القطب الشمالي يضم مخزونات تقدر بربع الثروات التي لم تكتشف في العالم
اوسلو/14 أكتوبر/من: الستير دويل:يمثل العلم الذي غرسه الروس في قاع البحر أسفل القمم الجليدية في القطب الشمالي إحدى علامات قليلة على ان الدول بدأت تستفيق من سباتها قبل المهلة التي تنقضي في عام 2009 والخاصة بما قد يكون آخر أنشطة رئيسية لتقسيم قيعان المسطحات المائية في التاريخ. وتشير بعض التقديرات إلى ان مساحة تصل إلى نحو سبعة ملايين كيلومتر مربع أي ما يعادل مساحة قارة استراليا قد يجري تقسيمها في شتى أرجاء العالم وتشمل مساحات شاسعة من ثروات النفط والغاز والأحياء البحرية المختلفة. ولم يتم الإعلان حتى الآن سوى عن ثماني مطالبات بمناطق بحرية على الرغم من ان نحو 50 دولة ساحلية ملزمة بمهلة 13 مايو عام 2009 والخاصة بتقديم مطالبات بأراض بموجب حملة للأمم المتحدة لترسيم الحدود الغامضة حاليا والخاصة بتحدبد حقوق قيعان المحيطات والبحار لكل دولة بموجب معاهدة أبرمت عام 1982 . وقال بيتر كروكر المسؤول الايرلندي رفيع وهو أيضا الرئيس السابق للجنة الأمم المتحدة لحدود الجرف القاري وهى الجهة المعنية بالنظر في مطالبات الدول الساحلية “نحن متخلفون عن الجدول الزمني.” وأضاف “هناك الكثير الذي يتعين عمله إلا انه تعوزهم الهمة.” وروسيا واستراليا وفرنسا والبرازيل من بين دول قليلة تقدمت بمطالبات. ومن ابرز المساعي التي بذلت في الآونة الأخيرة إعلان روسيا هذا الشهر ان رحالة قاموا بغرس علم روسي غير قابل للصدأ ثلاثي الألوان تحت القطي الشمالي في مياه عمقها 4261 مترا. وتقضي معاهدة 1982 الخاصة بقانون البحار والمحيطات بان الدول الساحلية تمتلك قيعان المسطحات المائية تحت منطقة من سواحلها تمتد لمسافة 200 ميل بحري إذا كانت هذه المنطقة ضمن جرف قاري أو مياه ضحلة. وتمتد بعض الأرصفة القارية لمسافة مئات الكيلومترات قبل ان تصل إلى المياه العميقة التي لا تملكها أي دولة. وتهدف هذه القواعد إلى ترسيم حدود جيولوجية واضحة المعالم للحدود الخارجية للأرصفة القارية إلا أنها ستتمخض عن سلسلة من المطالبات المتداخلة. وقال لارس كوليرود المشرف على مطالبات الدول النامية لدى مؤسسة جريد ارندال التي يديرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة والنرويج “ربما كان هذا آخر تحول كبير في ملكية أراضي القيعان في تاريخ الكرة الأرضية.” وأضاف “لا يدرك كثير من الدول مدى جدية الأمر.” وقال يانيك بيدوان الذي يعمل أيضا لدى مؤسسة جريد ارندال “عام 2009 عام نهائي وملزم. هذا يتيح لك ضمان السيادة دون اللجوء إلى القتال من اجل تحقيقها.” ومن المرجح ان تثور خلافات كبيرة في مناطق مثل بحر الصين الجنوبي أو المحيط القطبي الشمالي وفي مدغشقر والمحيط المتجمد الجنوبي. ومع تقدم التقنيات أصبح تحديد حقوق ملكية المعادن والطاقة الحرارية الأرضية أو الأحياء البحرية البعيدة عن السواحل لا يحتاج إلى جهود أكاديمية مضنية كما كانت الحال من قبل ويمكن لمنصات الحفر الحديثة التنقيب عن النفط وضخه على عمق 3084 مترا أسفل سطح الماء. وقام الرحالة والمستكشفون في روسيا بغرس علم ذي ذراع آلية بالاستعانة بغواصة وهو الأمر الذي استهجنته عدد من دول المنطقة القطبية بوصفه استيلاء على الأرض فيما تقول موسكو ان جرفا قاريا تحت المحيط القطبي الشمالي يجعل من القطب الشمالي أرضا روسية على الرغم من بعد سواحل سيبيريا عن هذه المنطقة 2000 كيلومتر. وهناك جزيرة جرينلند التي تسيطر عليها الدنمرك والتي تقول أيضا ان المنطقة القطبية خاصة بالدنمرك. وقالت لينزي بارسون خبيرة الجرف القاري والقوانين الخاصة به في جامعة ساوثامبتون بانجلترا “لدى دول ساحلية أخري حقوق ومنطق سليم مثل الروس.” وربما يحمل القطب الشمالي في باطنه مخزونات من النفط والغاز تقدر بنحو ربع حجم هذه الثروات التي لم تكتشف في العالم. وقال بارسون “بوسع الشركات الآن استغلال النفط والغاز في المياه العميقة.” وليس بوسع أي شركة التنقيب عن هذه الثروات في القطب الشمالي إلا انه مع ذوبان الجليد بفعل التغيرات المناخية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري يمكن الوصول إلى هذه المناطق التي كانت متجمدة. وتتعرض أي دولة تفوتها مهلة 2009 ان تفقد حقها في الاعتراف الدولي بمطالبها ومن بين الدول المطالبة بالتوقيع على المعاهدة الولايات المتحدة.