مديرة دار رعاية الأحداث للفتيان في عدن لـ( 14اكتوبر ):
لقاء / منى علي قائد :تعمل دار رعاية الأحداث على الاهتمام بالأطفال المهمشين في المجتمع حيث تقدم لهم الرعاية والاهتمام والعناية الفائقة وذلك من اجل الحد من الجرائم والتصرفات العدوانية التي يرتكبها هؤلاء الأطفال بحق أنفسهم وبحق المجتمع بشكل عام. 14 أكتوبر التقت الأخت / لولة احمد سعيد مديرة دار رعاية الأحداث في عدن وفي سياق حديثها أوضحت قائلة: بداية التأسيستأسس دار رعاية الأحداث في مايو عام 2000م وكان عبارة عن فيلا للإيجار في خور مكسر سعتها (34) سريراً وفي مايو 2005م انتقلنا إلى المبنى الجديد الذي قام الصندوق الاجتماعي ببنائه. القضايا المستلمةأما القضايا التي تصلنا إلى الدار فهي توصلنا بطرق رسمية حيث لا نستقبل أي طفل إلا بوثيقة رسمية من قبل مراكز الشرطة ونيابة ومحكمة الأحداث وأي طفل يصل إلى الدار يجب أن يكون قد ارتكب جنحة وهذه الجنحة ضمنت للأطفال ما دون سن (18) سنة لكن للأسف نحن عندنا القانون اليمني حدد سن الحدث إلى سن (15) سنة بعد كذا يحاكم محاكمة الكبار ويدخل إلى السجن المركزي « سجن المنصورة» . وقالت بطبيعة الحال هناك مبادرات مقدمة من الخيرين الذين يعملون مع الطفولة وتم نقلها إلى مجلس النواب وللأسف المجلس يعمل على مناقشتها منذ سنوات والى الآن لم يوصلوا إلى تحديد سن الحدث أو المسألة القانونية للطفل فلا زالت (15) سنة وهذا يعتبر إجحاف بحق الطفل كونه يرتكب هذه الجنحة دون إدراك منه لان وعيه لم يكتمل في هذا السن وبالتالي يترتب عليه أشياء سيئة كثيرة منها ترحيل الطفل إلى سجن المنصورة. قضايا الأطفال المرتكبةوأضافت قضايا الأطفال تختلف من سنة إلى أخرى منها السرقة واللواط والاغتصاب والتحرشات الجنسية والقتل وغيرها من الجرائم ،وطبعاً نحن نؤمن برسالة المسجد حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كلكم راعاً وكلكم مسؤول عن رعيته » ومن همنا في دار الأحداث هو القضايا التي تزداد كل يوم وتختلف وكل يوم نشاهد قضية أسوء وأسبابهذه القضية تختلف عن الأسباب لأي قضية أخرى. البرامج المقدمة للأطفالوأوضحت بأنه برامج لهؤلاء الأطفال أن يدخل الطفل إلى الدار إلى أن يخرج منه كرعاية لاحقه أولية كما نهتم بتغذية الطفل على أساس أن يكون غذاء الطفل متوازن يخدم نمو جسمه كما نهتم به صحياً حيث يأتون الينا من الشوارع مصابين بأمراض جلدية نعمل عل علاجهم وكذا يأتون حاملين للمساوئ والمخاوف ويرتكب احدهم الجرم وهولا يعرف نوعية هذا الجرم أو السلوك الذي يقوم به. وأشارت بأنه يوجد لدينا أختصاصيون متطوعين عددهم (16) متطوعاً ومتطوعة يعملون مع الأطفال لأكثر من ست سنوات ولكن لا حياة لمن تنادي كل سنة تنزل عشر وظائف ولكن تذهب لأشخاص حسب المفاضلة وأصحاب المفاضلة يرفضون العمل مع الأحداث بحكم أن العمل معهم متعب وهم يرغبون بالجلوس في المكاتب والمكيفات وغيرها. لكن هؤلاء المتطوعين هم الذين يتعبون ويعملون مع الحدث يطمئنونه ويخرجونه من مخاوفه ويعرفوه على زملائه الموجودين وان هذه الدار عبارة عن أسرة بديلة وليس سجن له ، حيث الطفل عندما يأتي إلى الدار يأتي معجون بماء سيء ويحاول تكسير أي شيء والسلوكيات التي تعلمها من الشارع يعمل على تطبيقها في الدار لكن عندما يحس الطفل بأنك تعطيه احتياجه من مأكل ومشرب وتسمع صوته ومعرفة السبب الذي وصله إلى هذه المرحلة بهذه الحالة يتغير الطفل (180) درجة ويبدأ يحس بالأمان والطمأنينة. طرق العلاج وأشارت إلى مستشفى الأمراض النفسية الذي يؤدي دورا متميزا بالاتفاق مع الدكتور الخضر والدكتور خالد السلامي والدكتور / نوشاد والدكتورة / فوزية با شعيب والأخت / ملوك راشد التي ستأتينا من لحج إلى جانب أخصائي متطوع نفسي بالإضافة إلى الأخصائيين الاجتماعيين الذين يجلسون مع الحدث ويعملون له جلسات متعددة وبعد هذه الجلسات يحددوا إذا كان هذا الطفل فعلاً طفلا طبيعيا وارتكب هذا الجرم وهو لا يعرف أو أن هذه تعتبر تراكمات لعنف مورس ضد هذا الطفل منذ ولادته في الأسرة أو في المدرسة أو في المجتمع وبالتالي تصرف تلقائياً. طبعاً هناك من الأطفال من يحتاج إلى جلسات دواء من قبل الطبيب الأخصائي النفسي لفترة معينة بعد كذا يبدأ تقليص جرعات الدواء والحمد لله يعود الطفل إلى حالته الطبيعية. توجد لدينا ايضاً برامج ترفيهية وثقافية كما توجد لدينا حصص دراسية وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم الإقران والاعتراف بالخطأ والوعظ والإرشاد وغرس الوازع الديني وجمعية تحفيظ القرآن مخصصة لنا واحد من معلميها ينزل الينا ثلاث أيام في الأسبوع كما توجد لدينا تأهيل مهني للأطفال في مؤسسة النجارة في المعلا. رسالة المسجد وفي سياق حديثها أكدت إيمانها برسالة المسجد ونعمل مع أئمة المساجد من عام 2005م والأستاذ / البريهي مدير مكتب الأوقاف ليس مقصراً معنا تقريباً من عام 2005م إلى 2007م معنا خطبة مسجد كل جمعة تعمم على المحافظة حول التوعية بحقوق الطفل ومراحل نموه وكيفية التعامل مع هذا الطفل واسترجاع عطف الأسر ، وطبعاً عند الجلوس مع الطفل ومعرفة أسباب هروبه من المنزل تجدها أسباب غير عادية مثل « أب يغتصب بناته الأربع وبعد كذا يجعلهم يعملون في الدعاره» أو « شخص يدعي انه أعرج ويتسول ومعه تقريباً 40 طفلا لكن مع البحث والتحري عنه اكتشف بأنه ليس اعرجاً وفي المساء يأخذ الأطفال وراء الجبل ويغتصبهم واحد تلو الأخر» وان نظرت إلى أسر هؤلاء الأطفال تجدها أسر مفككة أو أطفال يتامى أو طلاق أو انحلال خلقي في بعض الأسر. أما في تعز فالوضع أسوأ بكثير حيث كان لدينا ستة أطفال من تعز متشردون لهم تقريباً عشرة أيام ، واحد من هؤلاء الأطفال تعب فنقلناه إلى المستشفى واكتشفنا بأن عنده ورم وهذا الورم يحتاج أن تأخذ عينه منه وبعد كذا عملية تم استئصال هذا الورم وفقدمنا له العلاج حتى استقرت حالته. الإمكانيات شحيحةطبعاً إمكانية الدار شحيحة جداً ولكن استطعنا أن نخلق العمل الطوعي بين الشباب كما عملنا على نشر الوعي بين الناس حيث استقطبنا عبر التلفزيون كل الناس ومدراء المراكز في كل المحافظات وأئمة المساجد الذين كانوا معنا شغالين في 2006-2005م والشؤون الاجتماعية ومجلس النواب ومجلس الشورى والشؤون الاجتماعية بصنعاء والدفاع الاجتماعي كما قمنا بعمل مقابلات وتوعية للناس كما كانت تأتينا بعض التساؤلات ونحن بدورنا نقوم بالرد عليها والأسر الذين لم تكن توصلهم مثل هذه الحوارات كن نقوم بعمل مسلسل درامي قصير ، أما في الصحافة فكانت التوعية اسبوعياً. والحمد لله تمكنا من تخفيف نسبة الجرائم إلى 95 %. المشاريع المنفذة وتطرقت إلى جمعية حماية الطفل التي تأسست لحماية الأطفال من الانحراف في عام 2007م كما قمنا بعمل حملات توعية وفريق مثقفي الإقران من الأطفال الذين في الدار « أولاد بنات» والأطفال المعرضين للانحراف من الخارج كما قمنا بعمل مسح ميداني لجزء من مديرية البريقة الشعب والحسوة وبئر احمد حيث يوجد لدينا (206) طفلاً معرضين للانحراف منهم أيتام معاقون وأطفال مرضى وأطفال عاملون والأطفال المهمشون طبعاً تدعمنا مؤسسة سبل القطرية. توجد لدينا كفالة للأيتام والمعاقين والمرضى وكذا كفاله للأسر الفقيرة كما استطعنا معرفة ما هي أسباب هؤلاء الأطفال وحاولنا حل ، قضاياهم عبر نظام الإحالة إلى الجهات المعنية بحيث انه استقرت العديد من حالات الأطفال ولكن نحن بحاجة إلى أن نعمل مسح ميداني المديرية البريقة بشكل عام بحيث أننا نغطي جميع المناطق فيها وهذا في المستقبل أن شاء الله. أهم قضايا الطفولةوقالت قضايا الطفولة من أهم القضايا إذا نحن حرصنا عليها ووفرنا لهم كل الإمكانيات وعملنا على توعية الأسر بهذه القضايا يكونوا القادة لهؤلاء الأطفال لكن إذا أهملناهم ممكن أن يدمروا المجتمع. وأضافت بالنسبة للمحافظات يأتون الينا أطفال من كل المحافظات ولكن عندما عملنا إحصائية وجدنا بأن محافظة عدن هي أكثر المناطق حيث يوجد أطفال من أبناء عدن لكن الأغلبية هم من المحافظات الأخرى لكن مقيمين في عدن وينتسبون إليها. كانت عدد الأحداث في عام 2008م «166» حدثا وفي عام 2009م عدد الأحداث «94» حدثا ونوعية التهم هي سرقة واغتصاب وتشرد وتسول وقتل وشرب خمر ولواط وهتك عرض وعقوق وغيرها من الجرائم طبعاً الإحصائية في العام الماضي (95%) كانت تحرشات جنسية واغتصاب. وأوضحت بأنه توجد لدينا شبكة حماية اجتماعية في البريقة من شهر مايو ونحن نعمل فيها استقطبنا فيها الشؤون الاجتماعية والمجالس المحلية وأئمة المساجد وايضاً مدراء الشرط وضباط التحري كما قمنا بعمل دورات لأولياء الأمور ومدراء المدارس والأخصائيين والاجتماعيين فيها. كما عملنا فريق مكون من (60) طفلاً وطفلة من مدرسة بئر احمد ومدرسة الشعب للتعليم الأساسي ومن الأحداث على أساس أن يكونوا هم فريق الحماية نشرنا فيها حقوق الطفل وآلية الحماية والتبليغ لأي طفل يتعرض للعنف والإساءة الجنسية والتحرشات وغيرها. ايضاً يوجد لدينا برنامج القدوة الحسنة حيث نرى في الأطفال من هو القدوة الحسنة الذي يجب أن يقتدي به زملاؤه.
الأخت / لولة أحمد سعيد