صنعاء/ سبأ:منذ عقود خلت والجمهورية اليمنية تتعامل مع القضية الفلسطينية وفق رؤية مبدئية ثابتة أساسها مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومصلحة الأمةالعربية.والتاريخ سيظل شاهدا أن الجمهورية اليمنية لم تتخذ مواقفها القومية الشجاعة المناصرة للشعب الفلسيطني وقضيته العادلة من منطلق المزايدة والمتاجرة ولم تتبع الأسلوب الذي يحلو للبعض أن يسير على نهجه والمتمثل بالإسلوب الإنتهازي في العمل السياسي لتحقيق وكسب مواقف سياسية على المستوى العربي فذلك لايدخل في قاموس السياسة اليمنية التي تتعامل ومنذ فترة طويلة بالمبدئية الثابتة في موقفها من الكثير من القضايا على المستويات العربية والإقليمية والدولية.كما سيظل التاريخ يشهد أن اليمن قيادة وحكومة وشعبا كانت ومازالت تضع دعم الشعب الفلسيطني وقضيته العادلة في صدارة مواقفها القومية المبدأية والثابته والشجاعة في كافة المحافل وسمة بارزة ملازمة لسياستها الخارجية دون التجاوب لأية ضغوط أو محاولات خارجية للتأثير على ذلك أو لدفع اليمن نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني خلافا لموقفه الرافض لهذا التطبيع قبل ان يتحقق السلام العدل والشامل في المنطقة ويتم التوصل الى تسوية شاملة وعادلة للصراع العربي الإسرائيلي تحفظ للشعب العربي الفلسطيني حقه في تحرير أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ،وكذلك بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية المحتلة في سوريا ولبنان.ولذلك لاغرابة أن نجد اليمن كانت السباقة إلى نصرة الأشقاء في فلسطين منذ تعرضهم للاحتلال بمختلف اشكال الدعم والمساندة بما في ذلك فتح الباب لمجموعة كبيرة من خيرة شبابها للتوجه إلى الأراضي المحتلة لدعم أبطال المقاومة للاحتلال الغاصب, فضلا عن كون اليمن كانت ومازالت الحضن الدافئ للأشقاء الفلسطينيين ولذلك نجد أن قيادات وأبطال المقاومة الفلسطينية أتجهوا إلى الأراضي اليمنية عقب خروجهم من لبنان في العام (1982), بجانب استقبال اليمن لآلاف الأسر الفلسيطنية المهجرة والمنكوبة والتي ماتزال تعيش على أراضيها معززة مكرمة حتى اليوم .وطوال مسيرة النضال الفلسطيني, كانت اليمن وقيادتها السياسية الأخ الأقرب إلى الأشقاء الفلسيطنين الذي لا يتوانى عن بذل أقصى جهد في سبيل تعزيز صمودهم وتوحدهم في مجابهة الإحتلال, بل ويسارع فور ظهور تباينات أو اختلافات بين قيادات الفصائل الفلسطينية إلى بذل المساعي لتقريب وجهات النظر .وبهذا الخصوص حرصت الجمهورية اليمنية دائماً على تقوية وحدة الصف الفلسيطني ,ونبهت دائماً إلى خطورة حدوث إنقسام في وحدة الصف الفلسطيني وقدمت لرأب الصدع الفلسطيني المبادرة تلو الأخرى واستضافت العديد من الإجتماعات لقادة الفصائل الفلسطينية في سلسلة من المبادرات منذ مطلع الثمانيينات وحتى المبادرة الأخيرة لرأب الصدع الفلسيطني وإنهاء الخلافات بين قيادات الفصائل الفلسطينية وخصوصا قيادات حركتي فتح وحماس والتي بموجبها احتضنت العاصمة صنعاء قيادات تلك الفصائل ورعى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الحوار في ما بينها إلى أن توجت تلك الجهود بتوقيع إعلان صنعاء التنفيذي للمبادرة فضلا عن كون المبادرة اليمنية حظيت بإشادات عربية واسعة وأقرها القادة العرب في قمتهم الأخيرة في العاصمة السورية دمشق.كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مبدئية القيادة السياسية اليمنية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في موقفها من قضية الشعب العربي الفلسطيني كواجب قومي ثابت لايتزعزع ولا يخضع للمساومة والإبتزاز السياسي الرخيص.ومن باب الإنصاف القول إن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حمل هم القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية وظل منذ حوالي ثلاثة عقود يؤكد دعم اليمن لهذه القضية أكان ذلك في خطاباته الوطنية أم في مشاركته في مختلف المحافل والمؤتمرات الدولية والإقليمية, كما ظل دوما ينبه إلى خطورة ما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني في ظل الإحتلال في كل لقاءاته على المستويين العربي والدولي ، ويدعو إلى ضرورة إيجاد حل عادل وشامل لهذه القضية التي تعد أخر قضية إحتلال على سطح الكرة الأرضية في مطلع الألفية الثالثة للميلاد.إن المتابع السياسي المنصف للموقف اليمني من القضية الفلسطينية لايمكنه إلا أن يشيد بذلك الموقف السياسي الملتزم والداعم لكل ما يتعلق بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة على كامل التراب الوطني الفلسطيني ، ولايمكن لأي متابع أن ينكر أن اليمن كانت من أوائل الدول العربية الداعية لعقد قمة عربية طارئة لبحث العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة .ومافتئت القيادة اليمنية تنبه القادة العرب إلى خطورة الوضع في غزة منذ الوهلة الأولى للهجوم الصهيوني عليها وقدمت المقترحات العديدة لعمل عربي مشترك في محاولة منها لوقف آلة الحرب الصهيونية التي أتت على كل شيئ ولا تفرق بين طفل وإمرأة ومقاوم .لقد ظلت الدعوة إلى التضامن ووحدة الصف العربي سمة أساسية في السياسة اليمنية الخارجية وسعت بمختلف الوسائل والطرق والسبل إلى لملمة الصف العربي خاصة في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة على قطاع غزة ، وأكدت أهمية عقد قمة عربية لمعالجة ذلك, شريطة أن يجمع القادة العرب على المشاركة فيها, بإعتبار ذلك أدنى شروط النجاح لها وبما يكفل الخروج بموقف عربي قوي وحاسم وموحد تجاه هذا العدوان الغاشم.ومن هنا كانت اليمن سباقة إلى الدعوة إلى قمة عربية طارئة, وفي إعلان تأييدها للدعوة التي اطلقتها دولة قطر الشقيقة لعقد قمة عربية طارئة على نفس الشروط , ولكن مادام نصاب انعقادها لم يكتمل فقد رأت اليمن أنه طالما وهناك قمة عربية ستعقد في دولة الكويت الشقيقة في موعد قريب بمشاركة كل الزعماء والقادة العرب لبحث القضايا الاقتصادية, بأنها تدعو إلى إعطاء الأولوية في تلك القمة لتطورات الأوضاع المأساوية في قطاع غزة والصراع العربي الصهيوني.كما أكدت اليمن ضرورة أن يستغل القادة العرب تواجدهم في الكويت للخروج برؤية عربية شاملة ومتكاملة وموقف موحد مما يحدث في غزة ومن الصراع العربي الصهيوني بكامله وأن تصبح قمة الكويت قمة الموقف العربي الموحد من قضية باتت تؤرق كل القادة العرب وإنطلاقاً من حقيقة مؤداها أن الواقع العربي لم يعد يحتمل المزيد من الإنقسامات والتباينات من قضية الكل مجمع على عدالتها ووجوب نصرتها .
اليمن ..موقف قومي ثابت لنصرة الحق الفلسطيني
أخبار متعلقة