تلميذ تم تجنيده في إحدى المدارس الإسلامية الباكستانية
كابول / متابعات :العمر : 14 عاما..المهمة: تنفيذ عملية انتحارية هدفها قتل حاكم إقليم خوست الأفغاني.الخاتمة إلقاء القبض عليه ومنحه عفو الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ومبلغ 2000 دولار أميركي وإعادته إلى باكستان. انها قصة الطفل الباكستاني رفيق الله المنتمي إلى حركة طالبان والذي عبر الحدود الباكستانية الشهر يونيو الفائت مرتديا حزاما ناسفا لتنفيذ عملية انتحارية. وقف رفيق الله بوجهه الطفولي وشاربه الذي بدأ بالظهور والى يساره والده الملتحي والى يمينه الرئيس الأفغاني كرزاي في احتفال العفو الخاص به والذي أثار موجة انتقادات واسعة ضد كرزاي باعتبار ان هكذا خطوة قد تشجع على العمليات الانتحارية.رفيق الله تلميذ في إحدى المدارس الإسلامية الباكستانية، هناك كان من المفترض ان يتعلم القرآن لكنه وعوضا من ذلك تم تجنيده لتنفيذ عمليات انتحارية. يقول والده انه حين كان يذهب للسؤال عن ابنه ويطالب برؤيته كان المسؤولون هناك يرفضون الإجابة ويقومون بصرفه .ولم يكن أمام هذا التاجر الفقير سوى العودة بقلقه إلى منزله القائم في وزيرستان جنوب باكستان."إننا نواجه واقعا مريرا اليوم..لقد تم إرسال طفل إلى "المدارس" ليتعلم القرآن والإسلام، لكن أعداء أفغانستان قاموا بتوجيهه نحو الإرهاب وقاموا بتحضيره كي يموت ويقتل غيره "، هكذا علق كرزاي أمام الصحافيين ويده على كتف المراهق الانتحاري.وتابع كرزاي بينما أحنى رفيق الله ووالده رأسيهما طوال كلمة الرئيس الأفغاني"اعتقدت عائلة هذا الصبي أنه يتعلم الإسلام، لكن ما حدث ليس ذنبه أو ذنب عائلته.إن أعداء الإسلام أرادوا له أن يدمر حياته وحياة إخوانه المسلمين.أنا أعفو عنه وأتمنى له حياة جيدة"."أنت الآن حر يمكنك العودة إلى بلادك.لقد منحك الشعب الأفغاني عفوه ولقد سامحك".أضاف كرزاي وهو يلتفت إلى الطفل مبتسمًا. وعن رسالته إلى باكستان قال "أحمل رسالة سلام ومسامحة وسعي لعلاقات أفضل..لا رسالة خداع الأطفال وتوريطهم بالإرهاب والانتحار". "أنا سعيد جدا لأنه تم العفو عني وسأعود إلى منزلي" قال رفيق الله وهو يغادر القصر الرئاسي الأفغاني مع والده.اليوم يقبع الطفل في منزله ووالده سيعود إلى عمله..حكاية بنهاية سعيدة ،لكن سعادتها انتهت في أفغانستان. رفيق الله سيعود إلى حيث تم تجنيده، فإعادة تجنيده مجددا أو الانتقام منه أو معاقبته ستبقى جزءا من حكاية لن يعلمها أحد.لا يمكن فصل حكاية رفيق الله عن أحداث المسجد الأحمر الذي فتح الأعين على دور بعض المساجد والمدارس الإسلامية في التحريض وتجنيد الأطفال وتدريبهم على العنف.تقول التقارير الأميركية إن تجنيد الأطفال يأتي كنتيجة مباشرة للشح الذي باتت تعاني منه المنظمات "الإرهابية" في المقاتلين،إضافة إلى تراجع الدعم الشعبي لهم. لذلك تتجه هذه المنظمات لتجنيد الأطفال لعدة أسباب أهمها سهولة التأثير فيهم وقدرتهم على الإفلات من الشكوك وعبور الحواجز من دون إثارة الانتباه.محمد لطيف ومحمد إسلام طفلان آخران تم تدريبهما في معسكر في كشمير الباكستانية وتم اعتقالهما على خط المراقبة الفاصل بين الهند وباكستان. يقول إسلام إن المسئولين عنه لم يشرحوا له أو لأي من مجموعته المخاطر التي قد تواجههم نحن ببساطة دُفعنا إلى هذا الجانب وطلِب منا أن نقاتل الجيش الهندي".ألطاف حسين طفل يبلغ الثانية عشرة من عمره تم تجنيده ضمن منظمة "لاشكار" .يقول ألطاف "كنا نتولى مهمات من بينها غسل الصحون وتجميع الحطب". ويضيف" هناك عدد كبير من الأطفال الذين يتم استخدامهم لأغراض جنسية وأي محاولة للفرار تقابل بالعقاب الجسدي ".تبنى مجلس الأمن بالإجماع عام 2005 قرارا يقضي بحماية الأطفال خلال الحروب والنزاعات المسلحة. واتفق المجلس حينها على مراقبة أكثر من 50 حكومة وجماعة متمردة متهمة بانتهاك حقوق الأطفال ومعاقبة من لا يلتزم بالقرار. وضمت القائمة التي أعلنت في شهر فبراير من العام نفسه الدول والجماعات التي لا تتخذ الاجرءات المناسبة لحماية الأطفال وهم متمردو التأميل في سريلانكا وجماعات متمردة في بوروندي والسودان وساحل العاج والكونغو الديمقراطية والصومال. إضافة إلى جماعات المتمردين في النيبال وجيش الرب للمقاومة في أوغندا. وحدد المجلس العقوبات بفرض قيود على السفر وحظر على شراء السلاح وحظر على الحصول على مساعدات عسكرية وفرض قيود مالية. اتخذ مجلس الأمن قراره حينها بالإجماع، لكن هذا الإجماع وهذه العقوبات لم تكن كافية للحد من تجنيد الأطفال في الصراعات.يرى بعض الخبراء ان قدرة الأمم المتحدة على المراقبة والحد في قضية تجنيد الأطفال أشبه بقدرتها على وقف النزاعات والحروب.نزاعات لم تتقلص خلال الأعوام الماضية بل زادت واتسعت رقعتها.فظاعات الحروب لا تلتزم بقرارات ولا معاهدات ولا عقوبات أقرت بالإجماع، حكاية رفيق الله قدر لها ان تروى، لكن حكايات أخرى أكثر مأسوية وبنهايات" غير سعيدة" ما زالت تسطر يوميا..هناك في مكان ما مئات الأطفال الذين يولدون ويعذبون ويموتون ولا يعلم بهم أحد.