صباح الخير
من اللازم النظر الى المناسبة الوطنية الأعز التي نحتفل اليوم بعيدها السابع عشر لا على أنها ذكرى سنوية نلتقي بها في كل عام مرة وكأننا بصدد تقليد موسمي يغيب عاما ويحضر يوما.. بل باعتبارها الحقيقي المقترن بحياة الوطن وحيوية المشهد اليمني المتجذر في ادق تفاصيل المحتوى الداخلي الخصب للنص الوحدوي المعيشي.لم يعد لائقا اجتزاء مفردة الوحدة عن سياقها الحياتي ووجودها المزروع في حياة الوطن والناس وعلى مساحة الخارطة وامتداد الجغرافيا.الوحدة التي نحتفل ونحتفي بها هي اكثر من مجرد عيد سنوي او ذكرى موسمية، واكبر من كونها ذلك المعنى الجميل الذي يتبادر الى الذهن حالما يحل موعد ذكرى يومها الوطني على تعاقب المواسم ودوران الاعوام.العظمة والعبقرية في الوحدة .. يجيئان من الديمومة الفاعلة والتواجد الاستمراري المترادف مع الحياة ذاتها في اللمحة المتوالية والآن المستمر الى ما لانهاية.ويفترض ان يعني هذا بأن الوحدة ليست كائنا رمزيا يعيش في الفراغ، او معنى ما، مهما يكن عظيما ومدهشا الا انه ايضا يظل محايدا ورمزيا اكثر منه قريبا ومتداخلا في النص اليومي للحياة والسيرة الاستمرارية المتدفقة للاحياء والكائنات التي تشكل في مجموعها النهائي والشامل (الوطن) او (اليمن الواحد).وإنما هي _ الوحدة – القيمة الحية والحقيقية الدائمة والأصدق التي تعيش وتحيا باستمرار بين الناس وعلى خطوط وتفاصيل الخارطة والجغرافيا.إنها الوطن واحدا .. والوحدة وطنا .. وهي سيرورة الذات والشخصية اليمنية خلال العالم وفي يوميات النص التاريخي المعيشي والمتخلق يوما عن يوم ولمحة بلمحة.نحن لانحتفل بمناسبة فوق ارضية .. بل بالوحدة التي نعيشها وتعيش.. بالوحدة التي تحضرها وتحضرنا، وهي حاضرة بحضور الوطن متجذرة بأنفاسه واعراسه وامانيه وتحولاته المتتابعة والمتراكمة .. خيراً وانجازاً واصرارا على تثميد المكتسبات وتنمية الذات والوصول الى الغد الموعود والآمال المنشودة.المناسبة الاعز التي نقيم لها الاعراس اليوم .. هي ذاتها التي نعيشها كل يوم .. وبها نتصل ونتواصل مع العالم من حولنا ومع المستقبل القادم من عميق احلامنا وطموحاتنا الجسورة والواثقة.لايمكن بحال من الاحوال ان نتناسى عظمة وكبرياء الوحدة والمنجز الوحدوي الحي، كما يجهد البعض نفسه في تغييب الفرحة وتغليب القنوط وافتعال قلق هامشي لا ولن يقوى ان يحجب عظمة منجز صار هو الحياة.