المتأمل في بواطن الخطاب السياسي الراهن لأحزاب "اللقاء المشترك" سيصل إلى استنتاج خاطئ مفاده "أن المساحة الجغرافية للمناطق الجنوبية – الشرقية من أرضنا اليمانية المعطاءة وأناسها الطيبين تعرضت بين عشية وضحاها – لا ندري متى وكيف – لحملة استعمارية – استيطانية شعواء من قبل مخاليق متحجرة القلوب ولا يمتون لأناس الأرض بصلة".وأن هذه المخاليق التتارية التي جاءتنا من خارج كوكب الأرض قد التهمت وبشراهة مخيفة كل شبر وذرة تراب وزقاق من أراضي المناطق الجنوبية الشرقية ، إلى حد بلغ الأمر بأنه من سابع المستحيلات أن يجد المرء (فشخة) ليضع عليها موطئ قدمه وقد بلغ الظلم وافتراس الأنفس وإزهاقها حداً يشيب له شعر الوليد وأن أشلاء الضحايا يمكن أن تشاهد بالعين المجردة وهي مبعثرة على كل الشوارع والنواصي والأرصفة متعفنة تنهشها الصقور والقوارض وإن ما تبقى من سكان هذه المناطق قد تحولوا وبأعجوبة تحركها غريزة حب البقاء والمقاومة إلى أناس من نوع غريب لهم صفات غاية في الغرابة لا يأكلون ولا يشربون ولا يمارسون ما يمت بأي صلة لأبناء البشر.فقد كفوا عن المأكل والمشرب واكتفوا باستنشاق الهواء لتجديد الحياة والنشاط بين مسامات أجسادهم وأرواحهم بل أنهم يتناسلون بما يشبه طريقة التلقيح عن بعد فيما يعتقد البعض بأن هذه العملية ربما تتم عن طريق ابتكار تكنولوجي تقني شبيه بعملية التراسل عبر أجهزة الانترنت فيما يرجح البعض الآخر بأنها تتم عن طريق جهاز الفاكس لتقليل التكاليف التشغيلية غير أن يذهب بعضهم ذهب للتأكيد وبإصرار عجيب على أن الابتكار قد تم فعلاً وقد أثبتت التجربة نجاحه المذهل ولكن بما يشبه جهاز التلفون النقال نظراً لصغر حجمه وسهولة إخفائه عن الأعين هامسين بين أذنيك لا تنسى "إذا ابتليتم فاستتروا".ولعمري أن المتأمل بهكذا خطاب كيدي سيصل إلى قناعة تامة بأن مثل هذا الخطاب إنما هو موجه لأناس تعيش خارج النطاق الجغرافي للمعمورة ولا توجد إلا في مخيلات مصدري مثل هذه البضاعة السياسية الكيدية الزهيدة القيمة للغاية أم أن مروجوها قد أصيبوا بداء الهلوسة والهذيان والخبل في آن واحد ولم يعد يدركون أنهم مازالوا على صلة بالعيش في عصر ثورة تكنولوجية المعلومات وتقنية الاتصال العلمية المذهلة لحد أضحى من العسير بل العسير جداً إخفاء ما هو بحجم ثقب الإبرة ؟! ومع ذلكم ما يزالون يصرون على أن الكارثة قد حلت على أراضي وأناس هذه البقعة من الوطن اليماني فالناس حسب مكايدهم من أين لهم بالمأكل والمشرب والملبس بعد أن تم نهب كل شيء عليهم وتسريحهم من أعمالهم وغلق كل أبواب الرزق بوجوههم وممارسة بحقهم أبشع وأشنع أنواع الإبادات الجماعية وعلى مدار الساعة منذ يوم 22 مايو المجيد وحتى الساعة ولولا ابتكار أجهزة التلقيح والتناسل عبر التراسل التكنولوجي والاكتفاء باستنشاق الهواء كوسيلة وحيدة للتناسل والتكاثر والبقاء لكانوا قد أبيدوا عن بكرة أبيهم في الدقائق الأولى لرفع علم الوحدة المباركة صبيحة 22 مايو 1990م من قبل فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح ليرفرف عالياً خفاقاً في سماء مدينة عدن الباسلة التي ما لبثوا يتباكون عليها زوراً وبهتاناً بعد أن عاثوا فيها فساداً لا يرضي الله ولا رسوله أبان جثمهم على صدر الوطن والشعب ما يربو عن 23 عاماً مرت وكأنها ملايين السنين
هذيان كيدي
أخبار متعلقة