غضون
* في صنعاء كما في عدن يشتغل اللاجئون الصوماليون بمسح وغسل السيارات غالباً قبل يومين غسلت سيارتي ثلاث مرات في أقل من نصف ساعة .. وفي سوق صغير مثل سوق التواهي ، توقف سيارتك عند باب مطعم وتخرج وقد غسلوها، تتوقف لشراء فاكهة مدة خمس دقائق يهبون لمسح السيارة خلال ثوان .. ولأنهم يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم من دون طلب منك فهم يركنون على كرمك وأحياناً على حيائك ويقبلون بالحاصل.. هؤلاء هم ضحايا لزعماء القبائل المتناحرين في الصومال وضحايا لقراصنة البحر الصومالي الذين مزقوا وطنهم ودمروا دولتهم وتسببوا في القتل والهروب واللجوء، ولم يتركوا للعالم فرصة لكي يساعدهم.* بالنظر إلى اشتغال اللاجئين في غسل السيارات في اليمن استوحى العميد يحيى عبدالله صالح أركان حرب الأمن المركزي طرفة تفسر أسباب وقوع السفن في خليج عدن تحت سيطرة القراصنة الصوماليين قال أنهم يقفون في الانتظار وعندما تمر سفينة يوقفونها ،لكي يغسلوها وهكذا تقع هي ومن فيها في الأسر.وهذه المزحة تسخر من عدم قدرة العالم على فهم حقيقة ما يحدث رغم أن القرصنة في عام 2008م لم يحدث مثلها عبر التاريخ إلا حالات معدودة .. ووصل الأمر إلى تسجيل أكبر عملية قرصنة عبر التاريخ وهي السيطرة على ناقلة النفط سيريوس ستار التي تحمل مليوني برميل نفط .* هؤلاء القراصنة الذين تمكنوا من السيطرة على أكبر عدد من السفن وحصلوا على أكبر فدية في التاريخ ليسوا مجرد ركاب بحر مغامرين.. إنهم خبراء ومدعومون بقوة مادية هائلة .. ومصدر هذه القوة قد يكون دولاً كبرى أو صغرى وقد يكون إرث الدولة الصومالية من الخبرات العسكرية والأسلحة التي تقاسمتها القبائل بعد تفكيك الجيش والشرطة والانهيار الكلي للدولة.إرسال قوات دولية إلى خليج عدن لضرب القراصنة ليس حلاً لهذه المشكلة بل إن ذلك سيعقد الأمور ويخل بالعلاقات والسلم الدوليين وبلادنا يجب أن يكون لها موقف من هذا الحل غير المجدي .. وعليها أن تواصل التمسك بموقفها بشأن إيجاد حل للمشكلة الصومالية برمتها.. وإيجاد دولة في الصومال تحل محل أمراء العصابات المسلحة وتضع حداً لهذا العبث ولهذه المأساة الإنسانية..