إن الفرائض الإسلامية، والآداب الدينية، لها هدف نبيل، ويكمن وراءها حكمة غالية، بعضها يخفى علينا، والبعض الأخر تبدو فوائده جلية واضحة، والبعض إن لم نعرفه اليوم، فقد نعرفه غدا، وكثيرا ما يستطيع العلماء أن يلموا بأطراف من تلك الحكمة الشاملة، وبديهي أن أوامر الله ونواهيه، تنشد السعادة لبني البشر، وتهدف إلى الخير والصلاح والسعادة وتحقيق الفائدة للأفراد والمجتمعات.فعندما نصوم يجب أن ندرك منذ البداية، أن أساس العبادة هو الطاعة، فنحن نصوم لأن الله أمرنا بالصوم، والجزاء الأوفى عنده سبحانه وتعالى يوم الحساب، تلك هي فلسفة الصوم أساسا، وبعد ذلك نستطيع أن نبحث عن فائدة الصوم التي تنعكس آثارها في أجسادنا ونفوسنا، وتلك منافع نلمسها في الدنيا، وندرك أبعادها وأهدافها بالمقاييس العلمية المتاحة لنا في أيامنا هذه.والصوم ليس تعذيبا أو حرماناً مقصودا لذاته، ولكنه صحة وتربية وطاعة، وتدريب على الالتزام، والالتزام أساس أي تقدم حضاري، والفارق الرئيسي بين الأمم المتقدمة والأمم المتخلفة، هو الأولى التزمت بمبادئ معينة في بحوثها العلمية، وسلوكها العملي، وكفاحها في الحياة، وشرائعها الموضوعة، ولذلك أمكنها أن تتفوق وتسود، وتحقق النمو الاقتصادي، والتقدم الاجتماعي، ولدينا الحضارة الإسلامية التي كانت أروع مثل لهذا الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه... ولذلك.. من هنا كان إقبال المسلمين على الصوم، واستمساكهم به..وهناك من رخص الله لهم بالفطر، وخاصة المرضى والأطفال والحائض والنفساء، وفي بعض الأحيان الحامل والمرضع، ومع هذه الرخصة، فان البعض يتحرج من الفطر، ويلجأ إلى الصوم تأدبا وخشية وطاعة لله، مع أن الله سبحانه لم يقصد الإضرار بنا، ولذلك فإن الرسول صلوات الله وسلامه عليه، قد أكد لنا في حديث ما معناه: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزا ئمه.. فليس على المريض مثلا من حرج في أن يفطر حتى لا يورد نفسه موارد التهلكة، والله سبحانه وتعالى يقول:"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" ويقول:"ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.."وليس كل مريض يصرح له بالفطر، فهناك حالات مرضية بسيطة يستطيع المسلم معها أن يصوم، وحالات أخرى قد يستفيد الإنسان من الصيام معها لأنها تساعد على الشفاء.
|
رمضانيات
صوموا تصحوا
أخبار متعلقة