الحملة التنشيطية للتحصين ضد داء الشلل
إعداد / زكي الذجاني :إذا ما وضعنا الأمور في نصابها سنجد أن التحصين الداعم لمنظومة المناعة الجسدية المكتسبة من أمراض الطفولة المتربصة القاتلة بفلذات الأكباد.فبجرعات التطعيم الروتيني كاملة للأطفال دون العام وتلك التي تعطى في حملات التحصين ضد شلل الأطفال من هم دون الخامسة من العمر وفي سائر الحملات الأخرى تكمل لديهم الوقاية الداعمة من هذه الأمراض مدى الحياة ومعرض حديثنا سيتركز على مرض شلل الأطفال هذا المرض الذي شنت للقضاء عليه حملات كثيرة ليس في بلادنا وحدها بل الكثير من بلدان العالم بهدف استئصاله والقضاء عليه في العالم اجمع.وقد تحقق- بعون الله تعالى- وحملات التحصين المتتالية التي شنت وتشن ضد الفيروس المسبب له وما عاد يشكل تهديداً لفلذات الأكباد بالصورة التي كان عليها سابقاً ولن يكون كذلك- بمشيئة الله- طالما والناس حريصين على تلقيح أبنائهم دون الخامسة من العمر باللقاح المضاد لهذا الفيروس إلى جانب تحصين من هم دون العام من العمر- تحديداً- بالجرعات الروتينية التي من بينها جرعات لقاح شلل الأطفال.إنما خطورة المرض باقية لن تنفك تهدد أطفالنا إذا أستمر بعض الأباء والأمهات في حرمان أولادهم وبناتهم الصغار من حقهم في الوقاية بالتحصين ضد شلل الأطفال لأن هذا من شأنه أن يتيح للفيروس المسبب للمرض إمكانية معاودة تهديده لفلذات الأكباد.وإننا نقول: لا انقياد ولا انصياع وراء الإدعاءات المغرضة والشائعات المضللة التي يروجها البعض ضد التحصين كالزعم بأن لقاح شلل الأطفال يحتوي على مواد كيماوية أو هرمونية لها آثار جانبية يمكن أن تؤدي إلى العقم أو أنه يحتوي على مواد نجسة ضارة بالبدن وما إلى ذلك من إدعاءات فهي محض أكاذيب وافتراءات باطلة زائفة وعلى الآباء والأمهات أن يعوا هذا جيداً والوثوق من أن التطعيم ضد شلل الأطفال السبيل الوحيد لحماية وصون جميع أطفالهم تحت سن الخامسة من ويلات داء الشلل وإلا أي عذر سيقبل إذا ما فات الأوان ووقع من لم يحصن أسير الإعاقة والعجز؟ولأننا نشهد هذه الأيام تنفيذ حملة تنشيطية ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل تستهدف تطعيم الأطفال دون الخامسة من العمر على طول البلاد وعرضها في الفترة من (19-17 مايو 2009م) فإننا نشدد على أهمية تحصين سائر الأطفال بمن فيهم المواليد حديثاً وجميع من حصنوا مراراً وتكراراً ضد هذا المرض.ومها يكن ليس لنا إغفال ظهور بؤر إصابة جديدة لا سمح الله - مع أن المرض أساساً قد اختفى من بلادنا وعلى مدى ثلاث سنوات متواصلة لم تظهر أي حالة إصابة جديدة به ونالت على ذلك إشهاداً عالمياً بخلوها من فيروس شلل الأطفال في شهر فبراير المنصرم 2009م يعدما استوفت الشروط والمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لمنح هذا الإشهاد غير أن خطر شلل الأطفال ليس في بلادنا فقط بل في بلدان الإقليم برمتها بعد أن انتشر في السودان الشقيق وزاد في الانتشار منذ أشهر قليلة فرض الحذر من مغبة اجتياح هذا المرض البلاد على غرار ما حصل في عام 2005م عندما تم وفود سلالة فيروسية وخيمة إلى اليمن وقد كانت آنذاك توشك على نيل إشهادبخلوها من المرض ، فكان ما كان وبسرعة قياسية اجتاح حينها المرض وأفضى إلى إصابات العشرات بل المئات من الأطفال المحرومين من التحصين بالمقام الأول وبالمقام الثاني من تنقصهم المناعة الكافية من هذا الداء.وليس لأحد الحق في منع فلذات الأكباد المستهدفين من التطعيم بحجة حصولهم على الكثير من جرعات اللقاح مسبقاً أو لكونهم حديثي الولادة أو بسبب الانقياد وراء الشائعات المغرضة ولا حق لهم أيضاً في حرمان أطفالهم دون العام من التحصين بكامل جرعات التطعيم الروتيني الذي يشرع البدء بإعطاء جرعاته - أساساً - في وقت مبكر بعد الولادة مع تأكيدنا على ضرورة الالتزام بمواعيد كل زيارة من زيارات التطعيم الروتيني المدونة في (الكرت) الخاص بالجرعات فهي لصالح أطفالهم وتؤمن لهم الوقاية والسلامة.ومن المؤكد أن الإصابة بفيروس شلل الأطفال إذا حلت فستحل على المحرومين نهائياً من التطعيم يليهم الذين أهمل تحصينهم ولم يحصلوا على جرعات عديدة كافية لتأمين وقايتهم تماماً من الإصابة بما يهيء ويتيح بقاء فيروسات المرض حية في البيئة- لا قدر الله - ويمكنها من معاودة تهديد فلذات الأكباد مجدداً لا نأمن معه على أطفالنا ضعيفي المناعة من تلقي العدوى.ولست مبالغاً في وصف وقع إصابة أي طفل بشلل الأطفال على أبيه وأمه بالمصيبة أو الكارثة.وعلى الوالدين أن يعيا ويدركا هذا جيداً ويترجماه في واقعهما عبر الاستمرار في تطعيم فلذات الأكباد المستهدفين عند نداء التحصين لا الاكتفاء بالقليل من الجرعات.فالتحصين ضد شلل الأطفال مهما تكررت وتعددت جرعاته له آثره الطيب في دعم وتعزيز مناعة الجسم أكثر وبالقليل من الجرعات- كما أسلفنا- لا تكتمل المناعة من هذا الداء مطلقاً للحد من عدوان فيروس بري شرس شديد البأس مرد على التربص بالأطفال الصغار للنيل من عافيتهم حاضراً ومستقبلاً وما عساها تجدي لإيقافه وصده ودحره عن أجسادهم الغضة الصغيرة .إذن الأصل والأساس في تأمين مناعة كافية ودائمة ضد فيروس الشلل القضاء المبرم على هذا الداء الوخيم تكمن في إعطاء جميع المستهدفين المزيد من جرعات اللقاح الفموي عند كل حملة تحصين ضد شلل الأطفال بلا استثناء أو استبعاد أحد من هم.حتى المرضى الذين يعانون من الأمراض الشائعة كالحمى العادية والرشح والزكام والحصبة والإسهال الطفيف .. لا يستبعدون ولابد من تحصينهم جميعاً مادامت أعمارهم لم تتجاوز الخامسة بعد. وليكن معلوماً لدى الجميع إن الطفل الذي يعاني من الإسهال تعاد له الجرعة في وقت لا حق عقب توقف الإسهال لضمان حصوله على الفائدة المرجوة.من ناحية أخرى معني بالتبليغ الفوري في حال الاشتباه بإصابة حديثة لدى طفل أو مجموعة أطفال لدى أقرب مرفق صحي أو وحدة أو مركز صحي أو مستشفى عام أو حتى مكتب الصحة ولا يقتصر الاشتباه على الأطفال دون الخمسة أعوام بل وعلى كل المعرضين للإصابة الذين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاماً.ومن شأن الإبلاغ المبكر عن الحالة أو الحالات المشتبهة أو المحتملة التي أعراضاً شبيهة بأعراض الإصابة بشلل الأطفال أو أن يلاحظ وجود طفل أو أطفال يشكون من ارتخاء عضلي (هطل) أو ضعف في الأطراف العلوية أو السفلية أو كليهما من شأنه أن يساعد على التشخيص المبكر واحتواء المرض قبل انتشاره واستفحال أمره وينم عن حب الخير وتمثل روح المسؤولية في الحفاظ على صحة أطفالنا من تهديدات فيروس الشلل.وبذا يؤدون ما عليهم من دور ومسؤولية في هذا الجانب تجاه أطفالهم ليأتي بعد ذلك دور الجهات المختصة التي تتولى فحص عينات براز حالات الاشتباه المبلغ عنها ومن ثم التأكد أو نفي الإصابة في الخارج لدى المختبرات المرجعية لمنظمة الصحة العالمية بفحص عينات من تلك الحالات المشتبهة وتحديد نوع الفيروس المسبب للإصابة وسلالته إذا اثبتت الإصابة- لا سمح الله- أن تقرير الطبيب للحالة فينطوي تحت قائمة حالات الاشتباه كذلك عند حدوث شلل رخو غير متصلب ويكون حاد أي يحدث فجأة يتطور بسرعة- خلال فترة تتراوح بين (4-1 أيام) ويلزم حيال ظهورها التبليغ الفوري.أما احتمال الإصابة فيتحقق بوجود أعراض وعلامات بالفحص السريري من قبل اختصاصي أطفال مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم شلل رخو حاد مع عدم فقد الإحساس بالأجزاء المصابة آلام عضلية ثم بعد ذلك نحول في العضلات.ولفرق التحصين خلال تنفيذ حملات وجولات التحصين من منزل إلى منزل دور أساسي في جانب الإبلاغ عن حالات الاشتباه بالسؤال عن وجود أي حالة يشتبه إصابتها بشلل الأطفال لم يسبق الإبلاغ عنها ومن ثم جمع عينات براز لهذه الحالات.* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان