ليست قليلة المبالغ ولا الجهود التي بذلت وصرفت من أجل تجميل الأحياء والوحدات السكنية والشوارع العامة، لترقى إلى مستوى الأحياء الراقية النظيفة بعد الوضعية السيئة والبائسة التي كنا نعيشها والمحيط المتخلف الذي كان حولنا وعانينا منه كثيراً، وبعد أن حل الرصف بالحجارة محل الأتربة وبقايا مخلفات البناء، والنظافة محل القذارة وأحواض الأشجار والزهور بدلاً من برميل القمامة.لا يعقل بعد كل هذا أنه نحن ونحن الذين طالما اشتكينا وعانينا إلى وضعيتنا السابقة، ونحاول أن نعيد حليمة لعادتها القديمة ونبدأ في رمي مخلفات البناء والقمامة والتراشق شباباً وأطفالاً بالحجارة وتربة التشجير ونخلق حالة من الفوضى واللامبالاة في المحيط الذي نعيشه ويفترض أن نكون أول المدافعين عن بقائه نظيفاً راقياً يسر العين ويمتع النظر.بعد كل هذا لا يعقل أن نكون نحن من استفدنا من الوضعية الحالية أول من يسيء إليها برمي القمامة في غير موضعها، وعبث أطفالنا وشبابنا للأسف بمحتويات أحواض التشجير ما دفع المعنيين إلى بناء حواجز حول أحواض التشجير لحمايتها من العبث والإتلاف المتعمد وأمام عيون كل الساكنين الذين لا يحركون ساكناً ويجيدون وللأسف التذمر من الوضع السيئ ولكنهم يقفون متفرجين أمام كل ما يرتكب من سلبيات في حق ما يعمل لصالحهم.لا نريد لأحد أن يحبط من وضعية كهذه سواء عمال النظافة الذين لا يرون نتيجة ملحوظة لجهودهم أم المشرفون على النظافة من أدنى مستوياتهم إلى أعلاها، وأود أن أنبه إلى أن هناك حلقة مفقودة لابد من الانتباه أليها وإلا لن نرى نتيجة تذكر لكل ما يصرف من مال ويبذل من جهد، فبالرغم من النزول المتكرر، لموظفي التوعية البيئية إلى المنازل وتوعية المواطن ببعض الأمور البيئية إلا أن هناك عدم التزام ملحوظ من قبل المواطن.. المواطن بحاجة إلى أن يلمس مدى جدية الجهة أو الجهات المسؤولة عن النظافة والتشجير في طلب مساعدته في تنفيذ هذه المهمة من أجل مصلحته، وفي نفس الوقت جديتها في السعي لمحاسبة أي مخالف للنظافة أو ترك مخلفات البناء أو العبث بالأشجار ومحتويات أحواض التشجير، حتى ما يقترفه الشباب والأطفال فأولياء أمورهم مسؤولون عن تصرفات أولادهم تجاه الملكية العامة والمنظر العام ولو بالتنبيه أولاً والالتزام ثانياً والمحاسبة ثالثاُ، وإلا لن تكون هناك أي حماية لأي ملكية عامة ولا مظهر عام مشرف.لابد من وجود ملحوظ لمراقبي النظافة من خلال المرور ما بين الحين والآخر وتفقد الأحياء والشوارع ومراقبة أي إخلال بالنظافة سواء من المواطن أو عامل النظافة.. المواطن سيلتزم ولكنه بحاجة إلى قليل من الشدة، وهذا في الأخير لصالحه وللصالح العام. وفي كل ما يجري ونتحدث عنه ترى أين موقع عقال الحارات وأين هو دورهم الذي يفترض أن يكون إيجابياً.
ما هكذا نرد الجميل!!
أخبار متعلقة