عدسات متنوعة لتقليل الحاجة إلى النظارات
تسمى العدسة المغّوشة، اعتام عدسة العين cataract. وهي حالة تصبح فيها التفاصيل غير واضحة، والألوان باهتة، والرؤية الليلية صعبة.[c1]جراحة طبية[/c] ان كلا من عينينا مجهزة بعدسات، تكون موجودة خلف البؤبؤ، وهي تركز الضوء على الشبكية الواقعة في مؤخرة العين. وعندما نكون شبانا ونشطين، فان عدساتنا تكون واضحة في العادة. ولكن، وعندما يصل بنا الحال الى الستينات او السبعينات من اعمارنا، فان التعرض على مدى الحياة للضوء وعوامل اخرى، يمكنه ان “يطبخ” البروتين الموجود داخل العدسات ويجعلها مغوَّشة، لعلها تصبح شبيهة ببياض البيض اثناء وضعه في المقلاة.وتشتمل العملية الجراحية لإعتام عدسة العين، على ازالة العدسات القديمة وتعويضها بعدسات صناعية من البلاستيك الشفاف. ورغم التحسينات التي طرأت عليها، فان هذه العملية لم تتغير كثيرا في الآونة الاخيرة. الا ان الذي تغير هو العدسات التي يزرعها الجراحون، اذ يمكن لمرضى إعتام عدسة العين، الاختيار من بين عدد من العدسات. ويفترض في هذه العدسات ان تقلل الاعتماد على النظارات.وقد طلبنا من الدكتور برادفورد جيه. شنغلتون، الجراح الشهير في بوسطن ان يقدم لنا شرحا سريعا حول انواع العدسات المتوفرة. والدكتور شنغلتون استاذ مساعد في الطب السريري في كلية هافارد للطب. وهو مستشار لعدد من الشركات المنتجة للعدسات.عدسات أحادية البعد البؤري فكّر بالعدسات أحادية البعد البؤري monofocal lenses كنموذج اساسي: فلا يوجد فيها شيء مدهش، بل شيء موثوق يعتمد عليه، له سجل طويل بذلك. وكما يفترض اسمها، فانها صممت للتركيز على مسافة محددة مسبقا. ولأكثر الناس فان وجودها يعني بعد اجراء الجراحة على اعتام عدسة العين، انهم بحاجة الى النظارات، عادة للقراءة او لرؤية اشياء ابعد قليلا مثل شاشة الكومبيوتر. وأحد اكبر مزايا العدسات الاحادية البؤرة هو ثمنها الاقل من العدسات الاخرى.[c1]العدسات المتكيفة[/c] عندما نكون شبابا، نكون اكثر مرونة في شتى المجالات، وهذه القابلية تشمل ايضا العدسات في اعيننا. وتعمل العضلات الهدبية ciliary muscles على شدّ العدسات بحيث يمكنها تغيير شكلها بشكل طفيف جدا، الأمر الذي يسمح لنا بالانتقال بسهولة من رؤية الاشياء القريبة الى رؤية الاشياء البعيدة. ويستخدم اطباء العيون مصطلح “التكيّف” accommodation لوصف هذه المقدرة.ومع تقدم العمر تصبح العدسات اكثر تصلبا، او اقل تكيّفا. وفي عام 2003 صادقت وكالة الغذاء والدواء الاميركية على عدسات “كريستالنز” Crystalens لمرضى اعتام عدسة العين، التي يفترض فيها ان تحاكي العدسات المرنة للعيون الأكثر شبابا. ولها مفاصل على جانبيها ، بحيث يؤدي تقلص او ارتخاء العضلات الهدبية الى تغيير موقع العدسات الصناعية.وتتيح عدسات “كريستالنز” للمرضى رؤية بعيدة ممتازة ورؤية ممتازة ايضا في نطاق عدة أقدام (القدم 30 سم)، الا انه لا يمكن الاعتماد عليها تماما في الرؤية القريبة، وفقا للدكتور شنغلتون. وتساعد تمارين العين الافراد على التعود على العدسات، الا ان نحو نصف المرضى يحتاجون في النهاية الى نظارات للقراءة.والثمن هنا مشكلة ايضا. وهو يختلف، اذ ان عملية جراحية على إعتام عدسة العين بزرع عدسة “كريستالنز” تكلف 2500 دولار تقريبا، وهي اغلى من جراحة بالعدسات أحادية البعد البؤري. وليس من المعتاد ان تزرع عدسة في عين واحدة فقط ولذلك فان الكلفة الكلية للعملية تصل الى 5000 دولار.[c1]العدسات متعددة البعد البؤري[/c] العدسات متعددة البعد البؤري multifocal lenses تشابه العدسات أحادية البعد البؤري، او العدسات المتدرجة المستخدمة في النظارات. وبعض اجزاء هذه العدسات هو للرؤية البعيدة، واجزاء اخرى للرؤية المتوسطة والقريبة. الا انها وبخلاف العدسات الموجودة في النظارات،تصمم كي تكون مختلف مناطقها في دوائر متحدة المركز بدلا من تصميمها من فوق الى تحت. ومن المدهش ان العقل والعين هما اللذان يتعرفان على المنطقة المطلوبة من العدسة، التي ينبغي استخدامها.وهناك نوعان جديدان من العدسات متعددة البعد البؤري في السوق “ريستور” Restor و”ريزوم” Rezoom. وتوفر عدسات “ريستور” رؤية قريبة وبعيدة جيدتين، الا ان الناس يجدون احيانا صعوبة في الرؤية في النطاق المتوسط. اما عدسات “ريزوم” فانها توفر رؤية جيدة في النطاقات الثلاثة الا انها اقل كفاءة في الرؤية القريبة اللازمة للقراءة.والنقيصة الرئيسية للعدسات متعددة البعد البؤري هي انها تجعل الرؤية الليلية صعبة. وتقوم الحافات الصغيرة جدا في العدسات بتشويه الضوء الساطع، الامر الذي يؤدي الى بهر النظر وظهور الهالات. ولا توجد مثل هذه المشكلة في عدسات “كريستالنز”. اما ثمن العدسة متعددة البعد البؤري فهو 2500 دولار لكل عين.[c1]عدسات غير محبذة[/c] ان كنت من الذين يعانون من مرض تدهور البصر الشديد بسبب تنكس الشبكية، او الغلوكوما (الزرق)، او اعتلال الشبكية الناجم عن السكري، فان العدسات المتكيفة accommodating lenses والعدسات متعددة العد البؤري ليست صالحة لك. وكذلك ليست صالحة للافراد المصابين بالإستغماتيزم او الذين لديهم قصر نظر شديد او بعد بصر شديد.والعدسات الجديدة لا تعتبر غير صالحة تماما للذين اجروا عمليات الليزك LASIK الجراحية . الا ان الدكتور شلنغتون يقول ان هناك “تناقضا نسبيا” لان الليزك تجعل من الصعب اختيار عدسات بقوة تصحيح صحيحة (للنظر). واكبر مصدر لعدم الرضا من هذه العدسات الجديدة، كما يقول شلنغتون، لا يتأتى من العين بل من التوقعات بشأن العدسات. “وكل من يتوقع رؤية مثلى، وضمانات بأنه لن يرتدي النظارات مرة اخرى، هو مرشح سيئ” لها