عبد العزيز عبدالغني في افتتاح أعمال المؤتمر الفرعي للسلطة المحلية بمحافظة لحج:
الحوطة / عادل قائد / سبأ:وصف رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية بأنها نقطة تحول جوهريةٌ، في طبيعة ومستوى المشاركة الشعبية المنشودة في عملية صنع القرار.وأكد الأهمية الاستثنائية لهذه المؤتمرات في تهيئة الأرضية للمجالس المحلية، ولجماهير الشعب في المحافظات، للنهوض بأعباء المرحلة القادمة، وفي ترسيخ الحق الديمقراطي للشعب بقاعدته العريضة في المساهمة الفاعلة في جهود التنمية المحلية في إطار التنمية الوطنية الشاملة.جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الفرعي الموسع للسلطة المحلية بمحافظة لحج والذي بدأ أعماله أمس بمدينة الحوطة، تحت شعار»الإدارة الفاعلة أساس التنمية الشاملة»، وبمشاركة قيادات وأعضاء السلطة المحلية، والوزراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب وقادة العمل الإداري وأعضاء السلطة القضائية والعلماء والشخصيات الاجتماعية، والأكاديميين ومديري عموم المكاتب التنفيذية، والفعاليات الحزبية وممثلي منظمات المجتمع المدني بالمحافظة.و استهل رئيس مجلس الشورى مشرف المؤتمر كلمته بنقل تحيات فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى المؤتمرين وتمنياته الطيبة لهم بالتوفيق والسداد، ، مثنياً على تفاعلهم مع هذا الحدث الوطني البارز، الذي يجسدون من خلاله قيم العمل المخلص من أجل خير المحافظة والوطن، ويعبرون عن تفاعلٍ خلاقٍ مع استحقاقات هذه المرحلة من تاريخ وطننا وشعبنا.ونوه بالمواقف الوطنية العظيمة لأبناء محافظة لحج، الذين وصفهم بأنهم كانوا ومازالوا ذخر وطنهم، يستندون في ذلك على إرث مشرف من النضال والكفاح الذي خاضوه من أجل الانتصار للثورة اليمنية والنظام الجمهوري والوحدة.وفي سياق تأكيده على أهمية المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية، لفت رئيس مجلس الشورى إلى أنها تأتيً من كونها تنعقد بعد سبعة أشهر على إقرار الحكومة لاستراتيجية الحكم المحلي، التي تشكل آلية عمل علمية ومنهجية فعالة، وتهدف إلى التهيئة المؤسسية والفنية والبشرية للانتقال إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات.. لافتاً إلى البعد الجديد الذي تضيفه هذه المؤتمرات إلى مسيرة تسعة عشر عاماً من الديمقراطية والتنمية، مُعَبَّراً عنه بالمشاركة الشعبية الواسعة في صنع القرار، التي تمثل أيضاً أهم إنجازات العهد الوحدوي المبارك. وقال:» لقد عبر نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات، والاستراتيجية المرتبطة به، عن إرادة جادة ومخلصة، لقيادتنا السياسية، تبرهن عليها المكانة التي يحتلها نظام الحكم المحلي، أولوية وطنية، ومكوناً بارزاً في منظومة الإصلاح والتطوير».ونوه بالخطوة الهامة التي قطعها الوطن على طريق الإيفاء بهذا الاستحقاق والمتمثلة بإجراء أول انتخابات لمحافظي المحافظات، التي قال إنها أعطت مؤشراً قوياً على جدية الدولة في إنجاز التحول المنشود نحو الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وعبرت عن حرصها على جعله حكماً محلياً كفؤاً وقادراً على النهوض بأعباء التنمية المحلية، وعلى إشراك القاعدة العريضة من أبناء الشعب في إدارة شئونهم بأنفسهم. وتوجه الأخ عبد العزيز عبد الغني إلى المشاركين في المؤتمر بالقول: إننا نتوقع من مؤتمركم أن يقف أمام استحقاق الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وقفةً جادةً تليق بحجم التحول الذي يعد به، وأن يثريه بالمناقشات والتصورات والمقترحات، المستمدة من خبراتكم الميدانية واتصالكم المباشر بقضايا وشئون السلطة المحلية.حاثاً المؤتمرين على الإحاطة بأفضل الآليات، والإمكانيات الفنية والمادية والبشرية المتاحة على مستوى المحافظة، التي ستساعدها على بلوغ مرحلة الحكم المحلي واسع الصلاحيات بالنجاح الذي ننشده.كما حثهم على الاضطلاع بمهمة تقييم واقع المحافظة بشفافية ومسئولية، والتركيز على تطوير وتنمية الموارد البشرية، واعتبارها أولوية ملحة لهذا المؤتمر وللسلطة المحلية في المحافظة، بما تشكله من أداة فعالة في الاستفادة من الإمكانيات الواعدة للمحافظة.ونوه رئيس مجلس الشورى مشرف المؤتمر بالاهتمام الذي لقيته محافظة لحج من قبل الدولة، والذي ، تعبر عنه المؤشرات التنموية، التي تضعها ضمن أكثر المحافظات استئثاراً بالدعم المركزي لمختلف قطاعات التنمية.. مشيراً إلى أن إجمالي الدعم المركزي للمحافظة خلال الخمسة أعوام الماضية بلغ أكثر من مائة مليار ريال، تم توظيفها لتنفيذ 766 مشروعاً تغطي كافة المجالات.. وأكد في الوقت نفسه حرص الدولة وعنايتها بالأولويات التنموية في المحافظة، ومن بينها قطاع الإسكان، الذي قال إنه يحظى باهتمام وحرص واضحين على إنمائه خلال الفترة القليلة القادمة، من خلال مشروع الصالح السكني. وعبر عن ثقته بالمستقبل الواعد لمحافظة لحج، التي قال: إنها تتمتع بإمكانيات متنوعة: زراعية، وسمكية، وصناعية.وأكد أهمية وقوف المؤتمرين على النجاحات التي تحققت في القطاع الصناعي بالمحافظة، والتداول حول أفضل الأفكار التي من شأنها أن تساهم في تطوير دور ومكانة هذا القطاع في الحاضر والمستقبل. واعتبر رئيس مجلس الشورى أن تعظيم الموارد المحلية للمحافظة، يتوقف على مدى استيعاب المؤتمر والسلطة المحلية لدورهما في التغلب على مجمل الصعوبات التي قد تؤثر على عملية تنمية وتعظيم الموارد الذاتية للمحافظة، وتتوقف أيضاً، على يقينها بأن التغلب على هذه الصعوبات، ليست مهمة حصرية للسلطة المركزية، بقدر ما هي مهمة السلطة المحلية في المقام الأول. وعبر رئيس مجلس الشورى عن تطلعه إلى أن يخرج مؤتمر السلطة المحلية الفرعي الموسع بمحافظة لحج بنتائج عملية، وبرؤية واضحة بشأن القضايا المطروحة أمامه، تكون مستوعبة لأولويات المحافظة، وفي مقدمتها، الإحاطة بالتحديات المختلفة التي تواجه المحافظة، واقتراح الحلول والمعالجات المناسبة لها، والتحديد الدقيق لمتطلبات التنمية البشرية والبناء المؤسسي والتهيئة الفنية والإدارية والمادية للانتقال بالمحافظة إلى مرحلة الحكم المحلي واسع الصلاحيات.وكذا الإحاطة بالإمكانيات الذاتية للمحافظة، وبالسبل الكفيلة بتنميتها وتعظيمها واستغلالها الاستغلال الأمثل، لفائدة المحافظة وتحقيق التنمية فيها في إطار التنمية الوطنية الشاملة.وتطرق الأخ عبد العزيز عبد الغني إلى الأبعاد التي يكتسبها مؤتمر المحافظة الفرعي الموسع، بما يتمتع به من حضور واسع لمختلف الفعاليات .. معتبراً أن المستوى الذي ينعقد به المؤتمر وسائر المؤتمرات الفرعية الموسعة في المحافظات، يكرس أهميتها باعتبارها نمطا فريدا من المسئولية الوطنية التي لا تستثني أحدا ولا تغفل رأي أحد، ويوفر فرصة مناسبة لأن ينفتح المشاركون فيه على كل القضايا التي تهمهم وتهم المحافظة والوطن.وخلص من ذلك إلى التأكيد على أن شعبنا اليمني اليوم، هو أقدر على التعبير عن مصالحه، وجدير بأن يحمل أمانة المسئولية، ليس فقط في إدارة شأنه المحلي، ولكن في التعامل مع كل ما يعنيه ويهمه من قضايا الشأن العام على المستوى الوطني.وخاطب المؤتمرين قائلا: إنكم من خلال هذا المؤتمر، تعبرون عن روح المشروع الوطني، الذي نراهن عليه، ونحقق من خلاله آمال وتطلعات شعبنا اليمني العظيم من أجل غدٍ أفضل.وأضاف: لقد أنهى شعبنا في الثاني والعشرين من مايو عهداً طويلاً من الفرقة والتمزق والشتات والصراعات الدموية، وانفتح على المستقبل بكل ثقة، وآمن بخياره الوحدوي، وباليمن القوي الموحد.وأكد رئيس مجلس الشورى إيمان الشعب اليمني الذي لا يتزعزع، بالحوار، باعتباره منهج حياة، وأحد المعاني العظيمة للديمقراطية، والخيار الأوحد في حسم القضايا الصغيرة منها والكبيرة، وباعتباره الضمانة القوية لكل أشكال التداول الحر للرأي في مختلف قضايانا الوطنية، تحت سقف الوحدة، وتحت مظلة الدستور والقانون، وفي إطار المؤسسات الدستورية للدولة.من جانبه ألقى محافظ لحج محسن علي النقيب كلمة عن قيادة السلطة المحلية، رحب من خلالها بالمشاركين في المؤتمر، وهنأ باسمهم القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح بمناسبة العيد الوطني التاسع عشر للجمهورية اليمنية 22 مايو.وقال» الوحدة اليمنية جاءت بتضحيات شعبنا وبنضاله الطويل وأعادت الهوية للأرض والإنسان وبها انتصرت إرادة الشعب وتوحدت عزيمته».وأضاف :»إن الإنجازات التي تحققت في المحافظة لامست مختلف مناحي الحياة، وكل المؤشرات تبشر بتنمية واعدة».. معدداً المشاريع التي تم تنفيذها في المحافظة خلال عمر الوحدة المباركة.وتحدث محافظ لحج عن التوجهات الاستثمارية في المحافظة، التي قال إنها ستشمل زيادة في الإنتاج الزراعي، وعناية بالمياه الجوفية، ورفع الإنتاج السمكي للمحافظة ليصل إلى أكثر من 27 ألف طن عام 2010م، وكذا زيادة حجم صادرات المحافظة من الأسماك.وأكد عزم السلطة المحلية على تعزيز البنية التحتية للمنطقة الصناعية، والاهتمام بالبنية التحتية لقطاع السياحة، و استكمال مشاريع الطرق الثانوية والريفية، وزيادة في حجم التغطية الهاتفية لتصل إلى 304072 عام 2010م.وكشف النقيب عن خطط السلطة المحلية لرفع نسبة التغطية في شبكة المياه والصرف والصرف الصحي والتغطية الكهربائية من الشبكة العامة.وتطرق في كلمته إلى مجريات الأحداث في المحافظة، واصفاً ما يقوم به البعض بأنه يلحق الضرر بالسلم الاجتماعي وبأمن الوطن وسلامته.وقال :» إن أبناء المحافظة بمختلف أطيافهم يدركون خطورة تلك الدعوات المأزومة لأصحاب المشاريع الصغيرة وفاقدي المصالح، ويدركون مخاطر الفرقة وكوارث التشرذم وعوامل تفتيت وتأزيم المشاعر الوطنية والتأثيرات السلبية لبث ثقافة الكراهية».ودعا مثيري الأزمات إلى إدراك أهمية الحفاظ على سير عجلة التنمية والبناء والالتفات إلى ما تحقق من إنجازات وطنية كبيرة وصيانتها والدفاع عنها.. مؤكداً أهمية الحوار لحل القضايا، وتأييد أبناء المحافظة المطلق لدعوات فخامة الأخ الرئيس للحوار ولمبادراته بهذا الشأن.وقال « لقد كان لمحافظة لحج شرف إعلاء وممارسة التوجهات الوحدوية والآمال الوطنية».فيما استعرضت وكيلة وزارة الإدارة المحلية خديجة ردمان، استراتيجية الحكم المحلي والبرنامج التنفيذي للاستراتيجية، اللذين أقرتهما الحكومة قبل سبعة أشهر.واستعرضت مبادئ وأهداف الاستراتيجية والفترة الزمنية التي يتضمنها البرنامج التنفيذي، مشيرة إلى الأبعاد الهامة لهذه الاستراتيجية التي تؤسس لحكم محلي واسع الصلاحيات قوي وكفء.كما بينت النتائج المتوقعة للاستراتيجية في النهوض بمهمة التنمية المحلية عبر المجالس المحلية في إطار التنمية الوطنية الشاملة.واستعرض محافظ لحج التقرير العام المقدم الى المؤتمر والمتضمن المؤشرات التنموية والانجازات المحققة بالمحافظة ومستوى تنفيذ البرنامج الاستثماري.واوضح التقرير ان المحافظة شهدت نموا في الإيرادات السنوية خلال الفترة من 2003 م ـ 2008م والتي كان لها الأثر الواضح في قدرة المحافظة على تنفيذ 766 مشروعا تنمويا وخدماتيا بتكلفة اجمالية تصل إلى عشرة مليارات و174 مليون و818 ألف ريال.وبين التقرير ان اجمالي الموارد العامة للسلطة المحلية في العام 2008م بلغت مليار و77 مليون و388 ألف و645 ريال، وفي العام 2007م مبلغ وقدرة 829 مليون و939 ألف ريال.. موضحا ان المصروفات الجارية للعام 2007م بلغت 13 مليار و360 مليون و 705 ألف ريال من إجمالي المصروفات الجارية المعتمدة والبالغة 13 مليار و308 ملايين و858 ألف و866 ريال، فيما بلغت المصروفات الاستثمارية مبلغ وقدرة 716 مليون و283 ألف ريال موزعة على مراكز المحافظة ومديرياتها.وأشار الى ان إجمالي المبالغ المعتمدة للبرنامج الاستثماري على مستوى السلطة المحلية للأعوام 2007م و2008م والفصل الأول من عام 2009م بلغت مليارين و474 مليون و893 ألف ريال يضاف إليها تكلفة الدعم المركزي للمشاريع المتعثرة مبلغ وقدرة 202 مليون ريال ليصبح المعتمد مليارين و676 مليون و893 ألف ريال صرف منها ملياران و 34 مليون و 73 ألف ريال بواقع 78 بالمائة.واستعرض التقرير المؤشرات التنموية الأساسية للمحافظة ومنها الزراعة وحيث حصلت المحافظة على المرتبة الرابعة عشرة في إنتاج المحاصيل الزراعية من الحبوب والفواكه والخضروات والمحاصيل النقدية، اضافة الى الجانب الصناعي في عدد من الصناعات وتوفر عدد من الموارد الطبيعية التي تدخل في صناعة الاسمنت والطوب الحراري وغيرها من الصناعات الأخرى.وفيما يتعلق بإعداد الخطط والموازنات المحلية أفاد التقرير بأنه قد تم نقل الصلاحيات إلى جميع مديريات المحافظة دون استثناء في عام 2002 حيث تعتبر محافظة لحج من أوائل المحافظات التي منحت الصلاحيات كاملة للمديريات في مجال إعداد وتنفيذ الخطة التنموية والموازنة الجارية وتنفيذ البرنامج الاستثماري بالاضافة إلى منح لجان المناقصات بالمديريات القيام بكافة إجراءات المناقصات للمشاريع المعتمدة في خطط تلك الوحدات الإدارية منذ عام 2002 م .وألقيت في الحفل قصيدة شعرية معبرة عن أهمية انعقاد المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية، وعن القيم العظيمة للوحدة والديمقراطية، ألقاها فؤاد داؤود، ونالت استحسان الحاضرين.هذا وقد اختار المؤتمرون في جلسة اليوم أربع لجان لدراسة التقرير العام للمحافظة، والرؤية الاستراتيجية للحكم المحلي، وواقع التنمية وأولويات المحافظة في هذا المجال، فضلاً عن صياغة البيان الختامي للمؤتمر.