياتها شريحة أوسع من الناس لوحة تستطيع تجاوز مجموعة الجمهور الذي يتكرر في حفلة الافتتاح لأي معرض. وبطبيعة الحال ، عندما يستهويني ما في الشارع أو ما في مكان ما ينطبع في ذاكرتي ويتحرك في المخيلة خلال العواطف الغامضة التي جعلته يثير اهتمامي دون غيره من مئات الوجوه التي مررت بها وهناك في المخيلة ينتقل من حدث يومي مباشر إلى فكرة للصورة ثم إلى شكل يعبر عن الصورة وهناك يصبح اقرب إلى اللوحة وأنا اعتقد أن أي لوحة أحققها هي حالة من حالات الصورة المتحركة في المخيلة ، قد انجح في إعطائها صورتها المادية على سطح اللوحة بواسطة الخط واللون والمساحة أو افشل ، فتعود اللوحة إلى الأبيض. ابدأ باللون يملأ سطح اللوحة وينزف ثم أحاول استنباط التشخيص من تلك الفوضى اللونية المتحركة بحذف الأشياء الأقل أهمية وتأكيد الأهم لفكرة اللوحة البصرية ثم هناك بعض التفاصيل والرموز التي غالباً ما تكون خاصة بي وبأشياء حميمة في حياتي ، أظل اعمل وسط هذا الصراع بين العقل والعاطفة حتى اشعر أن نسيج مكونات اللوحة قد اكتمل واقترب من صورة المخيلة وصار من الممكن لتلك اللوحة أن تقدم نفسها للناس عندما تنتهي علاقتي بها وتبدأ علاقة بالآخر. [img]img_1865.JPG[/img]لياقة الفكر.. تألق الوجدان والفنان وائل ياسين يتمتع بالقدرة على الوقوف على العلاقات التي تبزغ في الواقع من حوله مهما كانت تلك العلاقة دقيقة ومستخفية وهو لا يختار موضوعاته وإبداعاته بل هي التي تختاره وتناديه ، لكي يفصح عن أسرارها المكنونة لثقتها في حسن تعبيره وأدائه وبساطته تلك البساطة التي تجعلك تبرع إلى الفرشاة حاسباً في نسفك القدرة على مجاراة الفنان من الإبداع ولكنك سرعان ما تكشف عجزك التام فالبساطة في إيحاء الفنان ليست وليدة التجارب الأولى كما سيلقى في روعك للوهلة الأولى ، بل هي وليدة سنوات وسنوات من العمل والمثابرة وتعلم أبجديات التشكيل وامتلاك نقة الإتقان وحب المغامرة والسفاري والترحال في أنحاء اليمن. البحر .. دائما الم أخبركم عن ولع الفنان الشديد بالبحر؟ ها قد امتد تأثيره ايضاً إلى هذا المنعطف في تجربة الفنان ، وكانت إحدى النتائج هذا العمل الذي استمد فلسفته من البحر واخذ يقدم لوحاته الفنية المتميزة بروعة المنظر وجمال الألوان ، حيث نجد فن لوحته عن البحر ، وهي عبارة عن شكل حائطي مستطيل أفقي ويشمل التصميم على جزأين الجزء الأول هو الذي يمثل الخلفية المعالجة بمستويين في الترجيع، المستوى الثاني ترصع بقطع حجرية صغيرة ومتفاوتة في الحجم ، تزداد كثافتها مرة أخرى حول الشكل الذي يتوسط المساحة والمعالج ايضاً بالقطع الخزفية الصغيرة غير المنتظمة مع اختلاف الدرجات اللونية واختلاف التهيم ايضاً يوحي بتأثيرات تراثية أو بقايا أشكال من حضارات سابقة. وآخر ما يطالعنا في هذه الجولة الرائعة لوحة “ تضامن العمال “ وهو عمل فني رائع يعبر عن جملة تشكيلية خاصة داخل تصميم العمل وتتبادل الألوان والدرجات في حوارهما بتوافق وتضاد ويعبر هذا العمل عن رؤية لإيقاع بين قيمة الحركة والسكون في درجات الأحمر والأبيض والأسود والأزرق .. وكيف تتوافق الألوان داخل اللوحة الفنية تحتوي هذا العمل الفني القيم.