نبتة علاجية من قديم الأزل
الصويا Soya Bean هو أحد أقدم الزراعات الغذائية في العالم وأهمها وهذه حقيقة معترف بها في الشرق منذ قرون عدة رغم أن هذا الاعتراف لم يحصل في العالم الغربي إلا مؤخراً.وفول الصويا هو نبتة صينية في الأصل بدأت زراعته قبل 5000 سنة من جانب الامبراطور شنجنانج الذي يعد مؤسس الزراعة الصينية، وقد أدخلت زراعة فول الصويا إلى أوروبا من جانب الإرساليات الفرنسية في سنة 1740 ونمت بنجاح في الحدائق النباتية في باريس وفي سنة 1804 وصلت زراعة فول الصويا إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع أوائل المهاجرين الصينيين وأصبحت محصولا مهما في جنوبي البلاد ووسطها في منتصف القرن العشرين.وفول الصويا من أفضل الأطعمة المغذية ويتم هضمه بسهولة بالمقارنة مع سائر القرنيات وهو أحد أغنى مصادر البروتين وأرخصها ثمناً بحيث يشكل الغذاء الرئيسي للإنسان والحيوان عبر العالم، والأنواع الشاحبة من فول الصويا هي الأكثر ملائمة للاستهلاك البشري وهي فريدة من نوعها بين الخضار من حيث أنها توفر غذاء كاملاً بحد ذاتها، وتحتوي حبة فول الصويا على نسبته 17 بالمئة من الزيت و63 بالمئة من الدقيق و50 بالمئة من هذا الدقيق يأتي على شكل بروتين ولا تحتوي حبة الفول على النشا الذي يعد طعاماً قيما لمرض السكري.وقد أفادت دراسة حديثة أن الأمريكيات من أصل أفريقي اللاتي يأكلن كميات كبيرة من فول الصويا خلال الطفولة ينخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 58 بالمائة.وأكدت ريجينا زيجلر الباحثة في المعهد الوطني للسرطان وعلم الأوبئة والجينات في أمريكا، أن معدلات إصابة النساء البيض بسرطان الثدي أربع أو خمس مرات أكثر من نظيراتهن في الصين أو اليابان.وأوضحت زيجلر أنه تهاجر النساء الآسيويات إلى الولايات المتحدة يزداد خطر إصابتهن بسرطان الثدي خلال عدة أجيال ويصل معدل إصابتهن بالمرض -كذلك الذي للنساء البيض، ما يشير إلى أن عوامل تتعلق بأسلوب الحياة أو البيئة وغير جينية هي وراء ذلك.وركزت الدراسة على 597 امرأة يعانين من سرطان الثدي و 966 امرأة لا يعانين من الأمراض وبعدما تبين أن أمهاتهن كنّ يعشن في أمريكا طلب هؤلاء مقابلتهن أيضاً لمعرفة ما إذا كنّ يتناولن فول الصويا باستمرار خلال طفولتهن.وتوصل الباحثون إلى أن أكل فول الصويا يخفض معدلات الإصابة بسرطان الثدي بـ 58 بالمائة، كما أن تناول هذه المادة بشكل كبير خلال مرحلة المراهقة والبلوغ مرتبط بانخفاض حالات الإصابة بالمرض بنسبة تتراوح ما بين 20 بالمائة و 25 بالمائة.وقد أكد باحثون أن تناول فول الصويا بصفة يومية ربما يساعد النساء بعد انقطاع الطمث على تفادي زيادة الوزن عند منطقة البطن.وفي دراسة شملت 18 امرأة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، وقد وجد الباحثون أن النساء اللاتي شربن مشروبا مصنوعا من الصويا يوميا لمدة ثلاثة أشهر كان حجم الدهون التي زادت لديهن عند منطقة البطن أقل من النساء اللائي تناولن مشروباً مصنوعا من اللبن.ويحتوي الصويا على عناصر تسمى “ ايسوفلافون “ تشبه في تركيبها الـ “ استروجين “ وتميل لأن تكون اجهزة استقبال للـ “ استروجين “ في الأنسجة الدهنية، لذا فإن مادة الـ “ ايسوفلافون “ الموجودة في فول الصويا تساعد على تنظيم التمثيل الغذائي للدهون في الجسم.وقال باحثون برئاسة الدكتورة سينثيا كيه سايتس من جامعة الاباما في بيرمنجهام، أن هذه النتائج الجديدة هي اول نتائج على ما يبدو تثبت ان بروتين الصويا ربما يؤثر على توزيع الدهون عند البطن. كما أكد خبراء التغذية أن بروتينات فول الصويا تساعد على تخفيض نسبة الكولسترول في الدم عند تناول 25 جراماً منها في اليوم.وأوضح الخبراء أن فول الصويا يمتاز أيضاً بتركبيته الأفضل عن باقي أنواع البقول، لأنه يحتوي على بروتينات ممتازة النوعية تستطيع منافسة البروتينات الموجودة في اللحوم وسواها من مصادر الغذاء الحيوانية.ويؤكد الخبراء أن فول الصويا ومنتجاته يعتبر غذاء مناسباً جداً في فترة الرجيم نظراً لمحتوياته الكبيرة من المواد البروتينية، وانخفاض معامل الجليكيميا فيه ، كما يحتوي لحم الصويا أيضاً على كمية كبيرة من الألياف “البكتين”، والمواد التي تعزز تركيبة العظام وقوتها، وتقي الجسم من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية.وتوصلت دراسة أمريكية حديثة إلى أن مادة الاستروجين النباتية الموجودة في الصويا، قد تحمي من الإصابة بسرطان الأمعاء والقولون.ويفيد البروتين الموجود فى الصويا في تقليل عدد الأورام التي قد تظهر فيقللها ويقلصها.فقد وجد الباحثون من خلال الدراسة التى أجريت على الفئران فاعلية البروتين الموجود فى الصويا فى إصابة الفئران بأورام أصغر وأقل عددا في القولون، مقارنة بتلك التي لم تأكل البروتين. كشفت دراسة جديدة أن الصويا قد تكون مفيدة في تخفيف الوزن الزائد، حيث تعمل على تخفيض مستويات الكوليسترول والسكر العالية في الدم.وتبين للباحثين بجامعة كينتاكي من اختبار نوعين تجاريين من بدائل الوجبات، أحدها مشتق من الصويا، بينما يعتمد الآخر علي الحليب، علي مجموعة من البالغين المصابين بالبدانة لمدة 12 أسبوعاً، أن الصويا كانت أكثر فعالية في تحسين الصحة العامة للإنسان وإنقاص الوزن الزائد، مشيرين إلى أنها ساعدتهم على فقد وزن أكبر، كما قللت من مستويات الكوليسترول السييء في دمائهم، كما ساعدت في تخفيض السكر في الدم.