الامم المتحدة : عدد القتلى العراقيين يرتفع إلى مستوى جديد في أكتوبر
بغداد / وكالات :يجتمع الرئيس الامريكي جورج بوش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الاردن الاسبوع المقبل مع تنامي الضغط على الاثنين للتحرك بشكل حاسم لمنع انزلاق العراق الى حرب أهلية أو حالة عارمة من الفوضى قد تشيع حالة من عدم الاستقرار في المنطقة كلها.ويعقد اجتماع بوش والمالكي في بلد أكثر أمنا من العراق ويجيء بعد ان يزور الرئيس العراقي جلال الطالباني طهران في مطلع الاسبوع القادم لعقد قمة مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.كما يجيء الاجتماع بعد الزيارة التاريخية التي قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم للعراق وكانت أول زيارة يقوم بها وزير سوري للبلاد منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003 .وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين ان بوش سيطير الي العاصمة الاردنية عمان عقب قمة حلف شمال الاطلسي التي ستعقد في ريجا عاصمة لاتفيا وسيجري محادثات يومي 29 و30 نوفمبر مع المالكي للتركيز على جهود "بناء الامن والاستقرار في العراق."وقال سنو وهو يقرأ بيانا أمريكيا عراقيا مشتركا على متن الطائرة التي أقلت بوش في طريق عودته الي واشنطن من جولة في اسيا "سنركز مناقشاتنا على التطورات الحالية في العراق والتقدم الذي تحقق حتى الان في مداولات لجنة مشتركة على مستوى عال بشان نقل المسؤولية الامنية ودور المنطقة في مساندة العراق."وتضع الفوضى في العراق ضغوطا متزايدة على كل من بوش والمالكي لمحاولة ايجاد وسيلة لوقف اعمال القتل.وأعلنت الامم المتحدة أمس الاربعاء ان عدد القتلى العراقيين ارتفع لمستوى جديد في أكتوبر وان أكثر من مليوني نسمة نزحوا عن ديارهم منذ الغزو الامريكي فرارا من العنف الذي يجتاح البلاد.وأظهرت أرقام وردت في تقرير للامم المتحدة تستند لبيانات وزارة الصحة أن عدد القتلى المدنيين بلغ 3709 قتلى في أكتوبر ارتفاعا من 3345 قتيلا في سبتمبر. وفي يوليو بلغ عدد القتلى 3590 قتيلا وكان أكبر عدد سجل من قبل.وستكون المحادثات بين بوش والمالكي أول محادثات مطولة بينهما منذ ان وعد الرئيس الامريكي بتوجه جديد في العراق بعد فوز معارضيه الديمقراطيين وهيمنتهم على الكونجرس. كما تجيء بعد شهر من تحدث الاثنين لتخفيف التوتر بعد ظهور ضيق من كلا الجانبين من طريقة أداء الاخر لوقف العنف في العراق.ويضغط السياسيون الامريكيون خاصة الديمقراطيون لسحب القوات الامريكية من العراق ويشعرون بخيبة أمل من فشل المالكي في حل الميليشيات التابعة لانصاره وحلفائه الشيعيين رغم تسلمه السلطة قبل ستة أشهر.ويحث حلفاء للولايات المتحدة بوش على اجراء حوار مع ايران وسوريا بشان العراق لكن رد فعل واشنطن على الفكرة اتسم بالحذر حتى الان وأيضا على الفورة الدبلوماسية الاقليمية التي شهدت استئناف سوريا العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع العراق والاعلان عن زيارة الطالباني لايران.وقال ستيفن هادلي مستشار الامن القومي للبيت الابيض ان ادارة بوش ليس لديها اعتراض على تحسين العلاقات بين العراق وسوريا وايران.واضاف قائلا "نعتقد أن من المهم ان يتحدث العراق مباشرة الي هاتين الدولتين وأن يوضح لهما أن عليهما أن يقوما بدور ايجابي في السعي الى الامن والاستقرار والديمقراطية في العراق."وينتظر بوش توصيات بشان العراق من المتوقع ان تصدر الشهر القادم عن لجنة يرأسها وزير الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر وعضو الكونجرس السابق لي هاميلتون. وتجري وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) مراجعة من جانبها للنهج في العراق.وقال هادلي ان الترتيبات لاجتماع بوش والمالكي بدأت قبل حوالي اسبوع. لكنه قلل من شأن توقعات بأن يصدر اعلان هام وجريء عقب المحادثات.ويرى بعض المحللين ان الرئيس الايراني المناهض للولايات المتحدة والذي تتهم واشنطن بلاده بمساندة الميليشيات الشيعية في العراق قد يكون هو المحرك وراء زيارة الرئيس العراقي لطهران لاجراء محادثات ايرانية عراقية بقصد تحريك الرئيس الامريكي.لكن المشاعر والانقسامات الطائفية تغلي في البرلمان العراقي ويخشى كثيرون من ان يكون الوقت قد نفد بالفعل امام الدبلوماسية لمنع انزلاق العراق الى حالة من الفوضى مع سقوط المئات قتلى كل اسبوع ونزوح الالاف من منازلهم بسبب العنف.وأبرز الانفجار الذي وقع امس الثلاثاء قرب برلمان العراق والذي الحق أضرارا بسيارة رئيس المجلس التوترات وزاد من مخاوف حدوث هجمات جديدة في المنطقة الخضراء المحصنة في قلب بغداد. إلى ذلك قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت أمس الاربعاء ان بلادها قد تنقل السيطرة على محافظة البصرة للحكومة العراقية في الربيع القادم.وأضافت أمام البرلمان "ان التقدم الذي تشهده عمليتنا الحالية بالبصرة تمنحنا الثقة بأننا قد نتمكن من انجاز عملية التسليم في تلك المحافظة... عند مرحلة ما في الربيع القادم." على صعيد اخر دعا المرجع الشيعي علي السيستاني إلى "وحدة الموقف لكل مكونات" المجتمع لتجنب "الأخطار والصعوبات" التي يمر بها العراق.وقال السيستاني في كلمة ألقاها في مكتبه أمام وفد الجامعة الإسلامية في النجف إن "الذي يمر على البلاد يحتاج إلى أن تقف جميع المكونات وقفة واحدة ويصنعون موقفا واحدا أمام الأخطار والصعوبات التي تقف حائلا أمام منفعة المواطن واستقراره".ودعا إلى "النظر أولا إلى ما فيه مصلحة المواطن والوطن وأن يتعاملوا بصدق النوايا والسلوك وتطبيق ذلك على أرض الواقع".يشار إلى أن إمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي، وهو من الوجوه البارزة في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم، كان أسس الجامعة الإسلامية في النجف بعد سقوط بغداد عام 2003 .من جهة أخرى دان الحزب الإسلامي العراقي محاولة اغتيال رئيس البرلمان محمود المشهداني بواسطة عبوتين ناسفتين وضعتا في سيارته داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد.ميدانياُ قالت مصادر في الشرطة العراقية إنها عثرت على جثة مدير المعهد العربي للنفط الدكتور عز الدين الراوي، بعد اختطافه على أيدي مجهولين في منطفة الشعلة شمال غرب بغداد.وقرب بعقوبة اغتال مسلحون مدير ناحية هب هب علي الشيباري في هجوم استهدف سيارته وأصيب فيه أربعة من مرافقيه.في غضون ذلك قتل ثلاثة من عناصر الشرطة في هجوم مسلح شنه مجهولون صباح أمس الأربعاء على نقطة تفتيش في وسط مدينة بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى شمال شرق بغداد.وقالت المصادر الأمنية إن "اشتباكات أعقبت الهجوم مع المسلحين الذين تمكنوا من الفرار".