غضون
*من المفارقات العجيبة التي بدت واضحة في المشهد السياسي اليمني الآن أن أفراداً وجماعات تقول الشيء ونقيضه في ذات الوقت دون شعور بالتناقض أو الأخذ في الاعتبار أن الناس لديهم قدرة على عقد المقارنة بين شيئين متنافرين.* قيادات في حزب الإصلاح تنخرط في موكب الداعين إلى تهيئة المناخ الملائم للعمل السياسي والحديث عن التعاون والتوافق والحرص على إيجاد جو نظيف للحوار، لكن في الجزء الثاني من النهار تشتغل في السفاهات وتحرض ضد الآخر وتهاجمه زوراً وبهتاناً بأكثر العبارات قبحاً.. وفي الأيام الأخيرة تولت بعض قيادات الإصلاح مهمة الإساءة المتعمدة للمؤتمر الشعبي ولرئيس البلاد وللحكومة دون مبرر.. وتلك الإساءات لم تكن حتى محمولة بوعاء نظيف بل بأفواه نتنة خرجت منها عبارات غاية في الشناعة.* ومن هذه المفارقات أيضاً الدعوة إلى الاحتكام إلى الدستور والقانون وفي الوقت نفسه المجاهرة برفض أعمال مبادئ الدستور ونصوص القانون على كثير من الحالات والوقائع التي تستدعي ذلك.. فلأن نصوص القانون توجب مساءلة الخارج عن القانون، فإنهم يطالبون بعدم تطبيقه هذه المرة لأن مستحق المساءلة عضو في الحزب.. وتلتقي أحزاب المشترك عند ضرورة إجراء تعديل في قانون الانتخابات لتحسين النظام الانتخابي، وعندما يستجاب لهذا المطلب يرفضون مناقشة مشروع القانون قبل الإفراج عن معتقلين سياسيين هم في الأساس ليسوا معتقلين سياسيين بل متهمون بالتورط في جرائم جنائية جسيمة وغير جسيمة.. وهكذا يتنططون من جبهة إلى أخرى فلا هم ساعدوا أنفسهم ولا هم ساعدوا الآخرين وتركوهم يعملون الصواب.* ويحدثك شيوخ حزب الإصلاح عن أدب الاختلاف وعن عفة اللسان وعن المعروف والحكمة والموعظة الحسنة، ويدعون التعفف عن سوء القول بينما ينتشرون في المهرجانات والمنابر يجاهرون بالفحشاء والمنكر ويتكلمون بلسان “الحطيئة” ولكن من دون عقل “الحطيئة”، فتخرج من أفواههم سفاهات وبذاءات يعتذر عنها “ابن السوق” لو صدرت عنه!*مرشح رئاسي سابق يتحرك هنا وهناك يجاهر بالإساءة لرئيس الدولة بطريقة متعمدة وسافرة.. وهذا الذي يريد أن يكبر بالسفاهة كان في يوم من الأيام المرشح من قبل حزبه في التنافس على المقعد الأول والأهم في البلاد.. تصوروا..