التقى قادة منظمات المجتمع المدني
عدن / سبأ : التقى فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس بالعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن بالإخوة قادة منظمات المجتمع المدني في محافظة عدن. وفي بداية اللقاء نقل الأخ الرئيس للحاضرين وعبرهم لجماهير الشعب اليمني تهانيه بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والعيد الأربعين للاستقلال 30 نوفمبر المجيد، وقال: أنا سعيد أن أتحدث مع الإخوة ممثلي منظمات المجتمع المدني في عدن هذه المدينة التي ارتفع فيها علم دولة الوحدة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م والمدينة التي احتضنت كوكبة من رجال الحركة الوطنية اليمنية ..عدن التي تمتلئ بمآثر النضال الوطني على مستوى الساحة اليمنية. وقال فخامة الرئيس إنه تم اعتماد 70 مليار ريال ضمن مخطط لتسكين ذوي الدخل الأدنى والمحدود في شقق تتألف الواحدة من 4 غرف ومطبخ وحمامين، وتكون كلفتها 3.5 ملايين ريال تدفع خلال 30 سنة . واضاف فخامته " ان قضية الجمعيات السكنية في عدن تم معالجتها باعتماد حوالي 40 مليون دولار و80 مليار ريال ، وبدأوا الآن بانجاز البنية التحتية، وان شاء الله في موازنة 2009م يتم اعتماد تكاليف الشبكة الكهربائية" مشيرا إلى أن هناك اتفاق على تخفيض فوائد القروض على المواطنين بنسبة %40 ، وقال " اتفقنا مع الحكومة على تخفيض الفوائد إلى %40 وأعتقد انها مناسبة وإذا دارت عجلة التنمية وبدأنا ننجز البنية التحتية وبدأ البناء يسير بوتيرة جيدة، فأعتقد أن القطاع الخاص يتشجع ويدخل في الاستثمار في هذا المجال ونحن نقدم الأرض مجانا لكل المستثمرين خاصة في مجال الاسكان في عدن ولحج وحضرموت والحديدة وتعز والعاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات وهذه كمرحلة أولى وانا متأكد انه اذا بدأنا في 2008م عملية الإسكان، وأراضي وعقارات الدولة والهيئة العامة للاستثمار تقدم التسهيلات للمستثمرين سنقوم بانجاز كبير في مجال الإسكان في العامين 2008 - 2009 م. وتساءل فخامته " أيهما افضل ان يسكن المواطن في مساكن الصفيح او الايجار او ان تعطيه سكن بحوالي 5 ر3 ملايين ريال وهذا جزء من الحلول السريعة لمعالجة قضايا الاسكان . وقال فخامة رئيس الجمهورية " أملي في محافظة عدن وعاصمتها الجميلة الثغر الباسم لليمن ان نتعاون مع السلطة المحلية كمواطنين خاصة في مشكلة البناء العشوائي.. البناء العشوائي يشوه المدينة لأنه يفتقد إلى لتخطيط، صحيح أن هناك فقراء ومحدودي الدخل لكن يجب أن نلتزم بالمخططات لنجعل عدن جميلة." وأضاف " ليس مطلوب منك أن تبني ناطحات سحاب، أبني ثلاث غرف ولكن نبنيها بناء نظيف ضمن مخطط يقدم لكم الخدمات والمجاري والصرف الصحي والمياه والتلفون، لكن عندما يبنون فوق الصهاريج وفي الخساف وفي الشيخ اسحاق بناء عشوائي غير مسؤول من سيوصل خدمات المياه والكهرباء والمجاري، ثم بعد ذلك تقول لعضو المجلس المحلي لن ننتخبك حتى تأتينا بالمجاري والخدمات الاخرى ." وتابع " كيف أوصل لك مجاري في عرض شمسان، لدينا أراضي ما شاء الله من عدن الى باب المندب ممكن نسكن فيها 20 مليون مواطن فلماذا التزاحم على الجبال ولماذا التقاتل على الأراضي".. وقال فخامة رئيس الجمهورية " عدن مدينة حضارية فلماذا نحولها إلى مدينة يشوهها البناء العشوائي بالفوضى، من يوصل لك المجاري والكهرباء والهاتف أي سلطة محلية تقدر على ذلك.. ساعدونا نساعدكم . واستطرد قائلا " هناك توجيهات لتوزيع العقود الخاصة بالجمعيات الزراعية، واوجه بسرعة توزيع العقود في عدن ولحج وأبين وبقية المحافظات.وقد وجهنا الحكومة بزيادة مخصصات المستشفيات في عدن بنسبة 200 في المائة على الاعتمادات الحالية، ووجهنا ببناء مستشفى مركزي كبير في مدينة عدن وتكون إدارته على نسق إدارة هيئة مستشفى الثورة في صنعاء. واضاف:اطلب من هيئات ومؤسسات المجتمع المدني ان نتجه معاً نحو العمل والبناء والتنمية لا نحو بيع الكلام، دعونا نتجه نحو التنمية ، نحو بناء الإنسان ثقافيا واجتماعيا وسياسياً، فاكبر ثروة لدينا هم فلنربي الجيل الجديد تربية حسنة من خلال التعليم الأساسي والثانوي والجامعي والمعاهد المهنية والفنية . وأشار الأخ الرئيس في كلمته الى سلسلة الاجتماعات واللقاءات التي عقدها في عدن خلال تواجده فيها طوال الـ41 يوماً الماضية مع كل الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية في محافظات عدن ولحج وأبين..وقال إن الحوارات والنقاشات التي دارت خلال تلك اللقاءات والاجتماعات كانت جيدة جداً لأنها كانت متصلة بالقضايا التي تهم المواطنين ومنطلقة من الحرص على مصالح الوطن العليا. وقد تم خلالها معالجة القضايا التي عرضت والمعالجات التي تمت فيما يتعلق بمشاكل المتقاعدين العسكريين والأمنيين ومشاكل الأراضي والقضايا الأخرى المتصلة بهموم المواطنين ومنها قضية الإسكان وقال فخامة رئيس الجمهورية " ليس هناك مشكلة بقدر ما هي هموم عامة المواطنين، قضايا الأرضي والإسكان وقضايا المتقاعدين والمنقطعين عملنا على حل هذه المشاكل مع كل الشخصيات الخيرة والوطنية من أبناء المحافظات جميعا وحسمنا معظم هذه القضايا، حيث تمت معالجة قضايا حوالي 8 ألاف و 202 متقاعد، وتم ترقية 4700 متقاعد وأضاف " هذه عملناها كحالات استثنائية متجاوزين القانون، احتسبناها كفترة انقطاع من عام 94م حتى 2007م، وقد سألت وزارتي الدفاع والداخلية هل الذين تقاعدوا كانوا مجبرين على التقاعد أو فرض عليهم وهو غير قانوني، أم أنهم أنفسهم طلبوا التقاعد بمحض إرادتهم ، فأفادوا أنهم تقاعدوا بناء على طلباتهم بالتقاعد بعد حرب 94م وأشار إلى أن ما يشاع ويطرح غير صحيح والذي جرى من الجنود هو طلب تقاعد قانوني بحت وبناء على رغباتهم، لأن طلباتهم للتقاعد كانت بحكم معرفتهم كعسكريين بالصراعات التي حدثت في الماضي والتداعيات التي تحدث بسببها، فكان الكثير منهم عقلاء ولسان حالهم يقول ان نخرج من زحمة الصراعات والخوف غير المبرر من التصفيات ، وقال " بعد ذلك جاءت فكرة إنشاء جمعيات للمتقاعدين ومطالبات بحقوقهم فركبت الموجة بعض من القوى السياسية وأججت الشارع وكأن هناك خطر على الوحدة . وتابع " أولا أؤكد لإخواننا واخواتنا في منظمات المجتمع المدني في عدن الباسلة وللشعب اليمني كافة انه لاخوف ولا قلق على الوحدة كما تحدثت الأخت وتحدث الاخوة أن الوحدة راسخة رسوخ الجبال الرواسي فإذا وجدت مشاكل وقضايا فهذه بالإمكان حلها وبسرعة وبتعاون كل القوى الشريفة والمخلصة ، واستطرد فخامة الرئيس قائلا :" وأوجه كلامي للحكومة ولشبابنا إن السلاح الحقيقي لمقارعة البطالة والفقر هو الاتجاه نحو الانخراط في المعاهد الفنية والتقنية، فليس هناك شبابا عاطلا او شابات تخرجوا من أي معهد فني او تقني، فقد إستوعبهم سوق العمل ولا مانع من انشاء الجامعات في لحج وابين والضالع وعمران وحجة والمحويت لكن المهم الاتجاه نحو التعليم التقني والمهني لأننا سنواجه بطالة كبيرة جدا في المستقبل إذا لم نتجه نحو التعليم الفني والمهني والتقني" واشار الى ان المعهد الفني بدار سعد والذي بني بمساعدة جزائرية قبل الوحدة، لايوجد خريج منه عاطل عن العمل, كذلك الحال في تعز استوعب الخريجون من المعاهد الفنية في سوق العمل .ووجه فخامة الرئيس السلطة المحلية الاهتمام بالصيادين في مدينة عدن ، مثلما تم الاهتمام بالصيادين في مدينة المكلا وكذلك في المهرة وتقديم التسهيلات وتوفير الثلاجات والألسنة البحرية وحل كل مشاكل الصيادين. وقال "الثروة السمكية ثروة لا تنضب، ثروة يجب الاعتماد عليها والاهتمام بها، يمكن أن ينضب النفط لكن الثروة السمكية لاتنضب تتجدد كل يوم وكل شهر وكل سنة" وأضاف:" الوضع بالنسبة للصيادين في حضرموت تحسن بعد قيام الجمهورية اليمنية وقد التقيت بالصيادين في حضرموت عقب تحقيق الوحدة المباركة, فكيف كان وضعهم حينها وكيف وضعهم اليوم, طبعا أصبحوا في مستوى أفضل بكثير، وضع الصيادين تحسن بشكل لم نكن نتصوره مقارنة بما كان عليه في الماضي. وتابع " الاصطياد السمكي جيد جدا وعلينا الاهتمام بالصيادين ورعايتهم وتقديم كل الرعاية من قبل المحافظ والسلطة المحلية في عدن وفي لحج وفي أبين وفي كل المناطق الساحلية" وكرر فخامة الاخ الرئيس في ختام كلمته التهاني لكل الاخوة والاخوات في منظمات المجتمع المدني في عدن ولحج وابين، وقال كل عام وانتم بخير .وكان رئيس لجنة التعاون السكني للجمعيات التعاونية السكنية بمحافظة عدن الدكتور حسين المفلحي قد القى كلمة نيابة عن رؤساء الجمعيات التعاونية السكنية الحاضرون في اللقاء أشاد فيها بدعم ورعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، لتجربة الجمعيات التعاونية السكنية في محافظة عدن منذ بداية تشكيل أول جمعية عام 1992م حتى تجاوزت اليوم 150 جمعية تعاونية سكنية في اطار مرافق ومؤسسات الدولة .وأوضح أن انشاء الجمعيات كان البديل الأمثل لمعالجة مشاكل الحصول على الأرض باعتبارها منظمات غير حكومية لها الصفة القانونية والاعتبارية وذات أسس إدارية وفنية تنشط تحت مظلة قانون التعاون رقم 39 لعام 1998م ووفق انظمة أساسية لكل جمعية تعاونية سكنية.واستعرض الدكتور المفلحي ما تم انجازه في هذا المجال حيث تم تحديد مخططات خاصة بالجمعيات وزعت على منتسبيها والذين يزيد عددهم على 40 ألف منتسب من موظفي الدولة ذوي الدخل المحدود من ابناء محافظة عدن ، وقال" لقد كانت توجيهاتكم الكريمة فخامة الرئيس بتمليك الجمعيات التعاونية السكنية أراضيها وبأسعار رمزية واعفاءهم من رسوم إسقاط المخططات، الأثر البالغ في نفوس منتسبي الجمعيات وأكسب الجمعيات المصداقية والاستمرار وتجلى ذلك في قيام فخامتكم بتدشين تسليم عقود التمليك الفردية لمنتسبي الجمعيات السكنية في احتفالات شعبنا بعيد الاستقلال الوطني عام 1998" ، لافتا الى رعاية فخامة الرئيس لاجراءات إدخال خدمات البنية التحتية لأراضي الجمعيات التعاونية بمحافظة عدن والمتمثلة بشق الطرقات وتوصيل شبكة المياه والصرف الصحي وشبكة الكهرباء وذلك من اجل تحقيق الاستقرار الأسري والاكتفاء السكني والمعيشي لمحدودي الدخل .. حيث تم رصد مبلغ 8 مليارات ريال لشق وسفلتة الطرق في اراضي الجمعيات والتوقيع على قرض بمبلغ 35 مليون دولار مع الصندوق العربي للتنمية، بهدف إدخال شبكة المياه والصرف الصحي لأراضي الجمعيات.واعرب رئيس لجنة التعاون السكني عن تطلع الجمعيات التعاونية السكنية لتوفير مخططات جديدة لاستيعاب أعضاء الجمعيات الذين لم تحدد لهم مواقع سابقة وتوفير التمويل اللازم لإدخال شبكة الكهرباء الى أراضي الجمعيات وتوفير القروض الميسرة طويلة الأمد لمنتسبي الجمعيات لإقامة مشاريعهم السكنية وتقديم الضمانات اللازمة للشركات الراغبة في تنفيذ هذه المشاريع بالإضافة الى توجيه فخامة الرئيس بمنع أي اعتداء أو بسط على أراضي الجمعيات السكنية من قبل أي كان."من جانبها اشارت رئيسة جمعية المرأة للتنمية المستدامة هدى محمود في كلمتها خلال اللقاء باسم مؤسسات المجتمع المدني النسوية بمحافظة عدن، الى المكانة العالية والأساسية الذي يمثله القطاع النسوي في المجتمع من خلال المشاركة الواعية والمسؤولة في تطوير العمل الاجتماعي الذي يتأسس في إطار الرغبة الكبيرة لهذه الشرائح المجتمعية المدنية لكي تكون رديف لكل ما يعتمل في البلاد، لافتة الى ما تحقق من انجازات عظيمة للمرأة اليمنية في ظل الوحدة اليمنية المباركة وعلى مختلف الاصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، واصبحت المرأة تقود العديد من المؤسسات والأنشطة النسوية والطفولة على سبيل المثال لا الحصر دور الرعاية والأيتام والأحداث والمعاقين ومراكز الطفولة الآمنة، واتحاد النساء واللجنة الوطنية للمرأة واتحاد النقابات الى جانب تواجدها في هيئات السلطات الحكومية العليا والسلطات المحلية.واعربت رئيسة جمعية المرأة للتنمية المستدامة عن تطلع المرأة إلى دور أكبر في المستقبل لكي تتحرك بمساحات كبيرة ومفتوحة في ظل المناخ الديمقراطي والحريات. وقالت " وهذا يجعلنا دائماً يافخامة الرئيس نعلق أمالاً كبيرة على اهتمامكم ورعايتكم الخاصة للمرأة وتجسيد مشاركتها في الواقع وتوفير الاحتياجات الخاصة بأنشطتها المجتمعية التي تخدم الناس بعيداً عن المزايدة والتوظيف السياسي باسم منظمات المجتمع المدني" .. واكدت رفض مؤسسات المجتمع المدني النسوية، ما تقوم به بعض الأحزاب السياسية من اقحام للمنظمات الخيرية التنموية والنسوية باسم الاعتصامات وتحت مسميات مختلفة.. وقالت": إننا في هذا اللقاء نؤكد أن منظمات المجتمع المدني تعمل بصورة مستقلة وتلتزم التزاماً كاملاً بطبيعتها لخدمة المجتمع وهي الحاضن للمكاسب الوطنية وللوحدة اليمنية.. وليست اداة بيد أحد".واضافت:" نؤكد لشعبنا ولفخامتكم إن الوحدة ليست خطا احمر واحدا فقط بل خطوط حمراء، وإن لم يدافع عنها الرجال سندافع عنها نحن النساء بكل ما اوتينا من قوة وشجاعة" .ودعت رئيسة جمعية المرأة للتنمية ابناء محافظة عدن للوقوف في وجه مثيري الفتن وأصحاب السوابق في التآمر على الوطن ومن يحاولون الآن المساس بالوحدة وعرقلة مسيرة التنمية والبناء والتطور. وقالت:" من منا لا يدرك ولا يعرف أن عدن كانت عبارة عن تراكمات اخطاء سلسة من الحكومات والصراعات والاعمال الانفرادية في الفترة الشمولية وأن عهد الوحدة عهد ترميم وإصلاح لتلك الأخطاء وإعادة الحقوق لأصحابها".حضر اللقاء الاخوة عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى وسالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية وعبد القادر على هلال وزير الادارة المحلية واحمد محمد الكحلاني ، محافظ عدن وعبد الكريم شايف أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة.