انطباعات الوفد الإعلامي عن زيارته للمملكة العربية السعودية
الرياض /عبد الكريم عبد الله الشعبي :استقر الأمر على اختيار مجموعة من الزملاء الصحفيين بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) للمشاركة في دورة تدريبية صحفية في المملكة العربية السعودية تضم أربعة عشر كادرا إعلاميا من الإدارات المختلفة.توجهتا جميعا وفق ما هو مخطط لنا إلى مطار صنعاء الدولي بعد أن تجمعنا من محافظات مختلفة في العاصمة وكانت الانطلاقة الأولى لنا من ميدان التحرير حيث أقمنا نحن الوافدين من محافظات عدن والمهرة وحضرموت على إحدى الحافلات صوب مطار صنعاء.حضورنا كان موفقا واجتمعنا خلال ساعة واحدة لنكون فريقا واحدا لننطلق على أثره للبدء بإجراءات السفر والدخول الى صالة المسافرين وماهي الا لحظات وإذا بنا نهرول الى الطائرة المقلة لنا الى مدينة الرياض التي هي مقصدنا في الأخير مكان انعقاد الدورة ماهي إلا ساعة ونصف الساعة حتى هبطنا من على السلم وكان في انتظارنا ممثل وزارة الثقافة والإعلام السعودية المستضيفة لنا في هذه الدورة.. اتبعنا الإجراءات اللازمة للمعاملة لدخول الأراضي السعودية وبعد خروجنا من صالة المعاملة إذا بزميلنا مدير مكتب وكالة (سبأ) للأنباء الأخ العزيز عارف الدوش يقترب منا ويصافحنا فردا فردا والابتسامة تملأ وجهه ويرحب بناء ويعرفنا بسائقي السيارتين المخصصتاين لنا (مفرغتين لنقلنا من والى المعهد والفندق والقيام بالزيارات الميدانية في مدينة الرياض ويقول هذا أبو عبدالله وهذا ابراهيم ) بدأنا نتبادل الكلمات ونمزح ونتعرف على الأماكن والمواقع والشوارع ونحن في طريقنا إلى فندق صلاح الدين الواقع في شارع الملك عبد العزيز للإقامة فيه كان الترتيب أكثر من رائع..الشوارع الواسعة والنخيل المزروعة على جوانب الشوارع مزينة بالإضاءة المختلفة والتي أعطتها بريقا وجمالا لتضيف جمالا إلى الجمال وهبها الله لها..الجسور المعلقة المتشابكة والمزدوجة تشكل لوحة بديعة تتحدى الطبيعة، المدينة متناثرة الأطراف، الأعمال الإنشائية لم تتوقف هنا وهناك الكل يعمل وبدون ضجيج ، الآلات تنحت في الصخور لتشيد على أنقاضها مباني شركات ومؤسسات ومنازل لايزيد ارتفاعها عن دورين بهدف التوسع الأفقي في الصحراء. وصلنا إلى الفندق في ساعة متأخرة وصرفت لنا مفاتيح الغرف لكل منا غرفة وضعنا أمتعتنا وأخذنا قسطا من الراحة.. تعرفنا على غرف الزملاء ليسهل إيقاظ الجميع في الصباح ،كان علينا ان نستيقظ في الصباح لتناول وجبة الإفطار في الفندق والذهاب إلى معهد الأمير احمد بن سلمان المخصص لإقامة الدورة التدريبية وهو حديث النشأة (2004م )إلا أن الإمكانيات التي يمتلكها تفوق كل التصورات فهو مجهز بأحدث الأجهزة ويحتوي على إدارات وأقسام مختلفة تتعلق بفنون العمل الصحفي بالإضافة إلى الطاقم الإداري والعاملين فيه والأساتذة من ذوي الخبرات والكفاءات العالية ،وما شد انتباهي أكثر التواضع الجم للأستاذ (احمد الطحيني) مساعد المدير العام للدراسات الذي ظل يتردد علينا في اغلب الأوقات وفي كل الاستراحات القصيرة وهو مبتسم يتصف بالأخلاق الحميدة و مثقف رفيع المستوى واع لما يدور حوله يسألنا عن الغذاء المسكن الراحة يذكرنا بأب حنون يراقب أولاده عن كثب لايرتاح حتى يوفر لهم كل سبل الراحة ، يسألنا عن كل شيء هذا الإنسان ولد لدي انطباعا كبيرا لما يتحلى به من أخلاق رفيع المستوى يصعب على الإنسان وصفها ،قبل بدء الدورة أخذنا الأستاذ احمد الطحيني في جولة للتعرف بأقسام وإدارات المعهد وما يحتويه من معدات وتجهيزات في مختلف فنون الصحافة.بدأنا بالدراسة في المعهد والذي تستغرق المسافة للوصول إليه من الفندق حوالي نصف الساعة.. كانت المحاضرات في الدورة تبدأ من التاسعة والنصف حتى الرابعة عصرا تتخللها نقاشات ولم نشعر يوما بالتعب أو الإرهاق لأسباب عدة لخفة دم المحاضرين والانفتاح وإعطائنا راحتنا في كل شيء لم نشعر بأننا في غرفة مغلقة أو قاعة محاضرات فبشاشة الأستاذ صفوان عثمان عبد الرحيم منسق برنامج الصحافة بمعهد الأمير احمد بن سلمان للإعلام التطبيقي من السودان الشقيق زادتنا متعة وحركة ودفعتنا للمناقشة الجادة للموضوعات المطروحة اما الدكتور (خالد) مدير تحرير صحيفة الاقتصادية السعودية وقدرته على الحوار وسرعة البديهة في الإلقاء للمادة ومداخلة الزملاء المشاركين شدت انتباهنا لمعرفة الأكثر في علوم الصحافة وفنونها وكان للدكتور( احمد رمضان ) مدير عام المعهد الدولي للتدريب والاستشارات الصحفية بشان التعامل مع الرأي العام ومدير عام وكالة أنباء قدس برس المحاضر في موضوع كيفية التعامل مع الرأي العام دور كبير في تحفيزنا وخلق باب التنافس فيما بيننا عند توزيعه لنا الى ثلاث مجموعات ووضع لكل مجموعة موضوعاً يتعلق باليمن لرسم خطة تفصيلية للتعامل مع الراي العام .الكل كان متفاعلا مع الموضوعات المطروحة على بساط النقاش والمحاضرون أعجبوا بمستوى تفاعل الفريق الإعلامي السبئي لمناقشته وإغنائه للموضوعات بالآراء والملاحظات ووضع وجهات النظر إزاء عدد من المسائل . لم تقتصر زيارتنا للمملكة العربية السعودية التي بدأت يوم 6 يونيو وانتهت في 23 من الشهر نفسه على المشاركة في الدورة الصحفية بل أتيحت لنا فرصة التعرف على العديد من المواقع الأثرية والتاريخية التي تزخر بها المملكة وزيارة وكالة الأنباء السعودية (واس) ومجمع صحيفة الشرق الأوسط والاقتصادية ومتحف الملك عبد العزيز والجسر المعلق بوادي لبن والتقينا وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية( صالح النملة) في حفل عشاء نظمه لنا في برج الإعلام بالرياض وتبادلنا معه الحديث الودي الأخوي والذي طلب منا في بداية اللقاء ان يكون لقاء وديا بعيدا عن الرسميات كما كان للقائنا بالسفير اليمني احمد علي الأحول دور مهم والذي تحدث خلاله بإسهاب عن مجمل القضايا التي تهم اليمن والسعودية وأشاد بدور وكالة الأنباء اليمنية سبأ في نقلها لمختلف الفعاليات المعتملة داخل الوطن وخارجه ،داعيا الجميع إلى بذل مزيد من الجهود باتجاه إبراز دور اليمن في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتها بالدول العربية والأجنبية والعمل للترويج للاستثمار في اليمن وبما يمكنه من اللحاق بركب الدول المحيطة به والانطلاق نحو آفاق رحبة ولم نفلت من دعوة نائب رئيس الجالية اليمنية بالرياض الأخ حسين الدهبلي الذي أمتعنا بحديثه الشيق والرائع والترحيب والابتسامة التي لم تفارقه منذ دخولنا بهو منزله حتى ودعنا وهو لم يكن راضيا عن توديعنا ..مثل هذه الشخصيات التي تولد الانطباعات الجيدة لدى الجميع وترسم في المخيلات أشياء كثيرة عن اليمن واليمنيين أينما كانوا ا بأنهم أصل ومعدن أصيل لم تغيرهم سنوات الغربة والاغتراب وتحمل المسؤولية فمنا لهم التحية والعرفان لدورهم في خلق الحب والوئام بين أفراد الجالية اليمنية .وكانت أيامنا الأخيرة بعد انتهاء الدورة وفقا لما هو مخطط له من قبل أشقائنا في المملكة الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة وكم هي جميلة تلك الأيام التي قضيناها في الحرم المكي فالشعور بالراحة التامة والإنسان يطوف باقدس مكان على وجه الأرض(بيت الله العتيق) وهو يتلو القران ويدعو ربه بكل مايجوب في مخيلته إنها أيام سعيدة لايمكن أن تمحوها الذاكرة مادام الإنسان حيا كما أن من إتمام مناسك العمرة القيام بسبعة أشواط بين الصفاء والمروة والاحتلاق ،وأن شخصيا بمعية مجموعة من الزملاء لم اكتف بأداء مناسك العمرة لمرة واحدة بل كررتها لثلاث مرات وكانت هذه نعمة من عند الله سبحانه وتعالى وأتمنى أن تتكرر زيارتي إلى هذا المقام الطاهر الذي فضله الله على بقاع العالم..الفريق الإعلامي الذي ضم الزملاء عمر أبو بكر مدير مكتب المهرة رئيسا للوفد وعبد الله شيخ نائبا لرئيس الوفد وعبد الكريم الشعبي وعبد الودود الغيلي وعبد الله الشرعبي وعبدالباسط بن صوطين وجمال الوعل وبدر الشرفي واحمد فرحان وخالد الظفاري وسيف ماطر ومحمد العسكي وعبد الملك الثور ومحمود السامعي كان فريقا متناسقا ومنسجما يتحرك باتجاه واحد في يوم 23 من يونيو شددنا الرحال إلى مدينة جدة لنودع الأراضي السعودية عائدين إلى اليمن على متن إحدى طائرات أسطول الخطوط الجوية السعودية بعد انقضاء حوالي ثلاثة أسابيع في رحاب الأراضي السعودية عائدين ونحن حاملون انطباعات لم نكن نتصورها عن النهضة التي تشهدها المملكة في مختلف ميادين الحياة وما يحمله أشقاؤنا لليمنيين من حب وود وعرفان في الأخير أتقدم عن نفسي ونيابة عن زملائي المشاركين في الوفد بجزيل الشكر وفائق الاحترام لوزارة الثقافة والإعلام السعودية على مابذلوه من جهود منذ الوهلة الأولى لوصولنا ارض المملكة وتهيئة المناخ المناسب لنا وترتيب عقد الدورة وتوفير سبل الراحة لنا منذ وصولنا مطار الملك خالد بن عبد العزيز بالرياض حتى مغادرتنا مطار جدة ونشكر زملاءنا القائمين على معهد الأمير احمد بن سلمان و المحاضرين والإداريين لما قدموه لنا من عناية واهتمام والتي كانت من أهم العوامل الأساسية في إنجاح الدورة.