قصة قصيرة
كان يعملان في الريف وفي حياة الريف خاصة بعد غروب الشمس تنهال على المرء أما هموم الفراق عن اضواء المدينة او خواطر جميلة يعكسها الواحد على صفحات البياض ..الورق الابيض المخطط او غير المخطط .. يعكسها شعراً أم نثراً ، قصيدة ، او قصة ، مناجاة او ذكريات .. ممزوجة بالألم أو خالية منه ، ليس ذلك مهماً وأنت في الريف .. المهم أن تفرغ ما في عاطفتك على ذاك البساط الابيض الذي ينتقل بك من عالم الى آخر .. وانت في الريف ينتقل بك البساط الى المدينة عبره تنتقل وعبره تفرغ مداد قلمك .0 كانت نادرة معجبة به .. بدأت تتقرب إليه حديثاً ملاطفة حكاياتها مع مريضاتها اللاتي تجد فرصة لاستماع كل مايقلنه من معاناة او سعادة في جحورهن التي لايخرجن منه الاّ لزيارة اقربائهن وقريباتهن أو كلما اصاب احداهن وعكة .. وكم منهن يحضرن الى المستشفى دونما مرض او علة لكنهن لأجل الخروج من بين جدران الدار الاربعة كن يتعذرن كل مرة بمرض .0 أحبته .. لم تجد مفراً من هذا الحب !! لم تجد وسيلة للتعبير عن مكنون جوارحها التي تخفق وتهفو الى كشف حبها له سوى المراسلة .. بعثت برسالتها الاولى لكنها لم تحصل على رد منه .0 كتبت الرسالة الثانية والثالثة والرابعة كعادته كان سلوكه نحوها .. حتى هي لم تجرؤ أن تبوح أن تسأل وما انفكت تقابله حسب الروتين المعتاد !!0 عبدالله .. حبيبها كان معجباً برسائلها وبطريقة ختمها لكل رسالة كانت تبعث إليه ومع ذلك كانت عيناه تعيدان النظر الى اسمها الذي كتبته بالاحرف الانجليزية NADIRAوبالاحرف الكبيرة .. لكنها لم تكن تكتبه بالطريقة المعتادة !! كانت تكتب اسمها بشكل رأسي عمودي N وتضيف ight ثم A وتضيف hd ثم D وتضيف الى جانبه بشكل افقي ay وتكتب I ولاتضيف حرفاً وتكتب الحرف قبل الاخير من اسمها R وهذا تضيف إليه emember وتصل الى آخر حرف وتتنهد ثم تكتب A تطبع قبلة عليه من شفاها الاحمر .. شفتيها الحمراوان ، الاحمران بعد أن تكون قد اضافت bdulla وعند الانتهاء تعيد قراءة ما كتبته Night And Day I Remember Abdullaدارت احداثها عام 1973م