واشنطن- الارض المحتلة/14اكتوبر/ رويترز:الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتبرون مؤتمر الثلاثاء في أنابوليس بولاية ماريلاند مقامرة جماعية. وفيما يلي ما يأمل الزعماء الثلاثة في انجازه غير الهدف المعلن الخاص بإرساء الأساس لإقامة دولة فلسطينية. بالنسبة لبوش.. تأتي هذه المبادرة على الاقل في جانب منها استجابة لضغوط من حلفاء عرب من اجل القيام بجهد اخير لمعالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قبل ان يترك منصبه خلال 14 شهرا. وقد يمكن لبوش من خلال القيام بذلك ان يعزز التأييد العربي لسياساته في المنطقة وخصوصا فيما يتعلق بعزل ايران ومصالحها وحلفائها في المنطقة بما في ذلك حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران. ومن شأن التوصل حتى ولو إلى اتفاق جزئي بشأن دولة فلسطينية ان يعزز التراث الذي سيخلفه بوش بعد سنوات من الجدال حول احتلال العراق. اما اذا فشل المؤتمر فقد يكون بوسع بوش على الاقل أن يقول إن إدارته قامت بجهد حتى لو كان متأخرا. بالنسبة لأولمرت.. يسعى زعيم حزب كاديما ممثل الوسط جاهدا لانقاذ مستقبله السياسي بعد أن بات مركزه السياسي ضعيفا بسبب حرب لبنان العام الماضي وسلسلة من فضائح الفساد. ويستعد زعيم حزب ليكود اليميني بنيامين نتنياهو وزعيم حزب العمل ايهود باراك بالفعل للانتخابات التي قد يدعى إليها اذا تعثرت عملية السلام التي يشارك فيها أولمرت وترعاها الولايات المتحدة. وبمجرد مشاركته في المحادثات فاز اولمرت بتاييد واشنطن وجعل من الصعب على منافسيه الاطاحة به في الوقت الراهن. وفي النهاية تأمل اسرائيل ان ينهي السلام مع الفلسطينيين التهديدات التي تتعرض لها برغم أن الزعماء الاسرائيليين لا يعتقدون كلهم تقريبا أن بمقدور عباس توفير الأمن ولذا فالتوقعات هي ان مؤتمر انابوليس قد يساهم على نحو ما في الحد من هجمات المسلحين. ويمثل حضور السعودية وسوريا ودول عربية اخرى في انابوليس فائدة لاسرائيل التي تريد مزيدا من التجارة والروابط الاخرى مع جيرانها وكذلك مع الفلسطينيين. ومساحة المناورة محدودة بالنسبة لاولمرت. فأي تنازلات قد تؤدي الى تمرد شركائه المختلفين في الائتلاف وهو ما من شأنه ان يفرض إجراء انتخابات قد تؤدي إلى تجميد مساعي السلام إلى أن يترك بوش منصبه. بالنسبة لعباس.. عباس مثل اولمرت قد يرفعه المؤتمر وما سيعقبه وقد ينزل به. وقد خلف عباس الراحل ياسر عرفات في عام 2004 لكن حركة فتح التي يتزعمها خسرت الانتخابات امام حركة حماس الاسلامية في عام 2006 ثم فقدت سيطرتها على قطاع غزة في قتال مع حماس في يونيو حزيران هذا العام. ويأمل عباس في ان يعيد المؤتمر للفلسطينيين الدعم الدولي بعد انهيار محادثات السلام في عام 2000 وسلسلة التفجيرات الانتحارية التي قامت بها الجماعات المسلحة. ويحتاج عباس كحد أدنى الى اظهار تقدم ملموس في اتجاه قيام دولة لكي يتصدى للتحديات السياسية سواء من جانب حماس او من داخل فتح نفسها. وستحاول حماس أيا كانت نتيجة المؤتمر أن تصوره على أنه فاشل. ورفضت اسرائيل دعوة عباس لتحديد موعد نهائي لانتهاء المفاوضات بشأن دولة فلسطينية ولم يتفق الجانبان بعد على وثيقة مشتركة بشأن سبل المضي قدما في المحادثات وإذا انهارت هذه العملية فقد يتفجر العنف. وقد يحاول عباس ايضا ان يتوصل الى اتفاق جديد لاقتسام السلطة مع حماس. وهذا من شأنه على الاقل مؤقتا أن يضع نهاية لأي حوار مع اسرائيل. 25 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - فيما يلي بعض الحقائق الأساسية بخصوص رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي سيناقش احياء المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر السلام يوم الثلاثاء في انابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية. أولمرت سياسي محترف تولى السلطة عقب اصابة رئيس الوزراء السابق أرييل شارون بجلطة في العام الماضي. ويصف اولمرت نفسه بانه "غير قابل للتدمير" لكن شعبيته تهاوت بسبب حرب لبنان وسلسلة من فضائح الفساد. ونفى ارتكابه اي مخالفة للقانون. وبرغم أنه صعد من بين صفوف حزب ليكود اليميني فقد انضم الى شارون في إنشاء حزب كاديما الوسطي في عام 2005. وايد الانسحاب من قطاع غزة في ذلك العام لكنه علق بعد توليه رئاسة الوزراء خططا مماثلة لإعادة الانتشار من جانب واحد في الضفة الغربية. والتقى اولمرت مرارا مع عباس قبل مؤتمر انابوليس لكنه لم يقبل المطالب الفلسطينية بتقديم تنازلات دبلوماسية اسرائيلية ملموسة. انتخب اولمرت رئيسا لبلدية القدس في عام 1993 وقاد جهود بناء جيوب استيطانية يهودية في القدس الشرقية العربية. وأولمرت (62 عاما) رجل رياضي يمارس العدو ويشجع كرة القدم. وارتفعت معدلات التأييد الشعبي له الشهر الماضي عندما اعلن انه مصاب بسرطان البروستاتا في مرحلة مبكرة لكنه سيظل في منصبه. امضى اولمرت مدة خدمته العسكرية الإلزامية كمراسل بسبب مشاكل صحية ولم يشهد قتالا إلا من بعيد. وانضم الى البرلمان في عام 1973 وعمره 28 عاما بعد تأهله لمهنة المحاماة. وفي الثلاثينات من عمره انضم إلى الجيش مرة اخرى لفترة قصيرة ليتلقى دورة تدريبية للضباط. اما الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيسعى لاحياء محادثات السلام مع اسرائيل في مؤتمر الثلاثاء في انابوليس بولاية ماريلاند الامريكية. محمود عباس أو أبو مازن (72عاما) من القادة المخضرمين للكفاح الفلسطيني من اجل إقامة دولة. وكان نائبا لياسر عرفات في منظمة التحرير الفلسطينية وتولى رئاستها بعد وفاة عرفات في نوفمبر تشرين الثاني عام 2004. اشترك عباس في التوصل الى اتفاقات السلام المؤقتة مع اسرائيل في عام 1993 التي حصل بموجبها الفلسطينيون على قدر من الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة. انتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية في يناير كانون الثاني عام 2005 بأغلبية ساحقة. منيت حركة فتح التي يتزعمها بهزيمة غير متوقعة على يدي حركة حماس الاسلامية في الانتخابات العامة في يناير كانون الثاني عام 2006. وسيطرت حماس التي تقاطعها كثير من الدول بسبب رفضها قبول اتفاقات السلام السابقة ونبذ العنف والاعتراف باسرائيل على قطاع غزة في يونيو حزيران بعد أن تغلبت على القوات الموالية لعباس. ولد عباس في بلدة صفد التي تقع في منطقة الجليل بشمال اسرائيل حاليا. وكانت عائلته من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا او طردوا من ديارهم في حرب عام 1948.