نزيف المواهب على ملعب الحبيشي .. هل هو إعلان وفاة الملعب ؟
[c1]مباشرة إدارة وصيانة المنشآت الشبابية والرياضية في المحافظات [/c]رأيت حالة الإصابة القاسية التي لحقت بلاعب نادي وحدة عدن وسام معاوية ، وهو نجم الفريق ، وعندما سمعت الطبيب الذي يعاين مستوى نجاح العملية التي أجريت للمفصل في كاحله عند القدم اليسرى ، يقول له : (بعد ثلاثة اسابيع سيتم فتح ( أسلاك ) الخياطة ، وسحب المعدن المثبت لعظام المفصل ، ثم يستمر العلاج الطبيعي لمدة 6 اشهر ، وربما يكون بالإمكان العودة إلى الملاعب فيما بعد ...سيناريو ( تصفية المواهب واللاعبين ) يجرى على أرضية ملعب الشهيد الحبيشي ، وتحت إشراف فرع اتحاد كرة القدم بقيادة اللاعب الدولي السابق عزيز سالم ، ودون أدنى شعور بالمسؤولية والواجب من مكتب الشباب والرياضية بقيادة ( الصديق) ضياء عبدالمجيد القباطي ، وبموافقه ضمنية من المجلس المحلي لمحافظة عدن . الإصابات تحدث وتتلاحق ، بسبب أن ارضية ملعب (الحبيشي) تمتلئ بالحفر وفوهات منتشرة ، في حالة لم يعرفها الملعب من قبل ، كأنه تعرض لعملية قصف جوي ويعاني اللاعبون من مختلف الأندية من خطورة هذه الحالة على مستقبلهم وصحتهم ، والأثر ينعكس بالضرورة على مستقبل الكرة اليمنية في محافظة عدن . مع الاعتراف أن عدداً من ملاعب كرة القدم في عدد من محافظات الجمهورية ، يعاني من نفس المشكلة ، دون أن يتحرك احد لانقاذ المواهب الكروية ، وسمعة الملاعب اليمنية !! الاستقالة أفضل لغير القادرين لمصلحة من استمرار المباريات الرسمية على ملاعب بمثل هذه الحالة ، لماذا يجبر مسؤولو اللعبة الأندية على اللعب دون ضمانات حماية لسلامة اللاعبين ، ولحقوقهم الإنسانية ؟ إن العملية أخلاقية في المقام الأول ، والشخص (المختص ) الذي لا يستطيع ان يؤمن هذه الناحية ، فمن الأفضل له ان يتقدم باستقالته !!الأهداف الايجابية للقرار الحكومي إن مشكلة الملاعب الرياضية ، ذات (المؤهلات القاتلة ) للنجوم ولاعبي كرة القدم ، أعاد إلى الاذهان القرار الحكومي ( الهام ) الذي تقدم به الوزير عبدالرحمن الاكوع إلى الحكومة كمشروع ، ثم تم اتخاذ قرار بشأنه ، يقضي بأن تكون المنشآت والملاعب لرياضية تحت إدارة وإشراف المجالس المحلية بالمحافظات . القرار صدر قبل أقل من عام ، وقد هدف منه وزير الشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية إلى عدة أمور ، اهمها : 1- فك المركزية الملقاة على عاتق الوزارة بشأن صيانة الملاعب والمنشآت الرياضية ، بكل مايترتب على هذه المركزية من بطء الاجراءات وعدم الإلمام بحقيقه احتياجات الصيانة للملاعب والمنشآت في المحافظات . 2- تعزيز اللامركزية في هذا الجانب ، وإشراك المختصين على مختلف مستويات الادارة في المجالس المحلية والهيئات الشبابية والرياضية في الإشراف على المنشآت وإدارتها .3- تنظيم العائدات المالية للملاعب والمنشآت الشبابية والرياضية . 4-إدراج مصير العناية بالمنشآت والملاعب ، ضمن استحقاقات النسبة المستقطعة من صندوق رعاية النشء والشباب والرياضية (03) للمحافظات ، وهي عملية ذات أهمية كبرى ، لأنها توفر للمحافظات مصدراً ثابتاً لتمويل أعمال الصيانة والإشراف والإدارة . الخلل في تتفيذ القرارات أين انتهي هذا القرار ( الهام ) ؟ولماذا ، ظلت المجالس المحلية في المحافظات في حالة غياب شبه كامل عن الاستحقاقات الناشئة عنه ، التي ستؤدي إلى جعل الملاعب والمنشآت الشبابية والرياضية ، صروحاً آمنة لاحتضان المنافسات الرياضية ، وغيرها ، ولحماية نجومها ومواهبها ، فالصيانة المنتظمة والأمينة للمنشآت والملاعب ، تعزز بالضرورة صيانة حقيقية لابناء الحركة الشبابية والرياضية ، وتحقق جانباً غير هين من مقومات التطور النوعي للعبة الرياضية . واضح ان هناك خللاً كبيراً في مستوى التواصل والترابط ، بين القرارات الحكومية والاجراءات الاصلاحية العليا ، وبين جهات السلطة المحلية ، وخاصة في الامور المتصلة بالعمل الشبابي والرياضي وقف نزيف الملاعب : لم يعد بالامكان احتمال مثل هذا الواقع ! لأن استمراره سيؤدي إلى تراجع خطير في جاهزية المنشآت والملاعب ، وفي كفاءة العملية الشبابية والرياضية ، التي تنفق عليها الدولة مليارات الريالات . .ا لشباب والرياضيون ثروة هائلة في حياة الشعوب والدول ، وقد ظل الأمر واحداً من الأهداف الاستراتيجية للدولة طوال العقود الماضية ، وعلى ذلك ، وفي اطار توجهات التطوير والاصلاحات ، التي يحث الرئيس عليها ، لابد من وقف (نزيف المواهب ) على ملاعب محافظة عدن ، والملاعب الاخرى في المحافظات ، مع مواصلة الحفاظ على الملاعب والمنشآت الكبرى ، حتى لاتتحول إلى (قاتل ) آخر للمواهب !! إلى المجالس المحلية ومكاتب الشباب كلمة أخيرة للأخوة في المجالس المحلية :( لابد من تفعيل القرار الحكومي بشأن الملاعب والمنشآت ، والبحث عن إدارات فاعلة للإشراف عليها وإداراتها ، البحث عن أشخاص مخلصين يحبون الرياضة ، ويعلمون العائد الانساني والابداعي من منافساتها ، وما تعود به مواهبها من سمعة على الوطن ، وعلى الشعور بالرضا والاستقرار ، على مستوى البلاد ) . والأمر ذاته موجه للأندية الرياضية ، ومكاتب الشباب والرياضة للبحث عن أفضل مالديها من كفاءات وقدرات لإدارة شؤون الألعاب على مستوى الفروع او الأندية ، وتعزيز من هو على قدر من الالتزام والعطاء والاحترام . وكلمة خاصة باخوتنا في عدن : انقذوا ملعب الشهيد الحبيشي ! أو أعلنوا ( وفاته ) واجعلوه متحفاً لذكريات رياضية !! حتى يكون ذلك دليلاً على العجز والفشل !!