رأي صريح
العزي العصاميمهمة صعبة وليست مستحيلة يخوضها المنتخب الوطني الأول لكرة القدم اليوم في مواجهة الساموراي الممزوجة بحسابات الكمبيوتر الياباني المعقدة في نظرنا والسهلة في أنظار أبطال الساموراي الذين استلهموها من تراث وتاريخ ياباني وتقاليد عتيقة موغلة في القدم .المهمة لاشك ستكون شاقة على نجوم الأخضر اليمني الذي يتحلى بسلاح وحيد هو سلاح المعنويات العالية والثقة بالنفس والروح القتالية العالية بغض النظر عما رافق رحلة الاستعداد لهذه المباراة من صعوبات فرضت نفسها كواقع مر نتيجة التخبط الذي ورثناه من الفترة الماضية , ونتيجة مرور عربة الأخضر بكثير من المنحنيات والمطبات والمنعطفات الخطرة في فترة الصراعات الماضية التي أثرت كثيرا على مسيرته واستقراره الفني والإداري والنفسي والمعنوي. إتحاد الكرة برئاسة الأخ أحمد صالح العيسي كان قد ورث تركة ثقيلة من المشاكل والصعوبات التي كان كثير منها ناجم عن تعمد البعض زرع العراقيل في طريقة , وهذا كله أدى إلى أن تغرق الكرة اليمنية رغم دورانها خلال الفترة الماضية في كثير من المشاكل مع جهود واضحة لمحاولة انتشالها من أوضاعها المتردية والقضاء على سلبيات التركة الماضية .ومع تلك الجهود برزت الكثير من الأخطاء والسلبيات التي يجب على رئيس إتحاد الكرة وطاقمه الاعتراف بها أولا والعمل على معرفتها وأسباب وجودها ثم القضاء عليها وتبني الجوانب الإيجابية وتوسيع قاعدتها بدلا من المكابرة والمزايدة . عهد طيب الذكر محمد عبد الله القاضي رئيس الإتحاد السابق كان أفضل مما هو عليه الحال الآن , غير أن القاضي لم يصطنع لنجاح لوحدة , فقد كان له شركاء , وهؤلاء الشركاء هم نفسهم الذين مازالوا على الساحة أمام إتحاد العيسي في نفس الوقت الذي انشغل القاضي بأموره السياسية الأخرى في أكبر حزب باليمن , ومن ثم المطلوب من هؤلاء الشركاء أن يساعدوا على نجاح إتحاد العيسي بدلا من أن يعمد بعضهم إلى زرع الأشواك ولعن الظلام دون أن يقدموا على إشعال شمعة واحدة تبدد هذا الظلام. ظروف منتخبنا الوطني ليست كظروف المنتخب الياباني المستعد جيدا على الرغم من التغيير في تشكيلته بعد مونديال ألمانيا , إلا أن التصحيح ومعالجة الأوضاع الخاطئة والأخطاء السابقة يجب أن يبدأ مبكرا من الآن وبنية وصدق ويجب أن يكون الإعلام الرياضي أهم عامل للنجاح في الفترة القادمة من خلال تسليط الأضواء على أعمال الإتحاد وجهوده الإيجابية وكشف الجوانب السلبية وتقديم الحلول والمقترحات لمعالجتها . لسنا على استعداد لخوض فترة أخرى من الصراع والعراك على كرسي رئاسة الإتحاد وقد قالت الأندية اليمنية كلمتها ووضعت ثقتها بشخص العيسي .فالمرحلة القادمة تتطلب الكثير من العمل الجاد والبناء بعد أن نجح إتحاد العيسي في حل أكثر المشاكل صعوبة من مخلفات الفترة الماضية . وما نتمناه اليوم للأخضر الكبير في مواجهة الكمبيوتر والساموراي الياباني أن تكلل جهود جهازه الفني ولاعبيه بالنجاح في تقديم مستوى مشرف للكرة اليمنية يرفع من أسهمها في تصنيف الفيفا القادم مع الحماس الذي نعرفه عن لاعبينا والذي يعد اليوم أهم سلاح وهو نفس السلاح الذي يجب أن يكسر حاجز الخوف والرهبة أمام المنتخب الياباني الذي يمكن أن نقتدي به في عملنا الداخلي للوصول إلى ما وصلت إليه الكرة اليابانية .[email protected]