أفتوا بتكفير الحاكم والعاملين بالشرطة والجيش والهيئات القضائية والوظائف الحكومية وحرموا الصلاة في المساجد
الأمن المصري يقبض على جماعة جديدة من جماعات «التكفير والهجرة»
القاهرة/ متابعات :أثار إعلان السلطات المصرية خلال يونيو الماضي عن ضبط تنظيم تكفيري يضم 25 شخصا مخاوف من عودة شبح “التكفير والهجرة” الذي نشط في مصر خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي وكان مسئولا عن اغتيال وزير الأوقاف الأسبق الشيخ الذهبي، حيث ناقش برنامج “صناعة الموت”الذي بثته قناة ( العربية) في حلقة أول أمس الجمعة السمات المميزة لفكر الجماعات التكفيرية التي تعبر عن أقصى درجات التطرف بين الحركات الإسلامية وكانت أجهزة الأمن المصرية نسبت للجماعة الجديدة أنهم أفتوا بتكفير الحاكم بإدعاء إنه لا يحكم بالشريعة الإسلامية ما يستوجب الخروج عليه، وأفتوا كذلك بتكفير العاملين بالشرطة والجيش والهيئات القضائية والوظائف الحكومية، وحرموا الصلاة في المساجد، لكونها ضرراً ولا يقام فيها شرع الله، وحرموا الالتحاق بالمدارس والجامعات، وعدم جواز العذر بالجهل.وذكرت مصادر أمنية أن المتهمين كانوا ينوون الانعزال لحين “إعداد العدة والعودة لمواجهة” المجتمع الذي وصفوه بالمجتمع الكافر، وأفادت مصادر مطلعة أن السلطات الأمنية تحفظت على منشورات وكتب فقهية وأجهزة كمبيوتر تحمل الدعوة لتنظيم التكفير والهجرة.وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، وفي مقابل عشرات الآلاف من المعتقلين والناشطين في التنظيمات المتشددة الكبرى كالجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد لم تشهد مصر إلا بضعة مئات من الناشطين في الجماعات التكفيرية مثل التكفير والهجرة والشوقيين والتوقف والتبين، لكن الخبراء في الجماعات المتطرفة يؤكدون أن عدد الأتباع لا يمثل المعيار الوحيد لقياس خطورة هذه التنظيمات الأصولية.ويرى أولئك الخبراء أن التنظيمات التكفيرية تعتبر الأقل عددا من ناحية الأتباع بين جماعات العنف المتشدد، إلا أنها تعتبر الأخطر في عالم الجماعات السرية الدموية .. وذلك بسبب منهجها الخاص الذي يقوم على السرية التامة والمرحلية في النشاط والتدرج في الانتشار وفقاً لمفاهيمهم المتعلقة بالتحرك على مراحل ثلاث: - المرحلة الأولى (الدعوة ): وتتمثل في نشر دعوتهم بشكل سلمي وبطريقة هادئة داخل قطاعات محددة بغرض توسيع قاعدة الجماعة والانتشار الأفقي لضم من يرونه صالحا للانضواء تحت رايتهم بعد أن يجتاز عدداً من الاختبارات الدقيقة الصعبة التي تحتم على العنصر أن يثبت ولاءه الأعمى لأمير الجماعة ولايناقشه فيما يكلفه من أعمال -المرحلةالثانية (الاستضعاف) : وفي هذه المرحلة يعتزلون المجتمع “الكافر” وينسحبون منه تماماً سواء بالإقامة في الصحراء أو داخل المدينة في الشقق المفروشة مع اعتزال كل الناس من الأهل والأقارب والأصدقاء والانعزال عن المجتمع وعدم الاهتمام بقضاياه ، ويرفضون التعامل مع مؤسساته ويعيشون حياة بدائية وخطورة هذه المرحلة أنها بمثابة عملية “غسيل مخ” جماعي لأعضاء التنظيم.- المرحلة الثالثة (التمكن) : وفيها يبشر أمراء ومنظرو جماعات التكفير أتباعهم بأنهم سيعودون فيها من هجرتهم للمجتمع “الكافر” فاتحين بعد أن أصبحوا أقوى وأكثر عدداً وعدة وعتاداً، ويحدث خلال هذه المرحلة تحول كبير في سلوك أعضاء الجماعة حيث يبيحون أرواح وأموال وأعراض كل من يخالفهم.