في افتتاح أعمال المؤتمر الفني الـ(17) لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب بصنعاء
صنعاء/سبأ: أكد الدكتور علي محمد مجور، رئيس مجلس الوزراء أن التعاون والتكامل العربي هو الحل الأمثل للاستفادة من القدرات الموجودة في الوطن العربي خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية المتمثلة بأزمة الغذاء والارتفاع العالمي لأسعار المواد الغذائية .وفي افتتاح أعمال المؤتمر الفني الـ (17) لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب أمس بصنعاء تحت شعار( التكامل العربي في مجال تطوير واقتصادية الزراعة العضوية العربية) قال رئيس الوزراء:« لا يمكن للأمة العربية مجابهة أزمات الغذاء وارتفاع الأسعار الا من خلال التكامل في سبيل الوصول الى امن غذائي عربي وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من الهيمنة الخارجية التي تتخذ الغذاء اداة لبسط سلطتها ونفوذها»، موضحا ان الأمة العربية تمتلك قدرات كبيرة في جميع المجالات لكنها لازالت مجزأة ومتناثرة بين الأقطار وتتفوق بعضها في عدد من الجوانب وتنقصها بعض الإمكانات في أقطار أخرى مما يحول دون الاستفادة منها بالشكل الأمثل.وأضاف:« ان اليمن كانت قدراتها في كل المجالات مجزأة حينما كان يعرف بشطري اليمن في الشمال والجنوب وبتحقيق الوحدة المباركة في الـ22 مايو عام 1990م توحدت كل الطاقات واصبحت في ظل دولة الوحدة اكثر فعالية وقوة وأكثر قدرة على العطاء» ، مؤكدا أهمية ايجاد تكامل عربي في مختلف المجالات خاصة الفنية التي ترتبط بعملية البناء والتطور والتنمية في الوطن العربي لتجسيد حلم الأمة في التعاون والتكامل بين قدراتها بما يُمكن من الاستفادة المثلى منها ويلبي تطلعات شعوب الأمة العربية .وأكد الدكتور مجور ان تحقيق التكامل العربي لا يقتصر على الحكومات العربية ومؤسساتها فقط بل هو مسؤولية الجميع بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني.. مشيرا الى ان تلوث المنتجات الزراعية بالكيماويات والمشاكل الناجمة عنها اصبح واحدا من القضايا التي تشغل المواطنين وصناع القرار معا لما له من ارتباط وثيق بحياة الناس وغذائهم ومستقبل الأجيال القادمة .وقال « ان البيئة هي البيت الكبير الذي نعيش فيه جميعا ومهام الحفاظ عليها مسؤولية الجميع افرادا ومؤسسات دولة ومجتمع مدني وقطاع خاص باعتبار البيئة ملك الأجيال القادمة» ، مشدداً على أهمية تضافر الجهود للحفاظ عليها وحمايتها من مخاطر الاستخدام المفرط والعشوائي للمواد الكيماوية في العملية الزراعية .وأكد رئيس الوزراء أهمية ان يقف المؤتمر على مواضيع حيوية ترتبط بواقع الامن الغذائي العربي والتحديات التي تواجهه بالاضافة الى موضوع الزراعة العضوية التي تمثل توجها صائبا للحصول على منتج غذائي طبيعي وخال من المواد الكيماوية التى تؤثر على الانسان والبيئة المحيطة به ، معتبرا أن انعقاد المؤتمر دليلا على الدور الذي يمكن لهذه المؤسسات ان تلعبه في تحقيق التكامل العربي المنشود ، متمنيا لفعاليات المؤتمر ان تكلل بالنجاح والخروج بتوصيات علمية وعملية تحقق الأهداف المنشودة في مجال الامن الغذائي.من جانبه أشار وزير الزراعة والري الدكتور منصور احمد الحوشبي الى أهمية المؤتمر كونه يناقش الزراعة العضوية وأهميتها لسلامة الأمن الغذائي في الوطن العربي ، مبينا ان انعقاد المؤتمر يأتي في ظل التوسع في استخدام المبيدات الكيماوية في العملية الزراعية بهدف زيادة الانتاجية وما افرزه ذلك من أضرار بيئية وصحية خطيرة ، معتبرا الزراعة العضوية ومكافحة الآفات الزراعية باستخدام أساليب مكافحة حيوية أبرز العوامل المساهمة في الحفاظ على الحياة البيئية والصحية ، وقال: “المبيدات الحشرية كارثة تهدد الإنسان والبيئة بشكل عام ولتفاديها يجب استخدام بدائل زراعية مناسبة باستخدام الطرق التقليدية في العملية الزراعية» .وتطرق الوزير الى أضرار المبيدات نتيجة استخدامها بطريقة عشوائية في العملية الزراعية ، مستعرضا دور وزارة الزراعة في الحد من مخاطر المبيدات وأضرارها من خلال خفض واردات اليمن من المبيدات من 1024 نوع من المبيدات الى 400 نوع خلال العام الماضي ، متوقعا انخفاضها الى أقل من 200 نوع نهاية العام الجاري.وأكد الوزير الحوشبي أهمية المؤتمر ودوره في فتح آفاق جديدة للقطاع الخاص للاستثمار في المواد العضوية المستخدمة في الزراعة بدلا من المبيدات الكيماوية .
ورحب بالاستثمارات الزراعية سواء في الأسمدة العضوية أو المكافحة الحيوية وكذا شركات الري ومستلزمات العملية الزراعية وبما يسهم في ايجاد قاعدة صناعية زراعية متخصصة في هذا المجال تهدف الى توفير الأمن الغذائي في اليمن ، لافتا الى ضرورة ايجاد تكاتف عربي يسهم في التغلب على المتغيرات التى تطرأ في العالم خاصة الاقتصادية ومنها ارتفاع أسعار الغذاء.الأمين العام لإتحاد المهندسين الزراعيين العرب الدكتور يحيى بكور، اكد من جهته أن المؤتمر يأتي ضمن سلسلة المؤتمرات الفنية الدورية التى تعزز من التكامل العربي ورفع مستوى التعاون الاقتصادي الى اتحاد عربي جمركي والى سوق عربية مشتركة ثم الى وحدة اقتصادية عربية تحقق طموحات الأمة وتطلعاتها ، لافتا الى أهمية استثمار القدرات العربية الكامنة في مجالات تطوير إنتاجية القطاع الزراعي في الوطن العربي وصولا الى تحقيق مستويات متقدمة من إنتاجية المحاصيل الزراعية لتأمين الغذاء .وأشاد الدكتور بكري بجهود اليمن ونقابة المهندسين الزراعيين اليمنيين لدعم جهود الإتحاد و وما حققته من انجازات بمجال الزراعة والري وصولا الى مجالات متقدمة في تحقيق الأمن الغذائي.وكان نقيب المهندسين الزراعيين اليمنيين المهندس عباد محمد العنسي قد القى كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر، مستعرضا جهود النقابة ودورها في ايجاد فرص عمل لمنتسبيها وايجاد موارد تمكنها من تحقيق هدفها المنشود، وقال: “ تقدم النقابة رسالة تنموية هادفة تتمثل في إحياء التراث الزراعي اليمني والعربي بكل طرقه وأساليبه التقليدية بالإضافة الى ايجاد ثقافة استثمارية زراعية وتفعيل دور الشراكات لوضع سياسات ناجحة وبرامج متكاملة تسهم في ادارة الأزمات الاقتصادية والغذائية والبيئية وايجاد استقرار اقتصادي اجتماعي سياسي في شتى المجالات”.وشدد عباد على أهمية الشراكة مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والجهات المانحة والغرف التجارية والصناعية والقطاع الخاص ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام وقنواته المختلفة الى جانب الشراكة مع المرأة ، لافتا الى ان المؤتمر جاء كمقدمة من أجل حماية الإنسان من مخاطر انتشار أمراض خطيرة مثل السرطان نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات الكيماوية في الزراعة الى جانب اجراءات حماية المياه وخاصة الجوفية من ملوثات السموم وحماية التربة وتحقيق معدلات أقل من الانبعاث الغازي. رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي عبدالكريم العامري أشار في كلمته الى أهمية المؤتمر في مناقشة قضية هامة وأساسية تتمثل في الزراعة العضوية ، موضحا أن المؤتمر يعد منبرا هاما للمهندسين الزراعيين ولكافة المعنيين بالقطاع الزراعي العربي لتدارس أهم قضايا هذا القطاع لتفعيل دوره في تأمين الأمن الغذائي .وأعتبر العامري المؤتمر فرصة للهيئة للوقوف على مستجدات الزراعة العضوية ، مستعرضا عددا من الأنشطة والاستثمارات التى تنفذها الهيئة في عدد من الدول العربية من ضمنها اليمن من خلال مشاريع بمجال انجاح الزراعة بدون حرث في ظروف مختلفة ، مبينا ان هذه التقانات حققت نجاحات ملموسة وذات إنتاجية مجدية .فيما دعا رئيس نقابة تجار المواد الزراعية عبد الخبير محمد العامري في كلمته الى رفع مستوى الإنتاج الزراعي العربي وتحسين جودته من أجل تحقيق أعلى قدر من الأمن الغذائي العربي ، لافتا الى أهمية تفعيل الدور الهام للمهندسين والخبراء الزراعيين والرجوع إليهم واعتماد ما يقومون به على أراض الواقع وتبادل الخبرات الهندسية بين الدول العربية الى جانب تدعيم اطار البنى التحتية المتمثلة في مراكز أبحاث ومختبرات عالية المستوى ومزودة بأحدث التجهيزات وكذا تبني استراتيجية تدفع بعملية الاستثمار في مجال الزراعة وتشجيع الزراعيين والصناعيين الزراعيين وتحقيق مطالبهم .عقب ذلك بدأت جلسات اعمال المؤتمر، حيث ناقشت جلسة العمل الأولى 5 أوراق عمل مقدمة من عدد من المشاركين والباحثين العرب تناولت أهمية الزراعة العضوية في تنمية الصادرات العربية والزراعة العضوية في الدول العربية - الأفاق والمعوقات وواقع ومستقبل الزراعة العضوية في العالم العربي.واستعرضت الجلسة جهود وتوجهات المنظمة العربية للتنمية الزراعية لتطوير ودعم الزراعة العضوية في الدول العربية ,وكذا توجهات الهيئة العربية لتوظيف الاعتبارات البيئية للزراعة بدون حرث في الانتاج الزراعي العضوي بالمنطقة العربية .فيما ناقشت جلسة العمل الثانية 6 أوراق عمل تمحورت حول أثر الزراعة العضوية على جودة المنتجات الزراعية والحفاظ على خصوبة التربة والبيئة النظيفة .كما تم التطرق الى رفع خصوبة التربة تحت نظام الزراعة العضوية وتدوير المخلفات الزراعية وإنتاج الكمبوست بالإضافة الى تدوير المخلفات العضوية لانتاج الأسمدة العضوية وكذا تقليل تراكم النترات في نباتات الخس باستخدام المخصبات الحيوية .ويتناول المؤتمر على مدى أربعة أيام 38 ورقة وبحثا من عدد من الدول العربية تناقش عددا من المحاور أهمها واقع ومستقبل الزراعة العضوية في الوطن العربي ,والزراعة العضوية وأثرها على الامن الغذائي العربي وخاصة المحاصيل الاستراتيجية،واثر الزراعة العضوية على جودة المنتجات الزراعية والحفاظ على خصوبة التربة والبيئة النظيفة .كما يناقش المؤتمر أسس ومعايير اقامة الزراعة العضوية في الدول العربية وضرورة انسجامها مع المقاييس الدولية الاساسية الموضوعة من قبل الاتحاد الاوربي ودور الهيئات الحكومية والشعبية والمنظمات في تشجيع الزراعة العضوية ,وكذا تجارب الأقطار العربية في مجال الزراعة العضوية.المؤتمر يشارك فيه 70 باحثا من الدول العربية ويهدف الى الوقوف على واقع الزراعة العضوية في الوطن العربي وكيفية تطويرها وتنسيق الجهود الشعبية والرسمية لتشجيع الزراعة العضوية واعتمادها كخيار بديل للزراعة باستخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية التى تشكل خطرا على البيئة والصحة وسيرافق أعمال المؤتمر عقد اجتماعات الدورة الـ 37 للمجلس الأعلى لإتحاد المهندسين الزراعيين العرب .حضر افتتاح المؤتمر المهندس محمد الشدادي ، نائب رئيس مجلس النواب والدكتورة أمة الرزاق علي حمد ، وزير الشئون الاجتماعية والعمل والدكتور فتحي خليفة ، رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب وعدد من المسؤولين.