صباح الخير
إن صح ما تناولته الصحف المحلية خلال اليومين الماضيين عن سرعة وتواتر قضية استمارة الزواج التي أثارت جدلاً ولغطاً ومشاكل حول عدم شرعية توقيع المرأة على استمارة زواجها.. إن صح أنه قد تم إلغاء تلك الاستمارة وأنه الآن (الخميس) تطبع استمارة جديدة تتضمن ليس توقيع المرأة على عقد زواجها فحسب بل وبصمتها أيضاً، أقول إن صح ذلك، فإنه يحسب لوزير العدل د. غازي شائف الأغبري، وكل من يهمهم مثل هذه القضية، والتي لاقت تجاوباً سريعاً وفي زمن قياسي، وهو ما يؤكد صحوة وعقلانية إصلاح مثل هذه الأمور بسرعة، لأن المرأة عماد الأمة وعمود ارتكاز المجتمع برمته.. وهل نحن إلا نتاج هذا الكائن البشري الذي نحيك له المؤامرات والتآمرات.. وفي آخر المطاف نركع بين أحضانه طالبين الأمان والراحة.. وقبل ذلك المتعة التي سنتها شريعة الله سبحانه وتعالى؟!إن صحوة كهذه، جديرة - إن تأكدت - بالإشادة والتناول، في موقف ينبغي أن يعمم على بقية أمور الحياة، هروباً من السرية والتواكل، وتعميماً للديمقراطية وقول الحق، وترسيخاً لمبادئ ديننا الحنيف الذي يحثنا دائماً على احترام الأبوين والعيش الكريم، وصون كرامة المرأة وعدم التفريط بها لأنها كما وصفها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالقول: (الجنة تحت أقدام الأمهات) وقال في موضع آخر: (أمك ـ ثلاث مرات ـ ثم أبوك ) في حديث صحيح ومعروف..اليوم.. ونحن نرى من يخلق مشكلات ويفتعل أزمات، لا طائل منها إلا زعزعة الأمن والسكينة العامة، وخلق شرخ مجتمعي، يفضي إلى ردود أفعال بين الناس والدولة.. وإلا كيف نسلم بنزول استمارة كهذا وتحمل مضامين تجانب الشرع والقانون والعرف.. ثم تلغى.. في حين الإلغاء هو السليم، لكن من يا ترى يكون وراء هكذا قلاقل، وهل ستمر القضية مرور الكرام، وعفا الله عما سلف.. أم أن الأمر ستحقق فيه وزارة العدل وستقدم لنا الجناة إن بشكل أو بآخر.. لأنهم تسببوا في إقلاق الناس وإرباك السلطات، أو أنهم يجهلون ما يعملون.. وتلك المصيبة الكبرى!* نحن مع إصلاح الحال.. ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه، ولكن الثواب والعقاب مطلوبان.. وعلى هذا المنوال نتمنى إصلاح الحال..* ثمة ملاحظة في هذا الشهر الكريم، وعلى طريق ما قامت به وزارة العدل.. نأمل بل نرجو من وزير التربية وقيادة الديوان أن يسرعوا في صرف (طبيعة العمل) أولاً للمعلمين المعينين منذ عام أوعامين سابقين، ثم لمن سقطوا قبل سنوات، وكذا القيادات التربوية الإدارية التي تقود وتصنع القرار يومياً.. كما نهمس في آذانهم: اتقوا الله حقوق المئات من التربويين ممن لديهم فتاوى (سابقة) في قانون المعلم ولم تنفذوا وعودكم.. فهل ينصلح الحال في هذا الشهر الفضيل، بارك الله فيكم، أم نذكركم بمكرمة فخامة الرئيس التي فكت ضيق كل محتاج، واستحق بذلك الثناء والترحاب..وشهر كريم...