شبه العملية بعادة قديمة كان ينظر إليها خطأ أنها ضرورية للصحة الجيدة
القاهرة / 14 أكتوبر / رويترز :دافع مفتي مصر عن الفتوى التي أصدرها الأسبوع الماضي بتحريم ختان الإناث مشبها العملية بعادة قديمة كان ينظر إليها خطأ أنها ضرورية للصحة الجيدة.وختان الإناث محظور في مصر وبرغم ذلك فان العادة منتشرة على نطاق واسع في البلاد باعتباره شعيرة لانتقال الطفلة إلى مرحلة الأنوثة ووسيلة للمحافظة على العفة أو لتأكيد النظافة.وقال المفتي علي جمعة إن مؤيدي الختان - ومن بينهم رجال دين وأطباء - برروا العملية بأسس من الدين والصحة.لكنه وصف الأسباب التي تساق لتأييد تلك الممارسة بأنها "أوهام" قائلا إنها لا سند لها من القرآن أو الشريعة وإنها مذكورة فقط في أحاديث معينة للنبي محمد وصفها بأنها "ضعيفة."وقال "فأنا أقول بمنتهى الوضوح وبمنتهى التحديد هذه عادة ضارة وهي حرام."وقال جمعة إن الطب الحديث وجد أن ختان الإناث ضار. وقارن الختان بممارسة نادرة جدا في مصر في الوقت الحاضر وهي تشريط جانبي الجبهة بالموس لتخفيف ضغط الدم في المخ.وقال "هكذا كان الطب القديم. والآن بعد تطور الطب تغيرت البيئة.""الآن أصبح علينا أن نعمل بالفارماكولوجي والكيمياء."وفي الأسبوع الماضي شددت مصر الحظر الذي تفرضه على ختان الإناث من خلال سد الثغرات القانونية التي كانت تسمح بإجراء العملية للبنات إذا دعت لذلك أسباب تتعلق بالصحة.وصدر القرار بعد وفاة طفلة عمرها 11 عاما أثناء عملية ختان أجريت لها في عيادة خاصة في محافظة المنيا الجنوبية.ويقوم بعملية الختان طبيب أحيانا لكن تجريها في الغالب قابلة أو قريبة للطفلة. ومن بين الآثار الجانبية للعملية حدوث نزيف وصدمة وعجز جنسي.والختان في مصر يجرى للبنات المسلمات والمسيحيات على السواء لكنه نادر جدا في باقي العالم العربي باستثناء السودان والصومال. كما أنه منتشر في أثيوبيا واريتريا.وأشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر عام 2005م إلى أن 97 في المائة من المصريات بين سن 15 عاما و49 عاما أجريت لهن عمليات ختان لكن جمعة كان متفائلا بأن القول إن العملية حرام ونشر تلك الرسالة عبر وسائل الإعلام سيساعد في الحد من هذا التقليد.وقال "كما حدث لعادة التدخين. العلماء لم يروا... أنها خطيرة."وأضاف "الآن شيخ الأزهر قال التدخين حرام."في غضون ذلك طالبت "الجماعة الإسلامية" في مصر مفتي الديار المصرية بالتراجع عن فتواه بتحريم عمليات الختان للإناث، ودعته إلى مراجعة أثر فتواه "المتعجلة" على المجتمع.وقالت الجماعة على لسان أحد قادتها، الشيخ أسامة حافظ، إن فتوى الدكتور علي جمعة باعتبار الختان "محرما شرعا" بعيدة عن "نصوص السنة المطهرة وأقوال أهل العلم".و"الجماعة الإسلامية" هي حركة مصرية مسلحة، وكانت وراء معظم التفجيرات والعمليات المسلحة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، وقد أفرجت السلطات المصرية مؤخرا عن بعض قياداتها إثر مراجعات فكرية تراجعوا بموجبها عن منهج العنف الذي كانوا يتبنونه في السابق.وكانت حملة رسمية وطبية وفقهية يقودها عدد من رموز المجتمع والمنظمات النسائية، قد بدأت في مصر في أعقاب وفاة الطفلة "بدور" (11 عاما) الطالبة في الشهادة الابتدائية في المنيا (جنوب مصر) في عيادة خاصة كانت تجري فيها عملية الختان علي يد طبيبة، بدأت بهدف حظر الختان، والتحذير منه.واشترك مئات المصريين الخميس في مسيرة احتجاج على وفاة الطفلة بدور، ورفع المحتجون الذين ساندت السلطات مسيرتهم بمدينة أسيوط التي تقع على مسافة 500 كيلومتر جنوبي القاهرة لافتات تدين الختان وكتبت على احداها عبارة "الختان اغتيال لكرامة الإنسان."ورفع المحتجون صورة الطفلة بدور شاكر (11 عاما) التي راحت ضحية عملية الختان على سيارة زينت بالورود وسار المحتجون على وقع موسيقى عزفتها فرقة آلات نحاسية.وحظرت مصر ختان الاناث نهائيا الاسبوع الماضي. وكانت الحكومة حظرت الختان عام 1996 لكنها استثنت "الحالات المرضية" التي يحددها طبيب معالج ويقرها رئيس قسم النساء والولادة في المستشفى الذي تجرى فيه العملية.وبرغم ذلك فان العادة منتشرة على نطاق واسع في البلاد باعتبارها وسيلة للمحافظة على العفة لدى الانثى وتأكيدا للنظافة. ويقوم بعملية الختان طبيب أحيانا وتقوم بها في الغالب قابلة أو قريبة للطفلة.واحتفلت قرية بني زيد الاكراد في محافظة أسيوط باعلانها التخلي النهائي عن عادة الختان لتكون أول قرية في المحافظة تفعل ذلك. وكانت عدة قرى وأحياء في عدد من المحافظات أعلنت التخلي النهائي عن عادة الختان في نطاق مشروع ينفذه المجلس القومي للأمومة والطفولة منذ عام 2003.